بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 26 ديسمبر 2013

تلميع الصورة مصطفى المقداد -دمشق

 تمضي الإدارة الأميركية في خطتها المرحلية الرامية إلى إشراك مجموعات إرهابية في مؤتمر جنيف 2 بعدما عاشت حالة من الندم على وضع تنظيم جبهة النصرة على قائمة المنظمات الإرهابية منذ سنة مضت ظناً منها أن مجموعات الجيش الحر قادرة على تحقيق الخطة الغربية على الأرض , وذلك من خلال ائتلاف الدوحة بحيث يكون الائتلاف الجناح السياسي في الوقت الذي تكون
مجموعات الجيش الحر الذراع العسكري الضارب الذي يقف في وجه القوات المسلحة الباسلة .‏ لكن كما هي العادة الأميركية في التعامل مع سورية , فنراها تكتشف في وقت متأخر خطأ تقديراتها , فتلجأ إلى خطة بديلة , وهي اليوم ترى في الجبهة الإسلامية حصان طروادة الجديد الذي سيقتحم عمق مؤتمر جنيف 2 ويفاوض الحكومة والمجتمع الدولي باعتبار أن مجموعات الجبهة تمتلك قوة حقيقية على الأرض وتحظى بدعم دولي كونها تدافع زوراً عن مواطنين وتمتلك قاعدة شعبية تمثلها في المفاوضات .‏
 واليوم تعيد الولايات الأميركية ارتكاب الخطأ ذاته ناسية أو متناسية حقيقة أن النتائج التي تستند إلى مقدمات ذاتها لا يمكن إلا أن تكون ذاتها مهما تغيرت الوجوه التي تتولى العمليات التنفيذية .‏
 فالولايات المتحدة صاحبة امتياز إنتاج القاعدة وأخواتها تغامر بالخطأ من جديد متجاهلة الوقائع على الأرض , ومتناسية المكاسب الميدانية للقوات المسلحة الباسلة , وفوق هذا وذاك فإنها تنسى طبيعة الشعب السوري الرافضة لكل أشكال التطرف والإرهاب , وإن كان الإرهاب يضرب بعض المناطق ويسيطر على أجزاءمنها , ويخضع المواطنون لقراراته الظالمة , فإن المواطن السوري تحت وقع الإرهاب مازال مؤمناً بوطنه ووحدته وسيادته ويعرف كل أبعاد المؤامرة التي يدفع ثمنها غالياً لمواقفه في الحفاظ على حقوقه الوطنية والقومية , وستثبت الأيام القليلة القادمة, وقبل موعد انعقاد مؤتمر جنيف 2 خطأ التقديرات الأميركية من جديد , وسيكون القول الفصل للشعب الذي يدعم دولته ويؤيد المهمة المقدسة للجيش العربي السوري الباسل.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق