بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 30 ديسمبر 2013

◘ الاعلام الفلسطيني ...على البركة -عبداالحكيم صلاح

 ما من شك أن الاعلام يشكل أهم عناصر حسم المعركة اذا ما أحسن توظيفه ودليل ذلك حرب الخليج الأولى و الثانية  وما تشهده المنطقة من تجاذبات تحسم في النهاية لصالح  الاقدر اعلاميا. الإعلام الفلسطيني حقق نجاحات لا يستهان بها أيام منظمة التحرير تجلت بما حققته القضية من مكاسب على
الصعيد الدولي والإقليمي ويحضرني في هذا السياق قول للرئيس الراحل الأسد سنة 1983 (( ماذا نفعل عندما يحرك عرفات آلته الإعلامية الضخمة )) .
هذه الآلة استمرت بالدوران وممارسة دورها إلى أن قامت السلطة الوطنية وعول الجميع على الدور الذي ستلعبه ,إلا أن شيئاً من هذا القبيل لم يحصل فهمشت الكفاءات واختفت المنابر المرتبطة بالحركة الوطنية ونشأ فراغ إعلامي كبير تسلل إليه هواة الإعلام والمشتغلون به كمصدر لجمع المال والإسترزاق وفي غالبيتهم وعلى مستوى رئيس المؤسسة  كانوا يفتقدون إلى الوعي السياسي والثقافة العامة ونكلوا بالرسالة الإعلامية وبمفهومها الوطني. الأمر الذي عمق من ضبابية الرؤية السياسية الناجمة أصلاً عن غياب الخطاب الرسمي مما فتح الباب على مصراعيه أمام الإجتهادات الشخصية وما تحمله من تناقضات أفسدت الخطاب الإعلامي بمجمله ,وحولته إلى خطاب وصفي يستجدي العواطف بنقله ما يدور على الأرض من أحداث تارة والترويج للفئات المتصارعة تارة أخرى, حيث وصل الأمر بالبعض إلى التحدث عبر الفضائيات وكأنه في جلسة مغلقة .أن تحول مركز الحدث إلى الطرف الإسرائيلي يؤكد أن هناك خللاً في أداء المؤسسة الإعلامية والسياسية التي درجت على إخفاء الحقائق وتركها للتكهنات .الاعم مهمته المحافظة على دوران عجلة القضية خارجيا وداخليا ومواجها التضليل الصهيوني .

القيادة الفلسطينية مطالبة وبإلحاح بإصلاح طريقتها في التعاطي مع الإعلام كخطوة أولى نحو نفض القطاع ووضع ضوابط تنظم عمله وتحدد هوية العاملين به ولا نطالب في هذا الصدد أكثر مما هو معمول به في دول العالم , التي لا تسمح بتجاوز الخطوط الحمر التي تمس بالسياسة الداخلية أو الخارجية للبلد .  نقابة الصحفيين مطالبة بدورها بالإنتقاض على واقعها المتردي وهي قادرة على الاضطلاع بمسؤولياتها ضمن برنامج  وطني واضح وملزم , وذلك لما يحمله غياب المؤسسة الإعلامية ورسالتها من محاذير أمنية وسياسية واجتماعية وإلا سيبقي حالنا وأحوالنا تسير هكذا... على البركة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق