بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 22 ديسمبر 2013

«فيزا» باتجاه واحد! د.رغداء مارديني - دمشق

اعترافات الغرب المتلاحقة بخطر عودة الإرهابيين الذين جُنِّدوا لحساب العصابات الوهابيّة المتطرّفة، لا تقدّم ولا تؤخّر إذا لم تؤخذ في الحسبان آليات المعالجة وأساليب ردع جماح شهوة الدم لدى هؤلاء الإرهابيين التي لايزالون يمارسونها على الشعب السوري، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي عامة. وفي إطار إمعان هؤلاء الإرهابيين في العمل المستمر على تدمير الدولة السورية، تنفيذاً لأجندات موضوعة سلفاً، لا يمكن لمؤتمر جنيف التصدّي لها، أو البحث فيها، إذا لم يُطالب المحضِّرون والمهيِّئون له، اليوم قبل غدٍ، بتجفيف منابع المرور والتسليح الإرهابي الإقليمي المحيط، مع ضرورة التأكيد على مكافحة الإرهاب بموجب التزام دولي صادق بوقف نزيف الدم في سورية،  ووقف التدمير الممنهج لها على أيدي هؤلاء التكفيريين.

فقد كشف مسؤول استخباراتي أميركي لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية مؤخراً، أن عودة هؤلاء الإرهابيين إلى بلادهم تمثّل بالنسبة للولايات المتحدة والبلدان الغربية الأخرى أكبر مصدر للقلق، في الوقت الذي تُظهر فيه استطلاعات الرأي، ومنها استطلاع تشيكي حديث، أن المسؤولية عن ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي وقعت في سورية وقامت بها المجموعات الإرهابية المسلحة تقع على عاتق السعودية، وقطر، والولايات المتحدة، والغرب عامة.
إذاً، مَنْ صنع الإرهاب من الغرب، يخاف أن يرتدّ عليه..! وما إصرار الآلات السعودية على مواصلة دوران عجلته، إلا اسوداد تاريخ يتلاقى مع أهداف الجذر الصهيوني الجامع بين الدورين السعودي والإسرائيلي معاً، على نحو تتلاقى فيه المصالح العاملة على تدمير أمة العرب، وسورية رمز مقاومتها.
وما القول «السعودي» الآتي من بلاد الضباب، بالتحرّك مع الغرب أو من دونه حيال سورية، إلا ترجمةٌ لسياسة الإرهاب المتنقّل الذي تشنّه آلات السعودية من دون هوادة، ومن دون أي تفكير أو رادع أخلاقي قبل السياسي، تجاه شعبها أولاً، وقد اغتصبت حسّه، وسيطرت على مقدراته وثرواته، لتنثرها إرهاباً على دول المنطقة، تنفيذاً لدور تاريخي إجرامي وضع «هولاكو» في جيبه الصغير، ليبرز الأصل السعودي المستحضر في التاريخ الحديث، مثلما استُحضر الأصل العثماني وحلمه المتجدّد في السيطرة على هذه المنطقة.
إن «الكرت» الدموي المفتوح باتجاه إسالة المزيد من الدماء، وارتكاب المجازر، ما زال الغرب وأدواته يعطيه «فيزا» باتجاه واحدٍ إلى أراضي هذه المنطقة، ويسهل له بوابات العبور، مع اختلاف وتنوّع المسميّات التي وضعها له، والتي لم تولّد إلا الهيمنة الاستعمارية الجديدة الطامعة في مصادرة حق الشعوب في أراضيها، ومواقفها وكرامتها.
في دولة حرية العقل والفكر، الدولة السورية، تتوالى الإشادات أيضاً–كما المخاوف في الغرب من عودة الإرهابيين- بالجيش العربي السوري الذي يستحق كلّ التقدير من جميع أصحاب الإرادات الطيبة والعقل السليم.. هذا الجيش الذي يدافع عن سيادة بلده، وحياة مواطنيه من دون تفريقٍ بينهم، حسب المحلل التشيكي بيتر شنور.
فهل سيقدّر العالم كم كان دور سورية وجيشها كبيراً في حمايته من خطر الإرهاب الذي أرسلوه إلينا؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق