بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 10 يناير 2014

بماذا حقن طبيب الاحتلال الأسير المعذب؟ امجد سمحان

لم تكتمل فرحة الحاجة وضحة، أم نعيم الشوامرة، وهي تنظر إلى ابنها المحرر حديثاً من سجون الاحتلال يغادر منزله في بلدة دورا في جنوب الخليل في الضفة الغربية، باتجاه الأردن على أمل
الحصول على علاج لمرض ضمور العضلات، الذي اصيب به داخل السجن. الحاجة، التي كانت ترقص فرحاً قبل أيام، تبكي اليوم «مرعوبة» عليه، وهو الذي يتلاشى جسده شيئا فشيئا.
نعيم الشوامرة، الذي امضى 20 عاماً في السجن بعد حكم بالمؤبد لقتله احد ضباط الاحتلال، وقد أطلق سراحه ضمن الدفعة الثالثة من اسرى ما قبل اوسلو في 30 كانون الأول الماضي، كتب كلمات مؤثرة قبل أن يغادر منزله إلى الأردن. وعلى لوحة معلقة أمام المنزل، كتب أن «لا احد يستطيع أن يتخيل حجم ما اعانيه من ألم... يا بشر سوف تقتلني آلامي ولن يستطيع أحد انقاذي. اسير معذب».
حكاية نعيم الشوامرة مع المرض بدأت، بحسب ما قال شقيقه لـ«السفير»، بعد إعطائه حقنة من قبل طبيب الاسنان في سجون الاحتلال قبل نحو عشرين شهراً. ساعات مضت، حتى بدأت اعراض الخدر في فكه، ليكتشف بعد ذلك أنه مصاب بمرض ضمور العضلات. وبرغم تأكيد شقيقه على أن الفحوصات الطبية التي سيجريها الشوامرة، قد تحدد اكثر اسباب مرضه، الذي لا يعاني منه احد في العائلة، إلا انه يدرك تماما أن «الحقنة هي السبب، حقنة مجهولة وبعدها دب المرض في جسد شقيقي».
وبحسب رئيس «نادي الاسير الفلسطيني» قدورة فارس، فإن الحالة الصحية للشوامرة حالياً غاية في الخطورة، مشيراً إلى استحالة علاج الداء الذي اصيب به، حيث أن «ما يقوم به الاطباء حالياً في الأردن هو محاولة تأجيل موته، وتخفيف آلامه».
وعن سبب اصابته بالمرض، الذي قد يكون جزء منه وراثياً بحسب أطباء، قال فارس: «لا استبعد ابداً فرضية ان السبب الرئيس لمرض الشوامرة هو الحقنة التي اعطيت له في السجن، فمن يسمون اطباء في سجون الاحتلال هم جلادون، ولهم سوابق كثيرة». واضاف ان «ما حصل بعد خروج نعيم الشوامرة من السجن يؤكد أن اسرائيل تريد التخلص منه، فحين تم التنسيق له ليتلقى العلاج في الأردن، قام الاحتلال بتأخير السماح له بالسفر، حيث تم إرجاعه مرتين من على المعابر، وكأنهم يريدون تأخيره، لكي يلقى حتفه قبل ان يغادر».

ووفقاً لـ«نادي الاسير»، فإن 1500 اسير في سجون الاحتلال يعانون من امراض مزمنة، من بينهم 18 اسيراً في اقامة دائمة في سجن مستشفى الرملة العسكري، وصفهم النادي بأنهم «18 مشروع شهادة».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق