بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

خَطٌ على الورق.. كانت دمشق مدينة جميلة أسعد عبود

مازال تحدي الحصار قائماً، و الجيش لم يعلن بعد طريق دمشق حمص آمناً. إنما كثيرون يغامرون! أن تستغني عن دمشق طويلاً فأنت تستغني عن الجزء الأعظم من حياتك بما فيها أحلام اليقظة! دمشق ضرورية لأحلام اليقظة التي نختارها. رغم الحصار...
يكفينا أن نملك خيار دمشق مهما صغرت و ضاقت شوارعها، كي نعيش الحلم. كل الناس
يحلمون... البشر كلهم يعيشون أحلاماً صغيرة و كبيرة طيلة ساعات يومهم و نحن نحلم بدمشق. هل يقدر أصحاب مشروع الحصار كم هو شاق عليهم، صعب علينا، حصار الحلم.‏
لا أخبار عن الأصدقاء والأحباء المختطفين... المحاصرين... المنكسرين... في مدينة عدرا العمالية. لاشيء إلا الرجاء و التمني.. و خطوات الجيش المنتظرة... على وقعها تدق قلوب. هم في عدرا أيضاً يحلمون. بل فيها صدام أحلام.. حلم الخلاص و الحياة... و حلم القتل و الموت. والجيش العربي السوري وحده الحكَم.‏
الجيش العربي السوري ليس الحكَم لعدرا و معلولا و يبرود و الطريق الدولي.. و.. و..و حسب.. بل هو الحكَم الوحيد على الساحة السورية حتى الآن. الغرب منافق كذاب.. و العرب خونة... وجنيف بعيدة... و الخدعة محاولة مستمرة.. هو حلم يقظة يحلم به كثيرون إن لم تنكسر أحلامهم أمام الحكَم.‏
إلا دمشق.. صاحبة أقرب الأحلام للحقيقة... لم تستسلم لمحاولات الحصار و لم تسكت عليها... و لم تخف قذائف الهاون و السيارات المفخخة و المجرمين الانتحاريين. لم يخطىء في التاريخ أكثر من قرأ الحلم الدمشقي الممزوج بعرائش الياسمين و الحب و الحياة، قراءة خاطئة. ظنها حالة الدعة و الكسل إلى حدود الاستسلام أو رفض القتال و المقاومة. هذا هو التاريخ أمامكم، ابحثوا فيه عن غازٍ و نار و خراب و قتل، استطاعوا أن يخضعوها. أو أن يخرقوها مثلاً. بل إن ذاكراتهم و ذكرياتهم لم تحتفظ بحقائق معلنة أكثر من اعلان عجزهم عن اختراق المدينة الجميلة دمشق. جمالها وضعهم أمام خطأ التصور. هي تاريخياً جميلة.. لكنها.. تاريخياً اشتهرت بالصبر. نظرت إلى الدنيا أنها تدور، ومهما دارت تبقَ هي في مكانها كأنها مركز العالم و قطب الرحى.‏
دمشق لا تنتظر جنيف. مستعينة بجمالها و صبرها، تنتظر حكم التاريخ و منطقه و جيشها الذي يدافع عنها. كأنها تقول لنا ستقاتلون طويلاً كي يكون الفرج بعد الصبر و انتهاء الحصار. فإذا كان تحالف الغزو والحرب والجريمة، أقدموا على فعلتهم الكارثية، التي ربما لم تعرف دمشق لها مثيلاً، بحلم يقظة أنها لن تلبث أن تنهار وتستسلم، فإنهم أوصلوها بذلك إلى حالة القتال و الصبر حتى النصر ليس إلا.‏
يجب ألا نكذب على أرواحنا و على التاريخ... و أن نؤمن أن الذين بقوا ليسوا أغلى من الذين قضوا... والذين ينتشرون في خيام أو بلا خيام على أرصفة العالم، ولاسيما على أرصفة يديرها العرب الخونة، ليسوا أقل جدارة بالحياة من الذين ما زالوا في بيوتهم. لم تعد القضية قضية حرية و نظام حكم، بل هي بكل دقة و ثقة قضية وجود و سنصبر مع دمشق المدينة الجميلة.‏


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق