بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 8 يناير 2014

النظام السوري يقصف بالبراميل والمعارضة تتصارع

حملت وكالات الانباء والقنوات التلفزيونية خلال هذا الاسبوع اخبارا مأساوية من سوريا على اكثر من صعيد، سواء كان سياسيا او عسكريا.
فقد اعلن عن مقتل اكثر من 300 شخص، بينهم عشرات المدنيين في المعارك الدائرة بين تشكيلات من مقاتلي المعارضة من جهة وعناصر جهاديين من الدولة الاسلامية
في العراق والشام (داعش) من جهة اخرى. كما نقلت وكالات الانباء صورا لسوريين ينتشلون ناجين وجثثا من تحت الانقاض بعد غارة على احدى ضواحي دمشق يوم الثلاثاء الماضي، بما في ذلك صور اطفال مذعورين يكسوهم الغبار، وبينهم رضيعة لا يبدو ان عمرها يتجاوز الاسابيع. وترافق ذلك مع مقتل العشرات من المدنيين جراء قصف جوي نفذته قوات النظام على مخبز في مدينة حلب.
ما يزيد حسرة ومأساة السكان داخل الاراضي السورية الذين يتعرضون لقصف يومي بالبراميل المتفجرة، الانباء التي يتلقونها عن الخلافات والانقسامات بصفوف الائتلاف الوطني السوري الذي من المفترض ان يكون ممثلهم الشرعي والوحيد.
فقد شهدت انتخابات الائتلاف الذي يعقد اجتماعاته في منتجع على البحر الاسود منافسة كبيرة جدا بين المرشحين، تمكن احمد الجربا من حسمها على حساب رياض حجاب وسط حالة من الاستقطاب واتهامات بشراء الاصوات.
ووسط توترات شديدة وتقارير عن اشتباكات بالايدي هدد 41 عضوا من اصل 121 بالاستقالة، بينهم اسماء هامة مثل الامين العام السابق للائتلاف مصطفى الصايغ والناطق باسم هيئة اركان الجيش الحر لؤي مقداد وممثلي الائتلاف في الدوحة نزار الحراكي وفي تركيا خالد خوجا.
واذا كان عنوان هذه الاختلافات هذا الاسبوع هو مجريات العملية الانتخابية لهيئة الرئاسة في الائتلاف والموقف من المشاركة في مؤتمر جنيف 2، فيكاد لا يلتئم اجتماع لاقطاب المعارضة منذ بداية الثورة الا ويشهد انقساما، ففي بدايات الثورة كان عنوان الانقسام تسليح الثورة ام مواصلة سلميتها، وبعد حسم الموقف على الارض، انتقل الخلاف في اواخر 2011 بين الدعوة لتدخل اجنبي ورفض التدخل الاجنبي، ثم تتابعت القضايا.
والخلافات تبدو على كافة المستويات بين اسلاميين وليبراليين، بين من يؤيدون تسوية سياسية وآخرين يطالبون بتعزيز العمل العسكري، وبين معارضين قدماء قضى بعضهم سنوات طويلة بالسجون، ومعارضين جدد كانوا حتى وقت قريب بصفوف النظام. وللاسف يبدو ان عمق هذه الخلافات كان اكبر من جمع صفوف المعارضة على كلمة واحدة بمواجهة النظام، وهو ما يعكس بُعد الائتلاف عن نبض الشارع والواقع الذي يعيشه الشعب ويؤكد عدم وجود بديل متماسك للرئيس الاسد، وهذا ما قد يفسر تلكؤ الغرب بالمراهنة على المعارضة.
وتأتي الخلافات اليوم بأوساط المعارضة عشية التحضيرات لمؤتمر جنيف 2، واعلان الائتلاف تأجيل قرار المشاركة به الى ما قبل التئامه بايام، وهو ما قد يوحي بأن الائتلاف غير قادر على اتخاذ قرار بسبب الخلافات بين الفصائل الممثلة فيه، ولكن الائتلاف يعيش حاليا صراعات داخلية تعكس صراعات الدول الداعمة له. واذا كانت مجموعة دول اصدقاء سوريا الاحدى عشرة تضغط عليه لكي يشارك في جنيف، فقد سبق واعطى موافقة مبدئية الا أنه اشترط ان تفتح ممرات للمساعدات الانسانية للمناطق المحاصرة، وكذلك اطلاق عدد من المعتقلين خصوصا من النساء والاطفال، وقد تعهد الامريكيون هذين المطلبين ونقلوهما الى موسكو التي جربت حظها مع دمشق، ولا تزال الا انها لم تبد رغبة كافية للضغط على النظام السوري كي يتجاوب.
ويشعر الائتلاف بأن تصعيد القصف الجوي بالبراميل المتفجرة وعدم التجاوب مع مطالبه يراد منه ان يشارك في جنيف من موقع ضعيف، ولذلك نجد هذا التردد باتخاذ القرار، لكن الاهم من ذلك انه اذا كان سيشارك في نهاية المطاف ان يكون لديه رؤية واضحة وهدف واضح ووفد تفاوضي متماسك.
ولا تختلف الصورة اليائسة للائتلاف المعارض عن صورة يائسة اخرى للنظام رأيناها في تصريحات وزير الاعلام عمران الزعبي الذي اعلن عن وجود قرار شعبي بترشيح الرئيس بشار الاسد وفوزه لفترة رئاسية اخرى. ولم يبق الا ان يعلن لنا ما هي النتيجة؟ هل ستبقى 99 بالمئة أم قد يتنازل هذا العام، ويكتفي بالفوز فقط.
وهذا التصريح لا يعني ان النظام مرتاح لجنيف 2، وانما هو قلق ايضا من مساره ونتائجه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق