بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 21 ديسمبر 2013

فيروز مع من.. مرة أخرى؟ - مشاري الذايدي

من منا لا يعرف المطربة اللبنانية فيروز؟ هي أيقونة من أيقونات الطرب والفن والذوق الرفيع، مع كوكب الشرق المصرية أم كلثوم، فهاتان السيدتان هما بحر الغناء العربي وبره، وسهله وجبله، وشجره ومرمره. زياد الرحباني
هو ابن السيدة فيروز، وابن الفنان عاصي الرحباني، وهو مميز في إسهامه الفني، ولا يوجد منصف ينازع في موهبته هنا. لكن الخلاف مع السيد زياد هو في توجهاته السياسية الصاخبة.هو يقدم نفسه ثوريا «مقاوما» منذ دخل الحياة السياسية، سواء عبر كتاباته في جريدة «الأخبار» اللبنانية، المنحازة لحزب الله ونظام الأسد، وقبلهما نظام الملالي في طهران، أو عبر تصريحاته الإعلامية المثيرة.
 من آخر هذه التصريحات أن السيدة «فيروز تحب حسن نصر الله»، كما يؤكد زياد، في ما نشره موقع إخباري مقرب للحزب الشيعي اللبناني، اسمه «العهد». ولم يكتف زياد بهذه الكلمات المثيرة، بل جدد تأييده لما يقوم به بشار الأسد، متذرعا بأنه لو كان مكانه لفعل الأمر نفسه!
 زياد غامر هنا برصيد فيروز الجماهيري، ضاربا عرض الحائط بجمهورها من غير أنصار معسكر خامنئي ومن يطوف به، وأضاف وقودا دعائيا لمعسكر إيران والأسد ونصر الله. جمهور فيروز العربي ليس حكرا على الضاحية الجنوبية ورابية ميشال عون وقرداحة الأسد، فهو يشمل العرب كلهم، بما في ذلك جمهور دول الجزيرة العربية، وغالبية الشعب السوري، وأكثر من نصف شعب لبنان. هذه ليست أول مرة يتم فيها الحديث عن ميول فيروز السياسية، ففي يناير (كانون الثاني) 2008 ثار جدل شبيه بهذا حول هوى فيروز السياسي، بعد ما ذُكر عن عزم فيروز الغناء في دمشق «الأسد».
 أثار الخبر معسكر «المال النظيف» و«النصر الإلهي» حينها، باعتباره انحيازا له.. وأثار الخبر أيضا المعسكر الرافض للتحالف الأسدي الإيراني، باعتبار أن فيروز، المستعلية على الجميع، لا يجوز أن تفيض بركتها وتطلق عصافيرها المزركشة في غرف السجانين، ولا يجوز لها أن تهتف بـ«صح النوم» في عرين السجان الدمشقي، كما تمنى عليها «مريدها» النائب «الرابع عشر آذاري»، أكرم شهيب، الذي وجه لها رسالة عتاب ورجاء بأن ترفض الغناء في أحضان الأسد، فاليمام الأبيض لا يطرب الأسود.
 حينها أشرت إلى الحيرة في تصنيف ميول فيروز السياسية، فمن قائل إن هواها يساري، بسبب ابنها زياد، ومن قائل إنها تهوى الحزب القومي الاجتماعي السوري.
 علاقة فيروز بالشام ليست حديثة ولا جديدة، فقد خصصت لها إذاعة دمشق كل يوم أحد لتغني هي وعاصي ومنصور الرحباني، وذلك منذ سنة 1953.


فيروز أحلى وأبقى من دون سياسة.. لا لتيار زياد، ولا للتيار المضاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق