بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

السلمية ماتت خلاص ! -حازم سعيد

  هل يستطيعون : جرنا للعنف – القضاء على دعوتنا – كسر ثورتنا ؟ ثلاثة رهانات غبية يسعى الانقلابيون وراءها سعياً حثيثاً باستفزازات منقطعة النظير : من افتعال حوادث عنف ممنهجة
منظمة ووصمنا بها زوراً وبهتاناً ، وفض مظاهراتنا وفعالياتناالسلمية بكل عنف وجبروت ، هوجة اعتقالات بربرية همجية ، انتهاكات لحرماتنا ونسائنا بشكل منقطع النظير ، مهاجمة بيوتنا وممتلكاتنا وحرقها ، تشويه سمعتنا وشيطنتنا لدرجة أحسب أن إبليس يجلس عرشه متعجباً مذهولاً من قدرة أناسٍ من البشر على أن يفعلوا ما لا يستطيعه هو بنفسه ! الرهان الأول : جرنا للعنف :يعزز هذا الرهان هوجة التصريحات الصادرة من مصادر لها خصومة بنوعٍ أو بآخر مع الإخوان ، بدءاً من اللواء ياسر برهامي " الشيخ ياسر برهامي سابقاً " عن الاحتراب الأهلي ،  ومروراً بالطائفي العنصري المتطرف نجيب ساويرس ، وانتهاءاً بقيادات كنسية أخرى حذرت من قدرة شعبها على رد العنف .
تبع تصريحات ساويرس مباشرة وفي اليوم التالي لها نزول البلاك بلوك في بعض محافظات مصر ، ثم تفجير مديرية أمن الدقهلية ، وافتعال أحداث عنف ممنهجة ضد ممتلكات للإخوان ، مع هوجة الاعتقالات ...
أستطيع بوضوح وجلاء أن أقول على هذا الخيار أنه فاشل تافه ، ولا يمكن أن ينجر الإخوان ولا لحادثة عنف واحدة ، وذلك لأسباب عدة :
أولها : فضل الله وحوله وقوته ونعمته وتثبيته للمؤمنين ، وليس لنا رب سواه ، وهو سبحانه غايتنا ، وهو سبحانه أهل كل فضل وجود وكرم ونعيم .
ثانيها : أن ما يحدث الآن لا يكاد يذكر مع ما عاناه الإخوان طيلة عمرهم – على العموم – وفي عهد مبارك الذي نعيش في نهاياته الآن من استفزاز لأقصى الدرجات ، ووصل الاستفزاز لقمته مع فض رابعة والنهضة وحرقنا أحياءاً وأمواتاً ، فلم يجرنا ذلك للعنف وتماسكنا وانضبطنا بمنهجنا وقيمنا ، والتزمنا بسلميتنا التي قال عنها مرشدنا – حفظه الله - : سلميتنا أقوى من الرصاص .
ثالثها : التربية الإخوانية الإيمانية الهائلة ، التي رسخت فينا الغايات والأهداف والقيم النبيلة ، والتي وضحت لنا مقاصد الشرع ومراميه ، وبناءاً عليها نتحرك ، نحن جماعة راشدة تربينا على أن نتحرك وفق مبادئنا لتحقيق أهدافنا وغاياتنا بأساليب شرعية واضحة ، فلا يحركنا رد الفعل ، ولا تستفزنا أباطيل الخصوم ، ولا سفاسف الأمور التي يفتعلونها .
آلاف ، بل ملايين المحاضن التربوية واللقاءات والأسر والكتائب والرحلات والمعسكرات والفعاليات والمناهج الدراسية التي توضع على يد مختصين في تربية الرجال وصناعة القلوب ، وما كان لهذه المناخات التي صنعت في محاضن التقوى وعلى يد الأطهار الأخيار أن تخيب ، لقد آن أوان الحاجة لها ، ومرورها على نار الاختبار لتخرج النفوس الإخوانية منها سبيكة ذهب من أعلى العيارات ، وينقى الله بهذه النار خبث الصف الإسلامي ، فيفشل أدعياء التربية الراسبون من حزب الزور والظلام ، وينجح أبناء دعوة الإخوان المباركة في اجتياز تلك الفتنة .
رابعها : عقل الإخوان – كل الإخوان – وتقديرهم السليم والدقيق للأمور ولطبيعة الصراع ، ودراستهم الواعية لسنن الله في الكون والأرض ، وإتقانهم وفهمهم لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي منها " ولكنكم تستعجلون " ، والتي منهما : " قم يا حذيفة ولا تحدث فيهم أمراً " ...
ورؤيتهم الجيدة للواقع وإسقاط دروس السيرة والتاريخ على هذا الواقع ، وإدراكهم خطورة العمل العنيف والصراع الدموي على خسارة قضيتهم ، ويقينهم الجازم أن قضيتهم العادلة لن تنتصر إلا بخيار السلمية الذي يغيظ الانقلابيين .
خامسها : المنهج الرائع المتزن الذي يتسم به فكر الإخوان ، ثم التنظيم الدقيق المحكم ، والجندية التي يتصف به أفراد الإخوان مع الانضباط الكامل ، والتزامهم الواعي بأركان بيعتهم والتي كلها تقودك إلى هذه النتيجة الرائعة من التماسك والصبر والاحتمال الفائق لكل أنواع الأذى والابتلاء دون أن يصرفهم ذلك عن أهدافهم وغاياتهم وطريقهم الواضح المستقيم ، ودون أن يزيغوا إلى وسائل غير شرعية في دعوتهم ومنهجهم ..
أركان البيعة : الفهم والإخلاص والعمل والجهاد والتضحية والطاعة والثبات والتجرد والثقة والأخوة .
سادسها : القيادة الراشدة التي رزق الله – لا أقول الإخوان – بل الأمة كلها بها ، فلولا فضل الله ورحمته وامتنانه علينا في هذه المرحلة الحرجة في عمر الأمة كلها بهؤلاء العقلاء الذين أخذوا منصة الصدارة والتوجيه بعد اعتقال مرشدنا وبعد اعتقال مسئولي كثير من المكاتب الإدارية .. أقول : لولا فضل الله علينا في هذا الأمر لعانت الأمة وعانى الإخوان من قرارات هوجاء ما كان للأمة أن تفيق منها بعد عقود .
لكل ما سبق أقول عن هذا الرهان الأول من رهانات الانقلابيين بوؤوا بفشلكم وخزيكم ، فلن ينجح مسعاكم أبداً .. أبداً .. أبداً .. في جرنا للعنف أو الفوضى ، حتى لو عانينا من ذلك ما نعاني ، فإن ما نعانيه في جنب نعم الله علينا أن هدانا لهذا الطريق .. أقل من القليل !

الرهان الثاني : القضاء على دعوتنا :
وهو أيضاً رهان فاشل خاسر ، وذلك لأسباب يصلح كل ما سبق في النقطة الأولي مبرراً لفشله .
وتبقى أسباب أخرى ، وأؤكد أنها كلها تأتي بعد فضل الله وامتنانه على هذه الدعوة المباركة ، وتثبيته للمؤمنين فالفضل كله بيد الله ، والحول كله والقوة كلها لله ، والنعم كلها من الله العظيم الجليل الحسيب الرقيب القادر .
- مرت على الإخوان آلام وعذابات وجراحات كثيرة جداً ، منذ حرب فلسطين وحتى الآن ، وحاول كثير من الجبابرة والطغاة كسرها بأساليب معلومة بالضرورة للقاصي والداني فلم يفلحوا ، وكان على الانقلابيين أن يدركوا ذلك ، ولكن لأنهم من ذوي الـ 50 % فإن عقولهم لم تستطيع ترتيب الأمور هذا الترتيب المنطقي ، ما لم يفلح فيه غيرك في عصر التعتيم الإعلامي والدفن في صحراء المقطم ، لن تستطيع فيه أنت في عصر التكنولوجيا والاتصالات !
- تغلغل الإخوان الرهيب في صفوف الشعب المصري لدرجة أنك قد يحميك الآن شخصياً وهو يعرف أنك من الإخوان بعض من هم أشد الناس خصومة للإخوان ، ولكن حين يأتون لك يقولون : أصلك مش زي الإخوان ( طبعاً هذه التفرقة في التقييم نتيجة الشحن الإعلامي ) ولكن يبقى أنك بالمجموع .. مجموع الأشخاص متغلغل داخل الناس وترتبط معهم بوشائج حسن خلقك وصلتك .
لسنا قادمين من جزر منعزلة ، ولسنا معتزلة ، ولسنا آتين من الكهوف ، إنما نحن من نسيج هذا الوطن شاء الانقلابيون أم عموا ، حتى أولئك الجهلاء الذين يكرهون الإخوان ويتحاملون عليهم يدافعون عن أشخاصنا ، الذين بمجموعنا نمثل الإخوان ، والله وصل الأمر لبعض البلطجية الذين نعرفهم أن يدافعوا عن أشخاصنا في مواقف احتجنا فيها للنصرة والإيواء ... هم ذاتهم نفس البلطجية الذين يهاجمون - ولا زالوا - مقراتنا ويحرقونها !!!!!!!!!
- صنائع المعروف التي تقي مصارع السوء ، ولطالما أنفق الإخوان من أعمارهم وأوقاتهم وأموالهم وجهدهم على الشارع المصري وعلى الفقراء والمحتاجين ، فأثمرت هذه الصنائع في قلوب كثير من الناس عطفاً وبراً وصلة ، فلم ينخدعوا بالإعلام ، ولم يؤثر فيهم الزيف والضلال .
- انتشار الإخوان والكثرة العددية – وهو ليس افتخار إعجاب – وإنما هو تحليل منطقي للأمور ، فوجود الإخوان في كل مدن وقرى وعزب ونجوع وكفور مصر ، ووجودهم وانتشارهم في خارج مصر في أكثر من 86 دولة ، يجعل من المستحيل بفضل الله وقوته أن يقضي عليهم طاغٍ أو متجبر ، ولا حتى أن ينهك قوتهم .
عجيب جداً شأن هذه الجماعة المباركة ، يموت منا شهداء أخيار أبرار من قادة هذه الجماعة كأخي وحبيبي أيمن الشافعي وعادل العناني – رحمهما الله – فإذا بعشرات الشافعي والعناني يبرزون ويأخذون على عاتقهم ما كان على عاتقهم من تكليفات وينجحون فيها كما نجحوا .
يعتقل منا عشرات القادة فيتصدر غيرهم من الصف الثالث والرابع فإذا بهم نجباء نبهاء صالحين يقودون بحكمة واقتدار .
يقتلون خيرة شبابنا ، فإذا بالله يخلف علينا من بين أبنائنا الذين كنا نعاني من احتوائهم ، وكنا نشكو – كمسئولين وعاملين في مجال التربية الإخوانية – من تسربهم ، إذا بالله سبحانه يخلف علينا من أبنائنا هؤلاء من ينصلح حاله ويعود إلينا راشداً ويفتخر بأنه ابن للإخوان !
لذلك كله وغيره من الأسباب التي لم أذكرها يشتد عجبي من هذه الدعوة العظيمة المباركة ، وأقول للظالمين والطغاة : موتوا بغيظكم فلن تنكسر دعوتنا أبداً !

الرهان الثالث والأخير : كسر ثورتنا :
وهو كاسبقيه رهان فاشل خاسر ، لكثير من الأسباب التي أوردتها في الرهانين السابقين ، ولأسباب غيرها أخرى منها بعد فضل الله وقوته وتثبيته للمؤمنين :
1. الثورة لم تكن ، ولم تعد ثورة الإخوان وحدهم ، بل هي ثورة طوائف كثيرة من الشعب المصري ألهمها الله الرشد والبصيرة ، وآتاها الحكمة والنور لتبصر الحق من الباطل ، وتختار العزة والكرامة والإباء ، وترفض الضيم والحياة في ظل هيمنة الفسدة ، وتأبى العبودية إلا لله ، وتعيش كما عاش غيرها من الأخيار حياة الحرية والشرف .
ولو طالعت بعد حادثة تفجير مديرية الأمن بالمنصورة تدوينات وردود أفعال أمثال العظماء : وائل قنديل وسيف عبد الفتاح وحاتم عزام ويسري حماد ومجدي حسين ورامي جان وغيرهم ... لو طالعت تصريحاتهم لعلمت أن هذه ثورة يهدي الله العقلاء جميعاً إليها ، وليست خاصة بالإخوان . كذلك لو عشت ما نعيشه من مساجلات لأصدقاء وجيران وأقارب ممن يعيش الحالة الثورية لعلمت أنها ثورة تستعصي على الكسر ... بفضل الله وقوته .
2. الظلم الذي اقترفه الانقلابيون ، وقد تقرر عند العلماء والحكماء أن الله يكسر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة ، ويقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة ، فما بالك لو اجتمع الأرذلان الظلم مع العلمانية والتحلل من الدين !
إن كمية المظالم والظلم والظلمات التي وقع ويقع فيها الانقلابيون كفيلة بكسر وتدمير أي كيان ، وإن كمية الموبقات التي ارتكبوها من انتهاك للدين وسفك للدماء وخيانات واعتداء على الأموال والأعراض واعتقالات وسجن بالباطل وكذب وسرقة وتلون وخداع .... لا أخال موبقة لم يقترفها الانقلابيون في هذه الأشهر الخمسة التي مرت علينا منذ الانقلاب وواحدة منها كفيلة بكسر شوكة أي ظالم ، فما بالك بها مجتمعة !
فسبحان الحليم الذي يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته .
3. الأخطاء الاستراتيجية والمنهجية والحماقات : وهذه أفردها إن شاء الله بمقالة أعددت مسودتها من قبل ، ولكن سيل الأحداث وتداعيها يوجب علينا موضوعات الوقت ، وكلها حماقات وغباوات كفيلة بهدم أي بنيان يقيموه ، وما كان لهؤلاء المخربين أن يقيموا أبنية .
إنها كتالوجات 1950 أتى بها القادم من مقابر الزمان هيكل ( دبلوم صنايع !!! ) ، ووضعها كخطة وطريق مرسوم للانقلاب يسير بها السيسي أو صدقي صبحي ( متفرقش ) ومعهم أجهزة مخابراتهم بعماوة وغباء كفيلان بسقوطهما القريب جداً وأرى تباشيره مع أضواء النهار التي أكتب بها هذه المقالة ، ومن وراء زيف الجبروت الذي يصنعونه الآن ... وإن غداً لناظره قريب .
3. دعوات الثكالى : أمهات الشهداء والمعتقلين , وقلوب الصالحين التي تغلي حزناً على أحبابها الشهداء أو من هم بين السجون ، والمظلومين من عموم الشعب المصري الذي نكب بهؤلاء القساة الطغاة ، ويا ويل الظالم من دعوة المظلوم ، تتفتح لها أبواب السماء ولا توقفها حجب ويجيبها الملك المقتدر لأنصرنك ولو بعد حين !
فسبحان سميع الدعاء الذي ينتصر للمظلوم ولو بعد حين .
4. الشباب والطلاب : وما تتسم به مرحلتهم العمرية من خصائص أهمها على الإطلاق الخروج عن الطوق والإباء والعند الإيجابي وعدم كسرهم بالعنف ، والإصرار والشجاعة ( والتهور ) والإقدام ، وكلها صفات مرحلة عمرية ، لم يدرك الانقلابيون الأغبياء ذوي الذكاء المحدود كيف يتعاملون معها ، فدخلوا معها للمرحلة المسدودة والطريق الأحادي الذي لا رجعة عنه .
وكتبت قبل ذلك أنني رغم حزني من أجل الشباب والطلاب الذين يقتلوا أو يعتقلوا ، إلا أني أطمئن على ثورتنا كلما ارتكب الحمقى انتهاكاً ضد هذه الشريحة ، وأتأكد من اتقاد الثورة واشتعالها ، وأقدم للطغاة كتالوجاً ووصفاً للموضوع من عصر التكنولوجيا وليس من عصر هيكل : إذا أردت أن تشعل الثورة وتؤججها وتفشل سعيك فزد من طغيانك مع الشباب والطلاب ..... رغم ما كتبنا ونكتب ويكتب الصالحون من خندقنا إلا أن الإنقلابيين قوم لا يفقهون !
5. التردي الاقتصادي الرهيب والوضع المعيشي المزري الذي تعيشه مصر ، ولم يفلح معه دعم الخليج ولن يفلح معه سرقة الجمعيات الأهلية ولا حتى بمقومات الجمعية الشرعية لأسباب كثر منها : أن الانقلابيين حرامية يسرقون لأنفسهم ولجيوبهم الخاصة كل هذا الدعم وسيسرقون أموال الجمعيات بنفس الطريقة ولا ينفقونها لصالح الشعب ، ومنها أن ما ينفق لصالح الشعب فإنهم محدودي الذكاء ينفقونه بلا تخطيط ولا ضابط ولا نظام ولا أولويات حقيقية ، فيبقى الوضع على ما هو عليه من التردي والانهيار .
هذا الوضع الاقتصادي يوشك أن يفجر قطاعات أهلية كثيرة غير قطاعات الثورة ستنضم عن قريب – وقريب جداً إن شاء الله – إلى ثورتنا لنكسر الانقلابيين ولتتقد روح ثورتنا ولتنتصر إراداتنا ...
وبه – بعد فضل الله – وبكل ما سبقك فلن تنكسر ثورتنا بل تزيد وتشتعل إلى أن تعود الشرعية ويعود الحق يحكم ويسود بلادي إن شاء الله .. ويسئلونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق