بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 10 نوفمبر 2014

ثلاثية غسل الدماغ البعثي - ماهر السلمان

غسل الدماغ: هو استخدام أي طريقة للتحكم في فكر شخص واتجاهاته من دون رغبة أو إرادة منه، ويسمى أيضاً غسل المخ أو (الدماغ) أو التفكيك النفسي.
الفكر السياسي: هو ذلك البنيان الفكري المجرد المرتبط بتصوير تفسير الوجود السياسي، وهو يمثل كل ما يخطر في ذهن الإنسان حول تنظيمه السياسي، وحياته العامة كما هي أو كما يجب أن تكون. ويمثل أيضاً الأفكار والنظريات والقيم التي تحرّك الحكومة والسلوك السياسي.
فعندما أطلق البعث في الثمانينات من القرن الماضي (جميع العراقيين بعثيون وإن لم ينتموا) أي جعل عقول العراقيين تفكّر بفكر «البعث» وترى ما يراه، فمبدأ الصبغة الواحدة للشعب هي نسخة طبق الأصل للفكر الشيوعي في اﻻتحاد السوفياتي.
فنرى الرموز المستخدمة مثل شعار «الطلائع، الفتوّة، الطلاب والشباب، الاتحاد العام لعمال العراق، الاتحاد العام للفلاحين» هي ذاتها المستخدمة عند الحزب الشيوعي في اﻻتحاد السوفياتي.
وأيضاً اخـتــزل «البعث» فـــي ديكتاتوره ورمزه بصـــدام حسين تحت شعار «إذا قال صدام قال العراق»، وشعار «عراق صدام حسيــن» فتمّ إلغاء عقول جميع العراقيين بهذه الشـــعارات وإلغاء العراق وجعله شخصاً واحداً.
وكالمعتاد ترى في كل زمان ومكان من يركب الموجة ويستفيد من الحدث، فطبّل صغار البعثيين لهذه الشعارات وراحوا يروّجون لها. فالويل كل الويل للذي يخالف هذه الشعارات، حتى لو تحدّث مع نفسه، فتكتب التقارير والوشايات عنه ويزجّ في غياهب السجون لمجرد إبدائه رأياً غيره.
وهذا جرى أيضاً على جميع قيادات الحزب العليا والوسطى، فمجزرة قاعة الخلد المشؤومة في 1973 واغتيال عدنان خير الله، خير دليل عندما خالف رأي «القائد الملهم» كما يدعون بغزو الكويت واحتلالها.اللون لون واحد، والممنوع ما منعه «البعث» والمسموح ما سمح به، وكل يوم كان يطل علينا «البعث» بمنع جديد ومسموح جديد.
ممنوع الجينز، ممنوع السكائر، ممنوع التداول بالدوﻻر، ممنوع التحدّث عن الغلاء، ممنوع التحدّث عن اﻻقتصاد السيء للبلد.
الأمر الآخر سيطر «البعث» على خطباء الجوامع لغرض السيطرة على أدمغة الجماهير وغسلها، إذ كان قبول الطلاّب في كلية الشريعة يتمّ بموافقة عزّة الدوري، وقبول الطلاّب في كلية العلوم الإسلامية جامعة صدام بموافقة مباشرة من صدام حسين وشرط أن يكون الطالب منتمياً إلى البعث وبدرجة نصير متقدم.
فتمّ تخريج الأئمة والخطباء من لون واحد ﻻ يزيغون عنه، فاختزلت العلوم الشرعية للإسلام بما يراه «البعث» ويشرّعه، والعجيب تمّ تكليف بعض طلاب كليات الشريعة والعلوم الإسلامية بالتجسّس على أقرانهم وعلى الأساتذة وكتابة التقارير والوشاية بهم في حال مخالفتهم الفكر البعثي. فتخرّج جيل من الأئمة والخطباء هم بعثيون لهم مراتب في الحزب يعلّمون الناس بأجزاء من الدين الإسلامي الحنيف بما يقوّي نظام حكم «البعث»، ويتذكّر روّاد جامع أبو حنيفة (رض) في التسعينات عندما جاء عبد الغفار العباسي متأخراً عن الخطبة وصعد إلى المنبر لإلقاء الخطبة وكان يلبس الزيتوني البعثي فاعتذر من المصلين عن تأخره بسبب اجتماع حزبي في الفرقة.
فخطب الجهاد وفضله من أجل ديمومة معارك «البعث» الرعناء، والصدقات والزكاة من أجل تقليـــل عبء الحصار، وتوجّه الدوري نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ورئيس المحكمة الخــــاصة للإعدامات إلى السيطـــرة علــى الطـــرق الصوفيّة والدروشة ونشر الخرافــات التي تعلّــم النــاس الضرب بالدرباشة والســـيوف مـــن أجل منع توجه الناس إلى الإسلام الصحيح، وبعدها ركّز على الطريقة النقشبندية في نهاية الثمانينات من القرن الماضي وتوجيه ضباط الجيــش والمخابرات والأمـــن إلــى الانخراط فيها وهـــذا مخالف للشعار الذي رفعه «البعث» بفصل الديـــن عــن السياسة، وألغوا من قاموس الخطابة والتعليم الديني ما يوضح للناس كامل دينهم من المعاملات والسياسة الشرعية وغيرها.
أما إجبار طلاب الكليات ومن غير المنتمين أيضاً على حضور الاجتماعات الحزبية داخل الكليات لدرس المنهاج القطري العاشر أو التاسع للحزب فهذا تكريس لغسل المخ لينتج جيلاً ﻻ يفقه من السياسة وتفسير الأحداث في العالم وتحديد نوع العدو والصديق وتحديد البوصلة الاقتصادية والنظام الاقتصادي وتحديد الطبقات الاجتماعية بين الشعب وتعريف الخيانة من حريّة مخالفة الرأي واتخاذ قرار الحرب وتشريع القوانين الصادرة من مجلس قيادة الثورة والتي هي مجلس قيادة شخص واحد.
إن كلّ من أبدى رأياً يخالف منهج الحزب المتمثّل بصدام حسين وتابعيه وأدواته (عزّت الدوري، طـــه ياسيــــن الجزراوي، طارق حنا عزيز، وغيرهم) يعد خائناً لثورة «البعث» المشؤومة ويحكم عليه بالإعدام من طريق المحكمة الخاصة التي يترأسها عزّت الدوري.

هناك 3 تعليقات:

  1. البعث لم ينتهي بعد .. فصدام هلك ولكنه أورثنا أذنابه (داعش) اليوم

    ردحذف
  2. آمل زيارة قناتي على يوتيوب بنفس الاسم المريب .. والاطلاع على صحة ما ذكرت

    ردحذف
  3. البعث لم ينتهي بعد .. فصدام هلك ولكنه أورثنا أذنابه (داعش) اليوم

    ردحذف