بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

قاسم سليماني.. رمز إرهابي إيراني -داود البصري

في زمن الانهيار العربي في الشرق القديم, وفي عصر الثورات الشعبية العربية التي تحاول تفكيك الواقع المريض, وتكوين عالم عربي جديد بمواصفات حضارية تتطابق وروح العصر وتتناسب مع التطور الكوني, يبرز من بين ركام الأحداث النظام الإيراني بإطلالته البشعة وبعقليته المتخلفة, وبروحه العنصرية الرثة, وبأيديولوجيته العدمية والخرافية, وبأساليبه الإرهابية والإجرامية ليحاول ملء الفراغ السياسي القائم, ومن ثم الهيمنة على المنطقة عبر إستغلال الأزمات العنيفة القائمة, والتلاعب بأوراق وملفات وقضايا محورية تتيح له فرصة التمدد, والتوسع, والانتشار, وفرض الرؤى. 
وقد برز من بين أهم الرموز الميدانية العاملة في الساحة العربية أحد قادة الإرهاب الإيراني المؤدلج وهوالعميد قاسم سليماني قمي المعروف بقائد "فيلق القدس" للحرس الإرهابي الثوري الإيراني, وهوالذراع الخارجي للقيادة العامة لقوات الحرس, تلك المؤسسة الإرهابية الكبرى والعملاقة التي نشأت وتمددت وتوسعت أطرها وميادين عملها من خلال ساحات وسنوات الحرب العراقية- الإيرانية "1980/1988 " وحتى تحولت اليوم فاعلا ورقما اولا في المعادلة السلطوية الإيرانية. 
ولقد شهدت تلك المؤسسة ازدهارها الكبير بعد انهيار العراق عام 1990 بعد الغزوة الصدامية للكويت الحمقاء والشهيرة, وحتى انهار الكيان العراقي بالكامل عام 2003 بعد الاحتلال الأميركي, وحيث نشأ عراق جديد مهلهل كسيح بمواصفات طائفية وعرقية, وبصراعات وفتن تعود أيامها الى عصور الفتنة الكبرى قبل خمسة عشر قرنا, من الزمان, وبتوافد قيادات بديلة معظمها للأسف خريجة المعاهد السلطوية الإيرانية ومن تربية الحرس الثوري, وهي انتكاسة قومية كبرى لم تظهر نتائجها الرثة والمباشرة إلا لاحقا, وحيث برزت خيوط التحالف السري الإيراني- الأميركي في العراق والشرق الأوسط والذي أنتج في العراق معادلة سلطوية هجينة هي مزيج من التخلف والعدمية مع غطاء شفاف من العصرنة! 
فالقوات الأميركية المحتلة باشرت بتحصين صفوف أهل الأحزاب الإيرانية الوافدة للحكم, وبعضها متورط في عمليات إرهاب دولية كبرى وضد المصالح الأميركية ذاتها, فيما تولى النظام الإيراني, من خلال عملائه ومؤسسة الحرس الثوري, تدعيم صفوفه في الداخل العراقي وتحصينها عبر التحكم في معادلة الصراع السياسي الداخلي, ودعم وإنشاء العصابات والميليشيات الطائفية المسلحة التي تمارس الإرهاب بالوكالة, وتمزيق الصف الوطني من خلال إشاعة الفتن الطائفية, والعرقية, وتدمير المجتمع العراقي من الداخل, والعمل الحثيث على تقسيم وإضعاف العراق كمقدمة موضوعية لتقسيم دول الشرق الأوسط المهمة والسيطرة المباشرة على بعضها, كالمحاولات ضد المملكة العربية السعودية, ومملكة البحرين, وكانت قمة الأدوار الإرهابية للعصابات الإيرانية التي يقودها, ويبرمج عملها, ويؤطر تحركاتها العميد الإرهابي الحرسي قاسم سليماني الذي تحول الى الحاكم الخفي, والمباشر, للعراق, وبدور أكبر وأخطر من الدور الذي كان يؤديه المندوب السامي البريطاني أيام الاحتلال البريطاني أوائل القرن الماضي. 
أقول كانت قمة الأدوار الإرهابية هو ما يجري اليوم في سورية من مجازر دموية مروعة, ومن عمليات قتل طائفية مشينة ومن محاولات ميليشيات إيران العميلة إجهاض الثورة السورية, ومساعدة النظام السوري المجرم على ذبح السوريين, وفي ظل تواطؤ حكومي عراقي فاضح ومشاركة علنية مفضوحة من رجال النظام الإيراني في العراق, وأعضاء الحرس الثوري, كوزير النقل العراقي هادي العامري في تلك الجرائم. لقد كانت استباحة عناصر "فيلق القدس" الإرهابي للعراق, ومن ثم قيادته لعمليات الإبادة الجماعية في الشام نتائج إقليمية مروعة ستظهر تداعياتها المباشرة خلال السنوات المقبلة, وهي أفعال إجرامية كبرى تستحق المتابعة, والإدانة, والمحاكمة الدولية لكونها أفعال تخريب واسعة, ومباشرة, وعلى المستوى الدولي, وبما يجعل من سليماني وقيادته, ومن هم خلفه, وكل من يشاركه في جرائمه من المنضمين لعصاباته الطائفية شركاء له في الجريمة الإرهابية الكبرى الدائرة حاليا. 
اليوم تدور بين أوساط الوطنيين في العراق حملة قانونية وإنسانية مباشرة لتجريم سليماني وقيادة النظام الإيراني, والعملاء المتعاونين معهم, عبر الدعوة الى احالة هؤلاء لمحكمة جنائية دولية لدورهم الإرهابي الكبير في تمزيق الشرق والعالم العربي, ولوضع حد قانوني للعبث الإرهابي الإيراني في المنطقة, ولحفظ أمن وسيادة وكرامة شعوب المنطقة, ومن ضمنها الشعب الإيراني الذي يتلاعب أولئك القتلة بمقدراته, وإمكانياته عبر المغامرات الإرهابية الوضيعة. لابديل أمام كل الوطنيين والحريصين على أمتهم في الشرق اليوم للمشاركة في حملات التضامن, وفي النضال من أجل تجريم الرموز الإرهابية الإيرانية وفي طليعتهم قاسم سليماني قمي. 
ملفات الإرهاب الإيرانية بدلالاتها الطائفية قد تضخمت كثيرا حتى أضحت بمثابة السرطان القاتل الذي ينهش في النظام الإقليمي العربي... إنها حركة تفاعل تضامنية من أجل لجم الإرهاب وأهله. 
وعلى الله فليتوكل الأحرار والمتوكلون. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق