بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 27 ديسمبر 2013

هزيمة حماس هي الحل -تسفيكا فوغل ‘ عميد احتياط

‘يستغل العالم العربي ولا سيما الاسلامي المتطرف حتى النهاية ضعف الحراك السياسي الغربي ويختار كل زعماء العالم الغربي تقريبا التهرب من اتخاذ قرارات مصممة على محاربة الظاهرة الاسلامية المتطرفة التي تهدد العالم الحر. إن خشية قادة الغرب من خسارة سياسية داخلية في الوقت القريب المباشر تمنعهم من استعمال
شجاعة الزعامة لاحداث واقع حياة طبيعية في المدى البعيد.إن اسرائيل في عين العاصفة الاسلامية، وهي محاطة بدول عربية تجري فيها ثورات وحروب داخلية وفيها منظمات ارهابية تسعى بلا كلل الى ارض خصبة تؤسس فيها لنفسها وتخرج منها عمليات موجهة على اليهود أعداء الاسلام. وليس هذا فقط، بل يضغط اولئك الزعماء الغربيون في الوقت نفسه عن خشية من تدهور اسلامي عندهم في الداخل، يضغطون على اسرائيل للامتناع عن استعمال كامل قوتها العسكرية والسياسية المطلوبة للدفاع عن سكانها وعن حدودها. وهكذا ولدت ‘معركة لأجل الردع′ تعني أن تضطر اسرائيل مرة في كل بضع سنوات أو في كل بضعة اشهر في اسوأ الحالات الى القيام بمعركة عسكرية جديدة.
نحن في ذروة معركة بين معارك. وهذه فترة تميز وتعبر عن صورة حال دولة تضطر الى القيام بمعارك لأجل الردع بدل أن تقوم بمعارك لأجل الحسم. إن حرب لبنان الثانية وعملية ‘الرصاص المصبوب’ وعملية ‘عمود السحاب’ كانت كلها معارك ترمي الى تعظيم قدرة دولة اسرائيل الردعية لا الى هزيمة العدو. إن المعاني المباشرة التي تنبع من ذلك هي الحاجة الى الحفاظ على الردع بعد انقضاء العملية فورا والفحص عن رد العدو. ولم ينتظر حزب الله في الشمال وحماس في الجنوب كثيرا. بل بذلا كل جهدهما في شراء وتطوير قذائف صاروخية بعيدة المدى وبناء مدن كاملة تحت الارض وأنفاق تؤدي بالمخربين الى ما وراء الجيش المنتشر على الخط الحدودي بل الى داخل بلدات اسرائيلية في غلاف غزة.
أرى من وجهة نظري أنه كان ينبغي على إثر اطلاق القناص النار التي قتلت اسرائيليا عمل عند الجدار، كان ينبغي قصف بيوت اسماعيل هنية ومجموعة أتباعه لنُبين بلغة القوة أننا ننوي الدفاع عن أنفسنا بكل طريقة. صحيح أن هذه العملية تنطوي على احتمال نشوب حرب اقليمية وربما أكثر من ذلك، لكنني أرى أن هذه العملية المتطرفة هي فرصة لهزيمة حماس وابعاد موعد المعركة التالية، بل ربما تفضي بحماس الى الاعتراف بأنها لن تحرز شيئا ولا نصف شيء للشعب الفلسطيني في غزة باستعمال القوة. ولما كنا لم نحسن أن نتعلم من المصري كيف نعالج الارهاب الحماسي ولم ننجح في الحفاظ على الردع فان المعركة التالية على الابواب.
‘ إن 100 حادثة ارهاب بل أكثر من ذلك في كل شهر يتسع نطاقها وجرأتها في يهودا والسامرة، هي برهنة لا لبس فيها على أننا اذا اخترنا طريق المصالحة والمهادنة فسيبقى في الميدان باعث ايديولوجي متطرف يعترض على حقنا في العيش هنا. إن السلطة الفلسطينية التي تجري معنا تفاوضا في التعايش، غير قادرة ولا تريد في رأيي ايضا أن تواجه المتطرفين عندها. فاذا كان الامر كذلك فلم يبق لنا خيار سوى أن نُتم عمل هزم الارهاب في يهودا والسامرة ايضا. إن زعماء الغرب الذين يضغطون علينا للاستمرار في التنازل ودفع ثمن حياة أثقل من أن يحتمل، يجب أن يدركوا أن تقوية اسرائيل في مكافحتها للارهاب هي جزء من استراتيجية غربية عامة لمكافحة الارهاب، لمصلحتنا جميعا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق