بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 23 ديسمبر 2013

◘ الطلاب يسقطون دولة الضباط -محمود إبراهيم صديق

 لا يمتلكون اجندات سياسيه فليس لهم مرشحيين للرئاسه ولا  يخططون للدخول في قوائم انتخابات برلمانيه . صدور عاريه . اقسموا ان يعيشوا احرار و ان يعيدوا المجد لاوطانهم . هم الحوازم الاباه اقسموا ان يركعوا حفنه الجنرالات بصلابه الميادين .هم قاهري الظلم والبطش والفساد . ليسوا ممن يجيدون التفاوض او الجلوس علي المائده
المستديره ...لا تعبثوا معهم ايها الساقطون في الوحل هم اشرف من ان يجلسوا معكم .  اولئك الاطهار اصحاب القرار لا تحاولوا مخادعتهم هم اشرف وانبل من يسير علي تراب الوطن الان . اقسموا ان يبنوا شراعا لسفينه الوطن بارواحهم . نفوس لم تلوثها السياسه.. لا تحاول ان تضع تصورا لبيوت تربي فيها هؤلاء من العزه والشرف و الاخلاق وحب الوطن والتضحيه . كذا لن تفهم كيف يخرج هؤلاء بصدور عاريه وهم لم يتجاوزوا العشرين امام مصفحات و اليات و قلوب سوداء و عقول مجرده من فهم الحقائق .واشباه رجال يحتمون في سلاحهم . ..استطاعوا ان يقدموا نموذجا في توحد الاتجاه والتحرك ضد الانقلاب والظلم علي اختلاف ايدولوجياتهم ..اعادوا  تجميع الكتله الصلبه داخل المجتمع لمواجهه الانقلاب وكسر القيد و العوده بمصر الي مكانتها ...
هؤلاء الشباب  كانوا ايضا في الماضي يدافعون عن وطنهم  فهم ليسوا نتاج احداث يمر بها الوطن .هم انفسهم خرجوا في السابق عند النكسه و خراب العسكر ..ساعتها أدرك الطلاب أن هناك احتلالا لابد من مواجهته ، و فى ذات الوقت هناك غياب للحريات السياسية و تفشى لعلامات الشيخوخة فى نظام عبد الناصر يجب مواجهتهما .ما دفع الطلاب إلى أن ينادوا بالديمقراطية و إصلاح أوضاع الداخل و من أجل مواجهة العدو و استرداد الأرض و الكرامة. ولعل قضية ضباط سلاح الطيران المتهمين بالإهمال عقب نكسة يوليو بمثابة الشرارة التى أشعلت الغضب المدفون داخل الطلاب . وأظهرت الاحتجاجات مطالب عاجلة ترمى فى اتجاه إصلاح الأخطاء والجرائم التى ارتكبها نظام عبد الناصر. و بدأت مظاهرات الطلاب بعد الأنباء التى انتشرت تفضح قمع الشرطة لمظاهرات عمال حلوان وصلت إحدى هذه المظاهرات إلى مجلس الأمة. 
 ولكن العسكر بالامس هم نفسهم اليوم لم يفهموا ان الحياه تتغير و ان لعقولهم المتوقفه سنيين من الزمان ان تتغير وتتفهم .. السادات  يومها أقسم للطلاب  بشرفه أنهم لن يتعرضوا للإعتقال إثر تسجيل أسمائهم قبل انتهاء الاجتماع و أعطاهم رقم تليفونه الخاص للاتصال به حالة حدوث ذلك . و لكن تطمينات السادات كانت وهمية ، فقد تم اعتقال الطلاب من منازلهم فى نفس الليلة..!!!!
و فى اليوم التالى قرر طلاب كلية الهندسة - جامعة القاهرة - تنظيم اعتصام برغم أن الحكومة قررت تعطيل الدراسة فى 25 فبراير . و حاصرت الشرطة الكلية حيث ألقى الطلاب الحجارة على قوات مكافحة الشغب مما جعل الشرطة تلجأ إلى الضغط على الطلاب من خلال الأساتذة و أولياء الأمور لفض الاعتصام  . قد تجدون شيئا من الدهشه لو اني ذكرت لكم مطالب طلاب كليه النهدسه يومها لادركتم ان العقول التي تحكم مصر الان لم تتحرك خطوه واحده في اتجاه التفكير للامام فقد كان علي رأس مطالبهم  الافراج الفوري عن الطلاب – حريه الراي والصحافه – ابعاد المخابرات والمباحث عن الجامعات – الغاء القوانيين المقيده للحريات ووقف العمل بها – التحقيق الجدي في حادث العمال في حلوان – التحقيق في انتهاك حرمه الجامعات واعتداء الشرطه علي الطلاب
 وجد عبدالناصر ان نظامه مستهدفا وانه يفقد شرعيته يوما بعد يوم .ولم يعبأ هؤلاء الرجال يومها بصحافته  وعلى رأسها الأستاذ هيكل الذي اخذ  يرد ان  احتجاجات الطلبة ضد احكام الطيران فقط ليست الي عبدالناصر و نظامه ولا حديث عن حريات غائبه وديمقراطيه في القبر و شرعيه باتت تختفي شيئا فشيئا . هو نفسه هيكل من يدير لهم معركتهم  بعد اكثر من اثنيين واربعيين عاما .
السؤال الان !!!!
 هل تجد مطلبا من مطالب الطلاب بالامس تحقق الي اليوم بعد اكثر من اربعيين عاما في ظل عقليات عقيمه وحفنه من العجائز تحكم مصر !!!! الفارق هو ان الطلاب يومها كانوا ساخطيين علي الهزيمه من اليهود وعن عدم الرضا عن اسلوب كامل في الحكم . واليوم هم ساخطون ايضا علي هزيمه القيم و نظره الشعب لجيشه في الشوارع والميادين ....
نخرج الي العالم ....ظل سوهارتو متسلطا و مستبدا بحكم اندونيسيا  لمدة 32 عاما متصلة، كان فيها رجل اندونيسا وحاكمها المطلق  . خرجت مظاهرة طلابية فى إحدى الجامعات الإندونيسية بالعاصمة جاكرتا تهتف ضد رئيس الجمهورية كان سوهارتو يومها في زياره القاهرة لحضور مؤتمر دول الـ15 . لم يكن يدرك تلك الطاقه الكبيره التي تحرك الطلاب لنيل حريتهم و التحرر من عبوديه الحاكم الاوحد ، وانضم إليهم عدد كبير من الشعب، وعاد سوهارتو ليجد البرلمان تحت الحصار، والجيش يستعد للهجوم على الطلاب،. هذه القوى التى أصبحت مليونية لم يكن لها برنامج محدد، لكن هذا لم يمنع أنه كان لهم هدف واحد: هو إسقاط سوهارتو. في اليوم التالي خرج سوهارتوا ليعلن استقالته امام الجميع و يكلف بحر الدين يوسف باداره البلاد  امام صمود طلاب لا يعبأون بحسابات القوي ولا الاعيب السياسه ولا ما يدور في الغرف المغلقه الا ان ينادوا بالحريه.
من هنا اقول...... ان الطلاب في فرنسا ليسوا اكثر منا منطقا وفهما للحريات او بمطالب الشعوب والاحرار  وكان للطلاب دور آخر فى فرنسا فى مايو 1968 فى قرار شارل ديجول اجراء استفتاء حول بقائه في الحكم وكان وراء ذلك مطالبات باستقالته رغم ان ديجول صاحب تاريخ سياسي طويل ومن رواد وقاده الثوره الفرنسيه فهو اول رئيس فرنسي في الجمهوريه الخامسه الا انه لم يحصل علي  نسبه تاييد اسقطته عن الحكم . في وقت كان ديجول فيه ايقونه فرنسا و بطل فرنسا في معركتها تحت الاحتلال في الحرب العالميه الثانيه..... يومها قال ( بول سارتر) - الذى كان يوزع بيان الطلاب داخل الحي اللاتيني في باريس هؤلاء هم فرنسا القادمة وأن الامه الفرنسية لن تموت- أن الثورة سرقت.
 ايها الاباه ..ايتها الحرائر  الطلاب والطالبات ...بثبات واقدام تصنعون وجها جديدا لمصر وتفرضون واقعا اخر غير الذي يعرفه المتنطعون و انصاف الرجال ممن يؤيدون الانقلاب ولا يتفهمون ان الشرف في رفض الظلم والقهر .صمودكم رغم العنف والحصار والرصاص الحي انما هو التاريخ يكتب الان... بغير  صمودكم  لتحول الشعب الي عبيدا عند قاده الانقلاب  .انتم علي ثغر الوطن ولولاكم لما عادت المعادله الي الثوار.  لقد كنتم بحق رقما صعبا لم يتوقعه القاصريين من قاده الانقلاب و رعاع السياسه وارباب الحانات و الساقطون علي صدور العاهرات ممن يدعموهم و يرضون الذل والعيش تحت اقدامهم . افيقوا من سكركم وعهركم . اخرجوا من تحت الاضواء الحمراء وهوس الفجور وتنهدات الساقطات .ارتدوا ملابسكم .لن تضعوا لنا دستورنا .. فالرجال في الميادين يقفذفون بالرصاص .
ينظر العالم الان لمصر بعين اخري بعد  اصراركم وصمودكم . لقد سطرتم ومازلتم ملحمه من الرجوله والعزه بصدور عاريه و سلميه امام قنابل مسيله للدموع و رصاص حي وخرطوش. الشعب الان يستمد من عزمكم الصمود والقوه و الغلبه في الحق . شرف لنا عندما ترتقون انتم المكانه امامنا لنتعلم منكم الصمود وحياه الاحرار . يعجز اللسان عن وصف مسيراتكم . نحن من نعاهدكم اننا علي العهد خلف خطاكم نسير . لن نترك الميادين حتي نحاكم قتله الشعب و نعود بمصر الي ابنائها ..
حفظكم الله من بطشهم ..اعلموا أنه ليس بعد الحق إلا الضلال وليس بعد البلية إلا المنحة والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

( الا ان نصر الله قريب ) .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق