بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 1 يناير 2014

لماذا لم يصل مناضل عربي واحد إلى مرتبة العالمية؟ د. علي الهيل

نجحت مجموعات الضغط الصهيونية اليهودية الإسرائيلية في أمريكا وأوروبا وروسيا وغيرها كاللجنة الأمريكية – الإسرائيلية للعلاقات العامة (الإيباك) التي تعتبر مجموعة الضغط السياسي
والاقتصادي الكبرى في أمريكا مع ردهاتها أو لوبياتها في أوروبا وروسيا في الدعاية السلبية المكثفة ضد كل ما هو عربي، سرا وعلانية، منذ إقامة دولة إسرائيل على أراضي فلسطين. في محاضرة موضوعية منصفة للأمريكيين الأصليين وللفلسطينيين، الشعب الأصلي لفلسطين المعروفة حاليا بإسرائيل ألقاها في (جامعة تكساس أ.م. فيقطر) بناءً على كتاب منشور للمحاضر بعنوان ‘في ضوء العدالة’، زميلي وصديقي الدكتور وولتر هوك عميد كلية القانون بجامعة (تالسا) الأمريكية أقر فيها على إثر مداخلة لي عن المقــارنة بين الـــشعبين الأصليين الأمريكيين والفــلســطــينيين الأصليين.
عندما سألته أمام جمهرة كبيرة من أمريكيين وبريطانيين وأوروبيين كثر آخرين ‘هل تؤمن بأن الفلسطينيين هم الشعب الأصلي لما يُعرف منذ 1948 بإسرائيل؟’ أجاب الدكتور هوك: ‘أجل.. الفلسطينيون هم الشعب الأصلي لأرض فلسطين وأن إسرائيل اسم غير قانوني وغير شرعي كالولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا ونيوزيلاندا’. وعندما سألته ‘هل تعتبر الصهاينة (وليس اليهود باعتبار أن الدين الحق لا يؤمن بالعنصرية والصهيونية هي شكل من أشكالها( الذين يحكمون فلسطين تحت اسم إسرائيل غزاة؟’. أجاب المحاضر ‘لا شك ولا مراء ولا ريب أنهم غزاة كالبيض الأمريكيين في كل في أمريكا الشمالية واستراليا ونيوزيلاندا’. ثم سألته ‘هل العلاقات الحميمة بين أمريكا وإسرائيل وبين الغرب وإسرائيل من جانب آخر هي علاقة سيكوثيربي، لأن كلاهما غزاة احتلا أرض الغير وقتلا وطردا أهل البلاد الأصليين؟’. كانت إجابته قاطعة بنعم وأن الدعاية الصهيونية المهولة غيبت عن الرأي العام الأمريكي والعالمي هذه الحقائق التاريخية، لغاية تكريس الــصـــهاينة شعبــا أصليا في فلسطين والبيض الأوروبيين في شمال أمريكا.
رغم أن الشعب الفلسطيني له قضية عادلة يقاتل من أجلها سلما وحربا منذ 1948 باعتراف حتى يهود معادين للصهيونية، ورغم أن الثورة الفلسطينية على الاحتلال الصهيوني أو’الأبارتيد’ أو الفصل العنصري الصهيوني ضد أهل فلسطين أنجب قادة أفذاذاً ذوي رسالة إنسانية نبيلة، أي تحرير الإنسان من ظلم القوة الصهيونية الغازية المدعومة من أمريكا والغرب، بدوافع عنصرية واضحة كعبدالقادر الحسيني وأحمد ياسين وياسر عرفات وغيرهم كثير، إلا أن (الإيباك) والردهات أو اللوبيات الصهيونية اليهودية الإسرائيلية سوقت وما تزال، أن القادة الفلسطينيين والعرب أمثال عبد الناصر والملك فيصل وصدام حسين وهواري بومدين إرهابيون وليسوا أصحاب قضية إنسانية (كلمهاتما غاندي ونيلسون مانديلا) الذي حين مات لم يبقَ رئيس أمريكي أو غربي إلا نعاه وامتدح نضاله ضد البيض في جنوب افريقيا، مع أن القضية الفلسطينية هي أكثر نبلاً من قضية الفصل العنصري في جنوب افريقيا مع كل احترامنا لنضال نيلسون مانديلا وتضحياته من أجل شعبه.
ولذلك لم يستطع أي زعيم فلسطيني أو عربي أن يصل إلى مرتبة الزعامة العالمية بسبب إسرائيل والضغط الإيباكي والصهيوني اليهودي في أمريكا وأوروبا، والدعاية المغرضة الضخمة من خلال الإعلام ومناهج التعليم.

أستاذ جامعي وكاتب قطري 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق