بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 26 ديسمبر 2013

الجيش السوري الحر رمز الثورة وحصنها المنيع -داود البصري

ليس تقليلا من قدر المجاهدين, ولا نكرانا لجميل التضامن الدولي والشعبي الإسلامي مع الشعب السوري الحر الثائر ونصرته في قضيته العادلة, ولكنها النصرة الحقيقية, والضمان الرئيس, لنجاح تلك الثورة الشعبية الهائلة التي انطلقت منذ نحو ثلاثة اعوام بإرادة سورية, وعزيمة شعبية, وتضحيات نضالية وتاريخية سطر ملاحمها شعبنا السوري الحر, ورسم بأصابع وأظافر أطفال درعا
المقطوعة صورة المستقبل السوري الحر المتحرر.بكل تأكيد فإن النظام السوري المجرم وهويحاول إجهاض الثورة والانتصار على الشعب الحر, وفرض استبداده وديكتاتوريته الموروثة سعيد للغاية بتوافد الجماعات الجهادية المقاتلة من خارج أرض الشام لكون ذلك الفعل يصب في مصلحة ودعم دعايته الإعلامية بأنه يخوض حربا كونية! وبكونه يقاتل دفاعا عن الحضارة والمدنية ضد الهجمة الأصولية المتوحشة, كما يقول ويعلن, كما أن ذلك التدفق الهائل من المقاتلين الأجانب قد أعطى المبررات الكاملة للنظام لاستدعاء احتياطياته الطائفية المضمومة, وتفعيل قدرات الحرس الثوري الإيراني, وإستحضار العصابات والميليشيات الطائفية المسعورة القادمة من لبنان والعراق وباكستان واليمن, من أجل تحويل معركة الحرية في الشام معركة طائفية بغيضة وخبيثة لم تكن أصلا مدرجة في أجندة الثورة السورية الكبرى! كما أنها لم تخطر على بال السوريين الأحرار, البعيدين كل البعد عن تلك التوجهات الخرافية الزاعقة.
الثورة السورية اليوم في مأزق حقيقي, وتاريخي, ومصيري أيضا يتعلق بتقرير مستقبلها, وطبيعة توجيه الأحداث المستقبلية, فحرب الجماعات المسلحة مثل "النصرة" و"داعش" لم تعد موجهة ضد النظام السوري المجرم, بل إنها للأسف أضحت موجهة بالكامل ضد عناصر الجيش السوري الحر الذي بات يقاتل على جبهات عدة ويستنزف نفسه ومعداته الشحيحة أصلا, ويقاتل في ظروف ميدانية صعبة, ويواجه عدوا خبيثا مدعوما بقدرات إيرانية كبيرة, وبغطاء مالي وتسليحي طائفي عراقي لم يعد سرا! فيما يعيش الشعب السوري وضعاً كارثياً من التشرد والتدمير الذاتي, وتخريب كل معالم الحياة, وماكان هذا الوضع ليحصل أويصل الى الانهيار لهذه الدرجة لو أن المجتمع الدولي, والقوى الكبرى, وخصوصا الولايات المتحدة, حسمت أمرها منذ البداية, ونفذت تعهداتها بدعم الجيش السوري الحر الذي أحرز انتصارات ميدانية هائلة, وقدم شهداء وضحايا عظام في سبيل القضية الوطنية, ومنهم المقدم الشهيد حسين الهرموش, وتضحيات العقيد رياض الأسعد الذي فقد قدمه ويده في ساحة المواجهة وغيرهما الآلاف من شهداء الحرية السورية!.
أوضاع مهترئة سببها الفشل الدولي الخبيث المغلف بأجندة واضحة, وهي تدمير سورية وفقا لأسلوب "فخار يكسر بعضه"! كما أنها خطة استدراج دولية للجماعات المسلحة التي حولت سورية لمنطقة قتل ومصيدة للفئران وفق الستراتيجية الغربية التي لا يهمها تدمير سورية بل تحقيق مصالحها, وهوما يستفيد منه النظام مرحليا والذي يمعن في إيذاء السوريين عبر براميله القذرة, وأسلحته المجرمة, كالسلاح الكيماوي الذي استعمله في الغوطتين في 21 اغسطس الماضي, ثم اضطر لتسليم جزء منه كثمن لصفقة خبيثة تمت على أجساد السوريين.
سورية اليوم تسير نحو التفكك, وعلى أسس مناطق أمراء حرب لجماعات مسلحة لاعلاقة لها بالثورة الشعبية, ولا بفلسفتها, ولا بقيمها, وأخلاقها الوطنية, والعالم الذي يسمي نفسه حرا يسير, للأسف, نحو ذلك الهدف, فيما يبدو أصدقاء سورية في حالة حيرة وتخبط.
المطلوب التحرك الحثيث والعمل الجاد لإخراج الجماعات المسلحة من العمق السوري, رغم صعوبة تحقيق ذلك الهدف حاليا في ظل التداعيات المريعة التي وصلت اليها الأزمة السورية, وحالات التداخل والتشابك القائمة, وضرورة التدخل الدولي العاجل لفرض منطقة حظر للطيران السوري أسوة بما حصل في عراق صدام حسين ومع القذافي! وإرسال الدعم الحقيقي وبأسلحة نوعية وكمية للجيش السوري الحر الذي يشكل صمام الأمان لسورية ومستقبلها, وأي حديث عن خيارات جهادية, وإقامة دول, وإمارات دينية هو حديث خرافة لا يهدف إلا إلى فك الحصار الشعبي الخانق عن النظام السوري المجرم.
الشعب السوري بغالبيته المطلقة شعب مسلم وموحد, وهو لايحتاج إلى من يعلمه أصول دينه, والموقف الحالي يتطلب جهاداً حقيقياً لإعادة المعركة لموقعها الحقيقي, وسحب كل الفصائل المسلحة التي تقاتل تحت عناوين, وشعارات وأهداف لاعلاقة للشعب السوري بها.
في الدعم الحقيقي والفاعل للجيش الحر النصرة الحقيقية للثورة السورية, أما التركيز على الأشباح والجماعات الظلامية ففيه المقتل الحقيقي للثورة السورية.
سواعد الجيش السوري الحر قادرة على إنزال الهزيمة التامة بجيش "أبوشحاطة" المجرم وبعصابات نصر الله وجميع غلمان الولي الإيراني الفقيه, ولا بديل اليوم عن هذا الخيار, فلتعد الثورة السورية إلى اهلها وتكف ايدي الغرباء عن التدخل في الشأن السوري.

سورية اليوم تقف في موقف تاريخي صعب, ومحرج, وتخضع لسيناريوهات مستقبلية رهيبة, ولكن في النهاية سينتصر شعب سورية الحرة على الطغاة والمجرمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق