بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 28 ديسمبر 2014

◘ المسلمون الفرنسيون في جدل تلفزيوني - ندى الأزهري

كتابه «الانتحار الفرنسي» أثار جدالاً كثيراً في فرنسا وبيع منه نحو 400 ألف نسخة في اسابيع، وتهافتت عليه المحطات التلفزيونية الفرنسية للنقاش حول مضمون هذا الكتاب الذي يعتبر أن حرباً أهلية ستنشب في فرنسا بسبب الضعف التدريجي للدولة- الأمة الفرنسية وعدم تحكمها بعاملين هما الاقتصاد والهجرة.

هو من عائلة يهودية جزائرية قدمت إلى فرنسا إبان حرب الجزائر. تثير آراؤه غضب اليسار الفرنسي الذي يتهمه بالعنصرية.
ايريك زمّور كاتب وإعلامي فرنسي يكفي ظهوره في برنامج ما لترتفع نسب المشاهدة إلى أرقام قياسية، هو نفسه يعمل في ثلاث وسائل إعلامية منها برنامج «جدال» على محطة «اي تيلي» الإخبارية (التابعة لـ «كانال بلوس»)، يطرح المحاور قضايا الساعة في فرنسا بخاصة ليتجادل بشأنها زمّور اليميني ودومناك اليساري.
زمّور يلعب باستمرار على وتر المهاجرين (بخاصة المسلمين ) في فرنسا، ويتهمهم بتكوين جاليات منفصلة عن بقية الفرنسيين ويطالبهم بالعيش على الطريقة الفرنسية كأن يسموا أولادهم بأسماء فرنسية وأن تكون للرجل زوجة واحدة فقط وأن يحبوا تاريخ فرنسا ويشعروا بالانتماء له... ويقول إن ما يحصل اليوم في فرنسا سيقود إلى «لبننة المجتمع الفرنسي».
أخيراً أثارت آراء لزمور صرح بها لجريدة ايطالية بخصوص «ترحيل» المسلمين الفرنسيين (ثبت في ما بعد أنه لم ينطق هذه الكلمة الحساسة والتي تذكّر بما حصل لليهود في الحرب الثانية)، عاصفة من الاستنكار في فرنسا، ما دعا محطة «اي-تيلي» إلى اتخاذ قرار الاستغناء عنه كما ظهور دعوات لعدم استضافته في الوسائل الإعلامية. انقسم الفرنسيون بين مؤيد لعدم السماح بنشر أفكار محرضة على الكراهية والعنصرية باتت أمراً عادياً، وبين معارض لقرار يسيء إلى الديموقراطية ويعتبر انتهاكاً لحرية التعبير، كان أولهم زميله اليساري وكذلك رئيس تحرير «الفيغارو» الذي انتقد هذه «العادة الغريبة» لدى اليسار الفرنسي «بمنع كل هؤلاء الذين ليسوا على توافق معه في الكلام».الحديث عن الاسلام والمهاجرين في فرنسا يثير حساسية وانزعاجاً، لكن الحاجة له كبيرة، بخاصة مع صعود التطرف الاسلامي، حتى لا ينفجر الغضب الداخلي. والحل ليس بتجنب الحديث والقول بصوت مرتفع ما يقوله كثر في سرهم.
زمّور، باستقطابه المشاهدين وجذبه للقراء يجسد حاجة الفرنسيين للاستماع إلى آرائه. فالنقاش هو من يمكن له أن يعدّل الموازين ويظهر للفرنسيين عدم صوابية كل ما يقوله، كما فعلت مرة جريدة «ليبراسيون» حين تحققت من الأرقام التي ينشرها عن المهاجرين مثلاً. كذلك يمكن تبيان خلطه بين المهاجر والأجنبي، وفصله بين «الفرنسيين» و«المسلمين» وكأن هؤلاء ليسوا بفرنسيين. وحين يمنع من الكلام ومن الظهور على الشاشات، فهذا سيشجع الناس على التفكير بأن ما يقوله هو الحقيقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق