بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 26 ديسمبر 2013

حرب الصحراء.. حروب السياسة -علي حسن الفواز

تحمل الحملة العسكرية التي يقوم بها الجيش العراقي في صحراء الانبار اكثر من معنى واكثر من دلالة، واكثر من قراءة ايضا، إذ ترتبط هذه الحملة بالكثير من معطيات الواقع الامني الآخذ بالتعقيد، ومع تضخم الظاهرة الارهابية في هذه المنطقة وارتباطها  بطبيعة الاحداث الجارية في سوريا بشكل خاص، واحتمال ان  تتحول بحكم الطبيعة الجغرافية الى حواضن مفتوحة للجماعات المسلحة، وربما
فتح  جسور تنظيمية متحركة بين القواعد المسلحة لتنظيمات داعش والقاعدة على الحدود  السورية - العراقية، او حتى على الحدود الاردنية - العراقية، فضلا عن ارتباطها  بعمق صحراء الانبار المفتوحة على العديد من المدن العراقية، وحتى امتدادها مع  الشمال السعودي.
 وهذا يمثل من الناحية الستراتيجية عمقا حركيا للجماعات، ولطرق  إمدادها  العسكري والتمويلي والجماعاتي، وكذلك لطرق  تمويه تحركاتها ومناوراتها ولتنفيذ برامجها التي  تقوم على الاقتحام والانسحاب، او حتى  السيطرة  على بعض  المناطق لأغراض اعلامية وتسويقية.
هذه الحملة العسكرية وبتقنياتها الحربية غير المتداولة تعكس تحولا في العقيدة  المحاربة من جانب، وكذلك ادراك خطورة ما يجري على الارض من جانب آخر، ناهيك عن التحرك بخطوة استباقية  للسيطرة على مراكز التعسكر  التي  باتت تمثل تهديدا للمدن العراقية،  فضلا عن استثمارها للواقع السياسي الدولي والاقليمي وحتى الوطني الذي اخذ يندد بتصاعد الاعمال الارهابية من قبل داعش والقاعدة، وخطورة  هذه الاعمال على الامن  المجتمعي، وعلى آفاق المصالح الدولية في المنطقة. وبقطع النظر عن الدعم الكبير الذي تتلقاه الجماعات الارهابية من خلال الدعم  المادي واللوجستي والاعلامي من قبل دول معينة في المنطقة، فان معطيات  ما يجري على الارض لم تعد موافقة للمظاهر التي اخذت تفرزها الصراعات  العنفية، وطبيعة توجهاتها الاصولية والتكفيرية المنافية للاعتدال والوسطية الاسلامية، لا سيما وانها  اخذت  بالامتداد الى اكثر من دولة عربية، ومنها ما يجري  من تفجيرات انتحارية في ليبيا وفي مصر وكذلك في لبنان، إذ  تحولت هذه  البلدان الى مناطق ساخنة للعنف وللأعمال الانتحارية، ومنها ما وجد تغطية سياسية  ذات طابع طائفي او طابع صراعي كما يحدث في لبنان، ومواقف جماعة 14 آذار ازاء  الاحداث الجارية في لبنان  وفي سوريا، ومواقفها  الانفعالية من الحركات  الجهادية  التي استشرت اخيرا في الشارع اللبناني.


الأحداث  والرهانات


طبيعة الحملة العسكرية ترتبط بالسياسة التي تنتهجها الحكومة في تصديها للارهاب، وفي قطع الطريق على تهديد «داعش والقاعدة» لمستقبل العملية السياسية، او تضخيم الصراع المجتمعي الطائفي في العراق، واستدعاء التدخلات الاقليمية في الشأن العراقي، فضلا عن امكانية تأثيرها على الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، والتي اقترنت بفتوى بعض الجهات  الدينية ببطلان الانتخابات  المقبلة  والدعوة الى عدم المشاركة فيها.. فهذه الحملة وتحت هذا المعطى  تحولت الى رهان حقيقي على سيرورة الاحداث وتطورها، وعلى هيبة الحكومة وقدرتها على ادارة  الملفات الامنية والسياسية، إذ أن اي نجاح حقيقي  على الارض سينعكس حتما على  الواقع السياسي وعلى طبيعة  صناعة مشهده، وكذلك على طبيعة  الاحداث في  محافظة  الانبار، وعلى مستوى تفاهمات الحكومة المحلية ورؤساء العشائر مع الحكومة الاتحادية لايجاد حل مناسب للاعتصامات في المحافظة بطرق  سلمية، ولخلق واقع سياسي ومجتمعي  بعيدا  عن وجود  مصادر  التهديد  التي  تسببها  الجماعات  الارهابية المسيطرة على مناطق حيوية  في  صحراء الانبار، والتي قامت مؤخرا  بالكثير من العمليات الاقتحامية في مدن حديثة وراوة وهيت والرطبة والبغدادي وغيرها، والتي راح ضحيتها  العديد من  ابناء المحافظة ومن  القوات الامنية.هذه المعطيات، وغلو بعض مظاهرها، لاسيما استشهاد  قائد  الفرقة السابعة في الجيش العراقي العميد الركن  محمد  الكروي وعدد من الضباط والجنود  في المنطقة  كان دافعا ومبررا  عميقا  لإعطاء  العملية العسكرية  بعدا  امنيا واخلاقيا وسياسيا، فخسارة  قائد  عسكري  بهذا المستوى وفي السياق  اللوجستي  للعقيدة العسكرية  يعد خرقا امنيا كبيرا، مثلما يعد تهديدا حقيقيا  لمؤسسة الدولة الامنية، وتجاوزا لسلطتها  الدستورية والرمزية وحتى الاجرائية  على الارض، لذا  تأخذ  هذه العملية  بعدا  آخر، واندفاعا آخر، مع  حصولها على تأييد  شعبي ورسمي واسع، بما فيه تأييد  الكثير من عشائر الانبار ومسؤوليها، وهو ما يعني  اسباغ  نوع من الشرعية على هذه العملية، والتي ستشكل  بتقديري  رهانا  كبيرا  للحكومة  العراقية وللمؤسسة العسكرية، وحتى لرسم ملامح الخارطة الانتخابية المقبلة وطبيعة المشاركة الشعبية فيها، لأن اي اخفاق في هذه العملية يعني افقاد  ثقة الناس بقدرة المؤسسة العسكرية على حسم الملفات العالقة، والتقليل  من هيبة  الدولة ومن رمزيتها، وبالمقابل ان نجاحها  سيعني  الكثير للمؤسسة السياسية التي يقود كابينتها المالكي ، وللمؤسسة العسكرية التي تحتاج الى الكثير من  النجاح والتعضيد  الشعبي والسياسي لكي  تكون بمستوى المسؤوليات  المناطة بها اولا، ولإعادة  انتاج صورة المؤسسة العسكرية  المهنية التي  تعرضت خلال عقود  الى الكثير من التشوهات.
العملية العسكرية والمهنية


ربط  هذه العملية العسكرية بمعطيات  سياسية وامنية على الارض، لا يعني فصلها  عن الطبيعة المهنية التي يجب ان تقترن بها، اذ ان النجاح  المهني والتسليحي والتعاطي بدقة مع الاهداف المقصودة يعني  نجاحا  فاعلا للمهنية العسكرية، ولاعادة وضع المؤسسة العسكرية في  السياق التاريخي، وهو ما يعني التوافر على الامكانات اللازمة لانجاز الكثير من  المهام  والمسؤوليات  التي ستدفع  باتجاه  تعميق  البنى التحتية  التسليحية والخططية والمعلوماتية لهذه المؤسسة، وتمكينها من  الحصول على  التقنيات  الدفاعية  والهجومية المطلوبة لمواجهة  تحديات امنية ووطنية خطيرة باتت تهدد للاسف  دول  المنطقة برمتها، لاسيما وسط تجاذبات وتخندقات  سياسية  معقدة  فقد فيها الامن  الدولي  الكثير من   شروطه والتزاماته، واضحى عرضة  لخرق  مهدد من قبل  الجماعات الارهابية المدعومة  بالمال السياسي وبالمال  النفطي والماكينات  الاعلامية.
وهذا مايفرض  ضرورة ان تكون هذه العملية العسكرية التي تمتد  على مساحات شاسعة في  صحراء  الانبار والشريط الحدودي مع سوريا والاردن بمستوى المسؤولية الوطنية،  وبمستوى  الاستحقاق  السيادي  الذي  يعيد  للدولة العراقية هيبتها ويعمّق ثقة  الناس بالعملية السياسية والمسار الديمقراطي، ويوسّع  المسار  باتجاه  تنمية الآفاق  لتعايش  المكونات العراقية  على اسس من
المواطنة والحقوق  المكفولة بقوة  الدولة ونظامها  الديمقراطي، وقوة مؤسساتها  الحقوقية والامنية والسياسية. وم بها الجيش العراقي في صحراء الانبار اكثر من معنى واكثر من دلالة، واكثر من قراءة ايضا، إذ ترتبط هذه الحملة بالكثير من معطيات الواقع الامني الآخذ بالتعقيد، ومع تضخم الظاهرة الارهابية في هذه المنطقة وارتباطها  بطبيعة الاحداث الجارية في سوريا بشكل خاص، واحتمال ان  تتحول بحكم الطبيعة الجغرافية الى حواضن مفتوحة للجماعات المسلحة، وربما فتح  جسور تنظيمية متحركة بين القواعد المسلحة لتنظيمات داعش والقاعدة على الحدود  السورية - العراقية، او حتى على الحدود الاردنية - العراقية، فضلا عن ارتباطها  بعمق صحراء الانبار المفتوحة على العديد من المدن العراقية، وحتى امتدادها مع  الشمال السعودي.
 وهذا يمثل من الناحية الستراتيجية عمقا حركيا للجماعات، ولطرق  إمدادها  العسكري والتمويلي والجماعاتي، وكذلك لطرق  تمويه تحركاتها ومناوراتها ولتنفيذ برامجها التي  تقوم على الاقتحام والانسحاب، او حتى  السيطرة  على بعض  المناطق لأغراض اعلامية وتسويقية.
هذه الحملة العسكرية وبتقنياتها الحربية غير المتداولة تعكس تحولا في العقيدة  المحاربة من جانب، وكذلك ادراك خطورة ما يجري على الارض من جانب آخر، ناهيك عن التحرك بخطوة استباقية  للسيطرة على مراكز التعسكر  التي  باتت تمثل تهديدا للمدن العراقية،  فضلا عن استثمارها للواقع السياسي الدولي والاقليمي وحتى الوطني الذي اخذ يندد بتصاعد الاعمال الارهابية من قبل داعش والقاعدة، وخطورة  هذه الاعمال على الامن  المجتمعي، وعلى آفاق المصالح الدولية في المنطقة. وبقطع النظر عن الدعم الكبير الذي تتلقاه الجماعات الارهابية من خلال الدعم  المادي واللوجستي والاعلامي من قبل دول معينة في المنطقة، فان معطيات  ما يجري على الارض لم تعد موافقة للمظاهر التي اخذت تفرزها الصراعات  العنفية، وطبيعة توجهاتها الاصولية والتكفيرية المنافية للاعتدال والوسطية الاسلامية، لا سيما وانها  اخذت  بالامتداد الى اكثر من دولة عربية، ومنها ما يجري  من تفجيرات انتحارية في ليبيا وفي مصر وكذلك في لبنان، إذ  تحولت هذه  البلدان الى مناطق ساخنة للعنف وللأعمال الانتحارية، ومنها ما وجد تغطية سياسية  ذات طابع طائفي او طابع صراعي كما يحدث في لبنان، ومواقف جماعة 14 آذار ازاء  الاحداث الجارية في لبنان  وفي سوريا، ومواقفها  الانفعالية من الحركات  الجهادية  التي استشرت اخيرا في الشارع اللبناني.
 الأحداث  والرهانات
 طبيعة الحملة العسكرية ترتبط بالسياسة التي تنتهجها الحكومة في تصديها للارهاب، وفي قطع الطريق على تهديد «داعش والقاعدة» لمستقبل العملية السياسية، او تضخيم الصراع المجتمعي الطائفي في العراق، واستدعاء التدخلات الاقليمية في الشأن العراقي، فضلا عن امكانية تأثيرها على الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، والتي اقترنت بفتوى بعض الجهات  الدينية ببطلان الانتخابات  المقبلة  والدعوة الى عدم المشاركة فيها.. فهذه الحملة وتحت هذا المعطى  تحولت الى رهان حقيقي على سيرورة الاحداث وتطورها، وعلى هيبة الحكومة وقدرتها على ادارة  الملفات الامنية والسياسية، إذ أن اي نجاح حقيقي  على الارض سينعكس حتما على  الواقع السياسي وعلى طبيعة  صناعة مشهده، وكذلك على طبيعة  الاحداث في  محافظة  الانبار، وعلى مستوى تفاهمات الحكومة المحلية ورؤساء العشائر مع الحكومة الاتحادية لايجاد حل مناسب للاعتصامات في المحافظة بطرق  سلمية، ولخلق واقع سياسي ومجتمعي  بعيدا  عن وجود  مصادر  التهديد  التي  تسببها  الجماعات  الارهابية المسيطرة على مناطق حيوية  في  صحراء الانبار، والتي قامت مؤخرا  بالكثير من العمليات الاقتحامية في مدن حديثة وراوة وهيت والرطبة والبغدادي وغيرها، والتي راح ضحيتها  العديد من  ابناء المحافظة ومن  القوات الامنية.هذه المعطيات، وغلو بعض مظاهرها، لاسيما استشهاد  قائد  الفرقة السابعة في الجيش العراقي العميد الركن  محمد  الكروي وعدد من الضباط والجنود  في المنطقة  كان دافعا ومبررا  عميقا  لإعطاء  العملية العسكرية  بعدا  امنيا واخلاقيا وسياسيا، فخسارة  قائد  عسكري  بهذا المستوى وفي السياق  اللوجستي  للعقيدة العسكرية  يعد خرقا امنيا كبيرا، مثلما يعد تهديدا حقيقيا  لمؤسسة الدولة الامنية، وتجاوزا لسلطتها  الدستورية والرمزية وحتى الاجرائية  على الارض، لذا  تأخذ  هذه العملية  بعدا  آخر، واندفاعا آخر، مع  حصولها على تأييد  شعبي ورسمي واسع، بما فيه تأييد  الكثير من عشائر الانبار ومسؤوليها، وهو ما يعني  اسباغ  نوع من الشرعية على هذه العملية، والتي ستشكل  بتقديري  رهانا  كبيرا  للحكومة  العراقية وللمؤسسة العسكرية، وحتى لرسم ملامح الخارطة الانتخابية المقبلة وطبيعة المشاركة الشعبية فيها، لأن اي اخفاق في هذه العملية يعني افقاد  ثقة الناس بقدرة المؤسسة العسكرية على حسم الملفات العالقة، والتقليل  من هيبة  الدولة ومن رمزيتها، وبالمقابل ان نجاحها  سيعني  الكثير للمؤسسة السياسية التي يقود كابينتها المالكي ، وللمؤسسة العسكرية التي تحتاج الى الكثير من  النجاح والتعضيد  الشعبي والسياسي لكي  تكون بمستوى المسؤوليات  المناطة بها اولا، ولإعادة  انتاج صورة المؤسسة العسكرية  المهنية التي  تعرضت خلال عقود  الى الكثير من التشوهات.
العملية العسكرية والمهنية
 ربط  هذه العملية العسكرية بمعطيات  سياسية وامنية على الارض، لا يعني فصلها  عن الطبيعة المهنية التي يجب ان تقترن بها، اذ ان النجاح  المهني والتسليحي والتعاطي بدقة مع الاهداف المقصودة يعني  نجاحا  فاعلا للمهنية العسكرية، ولاعادة وضع المؤسسة العسكرية في  السياق التاريخي، وهو ما يعني التوافر على الامكانات اللازمة لانجاز الكثير من  المهام  والمسؤوليات  التي ستدفع  باتجاه  تعميق  البنى التحتية  التسليحية والخططية والمعلوماتية لهذه المؤسسة، وتمكينها من  الحصول على  التقنيات  الدفاعية  والهجومية المطلوبة لمواجهة  تحديات امنية ووطنية خطيرة باتت تهدد للاسف  دول  المنطقة برمتها، لاسيما وسط تجاذبات وتخندقات  سياسية  معقدة  فقد فيها الامن  الدولي  الكثير من   شروطه والتزاماته، واضحى عرضة  لخرق  مهدد من قبل  الجماعات الارهابية المدعومة  بالمال السياسي وبالمال  النفطي والماكينات  الاعلامية.

وهذا مايفرض  ضرورة ان تكون هذه العملية العسكرية التي تمتد  على مساحات شاسعة في  صحراء  الانبار والشريط الحدودي مع سوريا والاردن بمستوى المسؤولية الوطنية،  وبمستوى  الاستحقاق  السيادي  الذي  يعيد  للدولة العراقية هيبتها ويعمّق ثقة  الناس بالعملية السياسية والمسار الديمقراطي، ويوسّع  المسار  باتجاه  تنمية الآفاق  لتعايش  المكونات العراقية  على اسس من المواطنة والحقوق  المكفولة بقوة  الدولة ونظامها  الديمقراطي، وقوة مؤسساتها  الحقوقية والامنية والسياسية.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق