بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 22 ديسمبر 2013

لبنان ليس وحيداً "ستاندرد" تخفّض مرتبة الاتحاد الأوروبي

يبدو أن موجة خفض للتصنيفات الائتمانية تطول بعض دول العالم، لكن اللافت انها اصابت الاتحاد الاوروبي، الذي يعتمد سياسات تقشف قاسية يهدف منها الى اخراج بعض اعضاء الاتحاد من ازمة الديون التي تستمر منذ نحو عامين.

فقد جردت وكالة " ستاندرد اند بورز" للتصنيف الائتماني امس، الاتحاد الاوروبي من
التصنيف الافضل AAA الممنوح له، خفضته درجة واحدة الى + AA ، مشيرة الى الصعوبات المتزايدة التي تواجهها المحادثات حول الميزانية بين الدول الاعضاء. وتأتي هذه الخطوة بعد خفض تصنيفات دول أعضاء في الاتحاد في الأشهر الأخيرة.
وخفضت " ستاندرد اند بورز" تصنيف الاتحاد الاوروبي معلنة "تراجع الجدارة الائتمانية لدول الاتحاد الـ28 عموما"، مع توقعات مستقبلية "مستقرة"، مما يشير الى انها لا تعتزم تعديل هذا التصنيف في الامد المتوسط.
وشرحت الوكالة في بيان ان "الصدقية الاجمالية على صعيد القروض لدول الاتحاد الاوروبي تراجعت"، مشيرة في الوقت عينه الى تراجع "التماسك" داخل الاتحاد "بعدما اصبحت مفاوضات الميزانية الاوروبية اكثر اثارة للخلاف، مما يشير الى اخطار متزايدة على الدعم المقدم للاتحاد من بعض الدول الاعضاء".
وكان الاتحاد الاوروبي يواجه احتمال خفض تصنيفه الائتماني منذ كانون الثاني 2012، حين خفضت " ستاندرد اند بورز" توقعاتها لتطور ديونه الى "سلبية". وقد خفضت منذ ذلك الحين، تصنيفها لبعض الدول الأعضاء، وهي فرنسا وإيطاليا واسبانيا ومالطا وسلوفينيا وقبرص وهولندا. ومعلوم ان الاتحاد الأوروبي ليس جهة سيادية، لكنه يستطيع الاقتراض باسمه الخاص. وتبلغ الديون المترتبة على الاتحاد 56 مليار أورو (76٫5 مليار دولار) وفق بيانات "ستاندرد اند بورز".
وقالت إنه بعد خفضها تصنيف هولندا الشهر الماضي لم يعد في الاتحاد سوى 6 دول تتمتع بتصنيف AAA الممتاز. ومنذ العام 2007، انخفضت الحصة التي تساهم بها الدول المتمتعة بتصنيف AAA في إيرادات الاتحاد الأوروبي بمقدار النصف لتبلغ 31٫6%. ولفتت الى ان متوسط تصنيف الدول المساهمة في الميزانية الاوروبية انخفض الى AA، مما يعني درجة واحدة ادنى من التصنيف الجديد للاتحاد الاوروبي.
وأشارت " ستاندرد اند بورز" الى ان المحادثات حول ميزانية الاتحاد تزيد صعوبة، ولا سيما في ظل مطالبة الدول المساهمة الرئيسية ومعظمها الدول ذات التصنيف الاعلى، بخفض مساهماتها. وعلى رغم خفض ميزانيات الدفاع، وافق زعماء الاتحاد الاوروبي على توثيق التعاون لتحقيق الافادة المثلى. لكن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فشل في الحصول على تعهد من دول الاتحاد بالمساعدة في تكاليف العملية العسكرية التي تقوم بها فرنسا في افريقيا. وكانت الدول الاوروبية اضطرت نتيجة لسياسات التقشف، الى خفض مشترياتها من السفن والدبابات والطائرات المقاتلة، مما اضرّ بالقوة العسكرية الاوروبية وزاد قلق الولايات المتحدة، حليفتها الرئيسية. وناقش القادة الاوروبيون الخميس للمرة الاولى منذ 2008، موضوع الدفاع، واقروا سلسلة من برامج التعاون تصوّر عزمهم على التقدم "خطوة خطوة" في مجال تصر فيه الدول على المحافظة على استقلاليتها.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق