بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 30 ديسمبر 2013

نصر الله أشبع لبنان قتلاً ولبنان أشبعه شتماً - أحمدالجارالله

هل يحتمل لبنان بوضعه الحالي ترف المماحكات السياسية, وتركه بلا حكومة بانتظار موافقة"حزب الله" عليها, أوليس التأخير في إعادة الحياة إلى مؤسساته يعتبر مشاركة في جريمة هدم الدولة,
ودفع البلد إلى حرب أهلية في ظل غياب القرار السياسي وشلل الأجهزة الامنية وعدم استقرار الحياة الاقتصادية؟ كم سيارة مفخخة واغتيالا يحتاج عقلاء لبنان كي ينزعوا عنهم رداء الخوف ويقفوا في مواجهة "حزب الله" الساعي إلى جعل هذا البلد جمهورية فراغ, يملأ شوارعها بغربان القمصان السود, قاتلا كل من يخالفه الرأي, حاكماً مؤسسة هنا ومصادرا سلطة هناك؟
لبنان اليوم لم يعد على مشارف حرب أهلية, بل هو غارق في معمعتها, فالتسلح بات خبزا يوميا لكل الأطراف, والتفجيرات تحصد أرواح مواطنين أبرياء, حتى إنها لم توفر دور العبادة.
توزيع الاتهامات والبكاء على أضرحة الشهداء والاستسلام للقاتل باتت عملة المفلس, العاجز, المستسلم الذي يقدم بملء إرادته القرابين لإبليس القتل كل مرة, متوهما أن كرسي وزارة, أو حصة نيابية ترضي نصرالله, غاضا الطرف عن حقيقة أنه يسعى إلى حكم البلد كله أو يحرقه, بل بعد انغماسه في الدم السوري انفتحت شهيته للسيطرة على مناطق أكبر من لبنان, فإلى متى سيبقى اللبنانيون يعملون بالمثل القائل: أشبعنا ضربا وأشبعناه شتما؟
ألا يغتال "حزب الله" صوتا معتدلا, كلما اقتربت الأفكار من التلاقي على حفظ السلم الأهلي, ألم يخرج شياطين عصابة حزب السلاح لإسكات صوت رفيق الحريري الذي صرف سنة من عمره في محاورة نصرالله نفسه عله يستطيع تجنيب لبنان حروباً عبثية, في نهاية المطاف ماذا كانت النتيجة؟ اغتال الحزب الحريري, وأدخل البلاد في أتون حرب العام 2006 وبعدها كرت سبحة الاغتيالات إلى أن وصل اليوم لقتل محمد شطح, الصوت الأكثر اعتدالا في فريقه الذي حرص في أحلك الظروف على إبقاء نوافذ الحوار مفتوحة مع الجميع.
لتعلم النخب اللبنانية أن الاختباء خلف إصبع الخطب والشعارات لم يعد مجديا, فلا ستمنع بذلك القاتل عن ارتكاب المزيد من الجرائم, ولا ستوقف انهيار الدولة, بل عليها, إذا كانت تريد لبنان أولا اتخاذ قرارها التاريخي في مقاومة هذا الوحش المتعطش للدم, كي لا يصبح بلدها غابة وحوش تنهش بعضها بعضا.
على هذه النخبة أن تتصدى لتطرف "حزب الله" المشعل, بسلوكه السياسي ومواقفه, حرائق التطرف الضاربة كل جنبات بلد الحضارة والتقدم والحرية.
أليس من حق 80 في المئة من اللبنانيين, من مختلف الطوائف والمذاهب, الرافضين لمنطق هذا الحزب أن ينعموا بحياة هانئة؟ هؤلاء المتمسكين بلبنانهم الواحد الموحد, يصارعون بفسحة الأمل إحباطا تسببت به تيارات سياسية حسبت في لحظة ما مدافعة عنهم.
هؤلاء, وحدهم, ومن دون شعارات وخطب رنانة لن يسمحوا لحسن نصرالله وحزبه, ومن خلفه إيران بكل قضها وقضيضها, أن يهيمنوا على لبنان, فمثلما طردوا الغزاة, على مر التاريخ, لن يتركوا لبنانهم فريسة لهذا الإيراني المتلبنن, لكن لا شك سيكون الثمن غاليا, إلا إذا حسم من يفترض أنهم أمناء على الدستور والدولة أمرهم, وشكلوا حكومة ومضوا في مشروع العبور إلى الدولة بدءا من اجتثاث هذا الورم السرطاني المسمى "حزب الله".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق