بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 29 نوفمبر 2014

◘ سجادة حمراء ... وماذا بعد؟ - ندى الأزهري

ما يهم في أي مهرجان سينمائي هو ما فعله النجم، ما صرح به من تعليقات، ما ارتداه أو بالأحرى ما ارتدته وكيف تمّ عبور السجادة الحمراء. هذا ما تتوهم برامج السينما على الشاشة الصغيرة أنه غرض أي مهرجان وما تسعى بجهد ملحوظ لاحاطة المتفرجين علماً به.
الخريف، فترة غنية بالمهرجانات السينمائية الصغيرة والكبيرة، عدد منها ينظم في العالم كما في البلاد العربية (ابو ظبي، القاهرة، المغرب...). والتلفزيونات العربية لا تقصّر بالتغطية، إنما كيف؟ البرامج المكرسة للشاشة الكبيرة على الشاشة الصغيرة لا تعدو في معظمها أخبار النجوم واللقاءات العابرة معهم. لقاءات لا تسمح إلا في ما ندر للسينمائيين بتطوير فكرة ما او رأي.
صور سريعة بكاميرا لا تكف عن التنقل واتعاب العيون، رواح ومجيء واستعراض أزياء فخمة وابتسامات وحركات، حوارات يتردد فيها الكلام ذاته مهما كانت نوعية المهرجان ومكانه. ومهما كان سوء التنظيم وانخفاض مستوى الأفلام المشاركة فيه فإن سيل المجاملات عن المهرجان «الرائع» و«المتميز» و«السعادة الكبرى» بالمجيء والمشاركة والكون في هذا المكان بالذات، والحظ... لا ينتهي وكله تمام وعلى أحسن ما يرام. يعني عبارات لا تودي ولا تجيب كما يقول المثل العامي. التقليد ذاته يتكرر على كل شاشة.
حسناً، سجادة حمراء وتصفيق وصرخات جمهور متحمس لرؤية نجومه، هذا تقليد غربي بامتياز، من لون السجادة إلى صرخات المعجبين وصولاً إلى الحوار العاجل، فالتلفزيونات الغربية تقدم أيضاً برامج كتلك... ولا بأس بذلك فلا أحد ينكر أن لهذا النوع من البرامج المنوّعة معجبيها ونسب مشاهدتها العالية ربما، ولكن، لما لا يُقلَّد الغرب في أشياء أخرى؟ في البرامج السينمائية الجادة مثلاً التي تطرح معالجة عميقة لمشكلات الإنتاج السينمائي، في حوار عن فيلم بالذات مع المخرج ( الأقل نجومية من الممثلين)، في التركيز على سينما غير معروفة بالنسبة الى المشاهد العربي، وفي تكريس أمسيات تلفزيونية للتعريف بأعمال مخرج ما مشارك في المهرجان وعرض بعض أفلامه، وهذه بالطبع يمكن القيام بها حتى في الايام العادية أي تخصيص حلقات سينمائية للحديث عن تيار ما أو مخرج كبير للإحاطة بأنواع من الفن السابع يجهلها الجمهور. فكيف سيستقبل الناس أفلاماً ذات مستوى إنْ لم يعتادوا على مشاهدتها تدريجياً؟
تطوير الذائقة يستلزم جهوداً واعتياداً تدريجياً على رؤية فن آخر مختلف... بعيداً من السجادة الحمراء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق