بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 13 ديسمبر 2014

◘ كُرد آيدول -إبراهيم حاج عبدي

ما إن خرج المشارك الكردي عمار الكوفي من المنافسة في الأسبوع قبل الأخير من برنامج «آراب أيدول» حتى انبرى الأكراد يدافعون عن «الشرف الضائع...» للكوفي، ويندبون حظهم على هذا السقوط التراجيدي لبطلهم المغوار، ويبالغون في تصوير
الكارثة التي كادت تفوق، وفق تلك الكتابات، مأساة مدينة كوباني الكردية السورية التي طغى عليها خبر خروج متسابق كردي كان يطمح لأن يكون «محبوب العرب».

يبدو أن ثمة عملية معقدة، وجملة من المعايير والاعتبارات التي يستند إليها منظمو البرنامج ليقرروا خروج أسماء محددة من المنافسة. والحال أن مغادرة المشاركين هي، أصلاً، الأساس الذي يسير عليه البرنامج ليصل إلى الحلقة الأخيرة، فيكون هناك شخص واحد متوج بلقب آراب أيدول. لكن يبدو أن المدافعين الأكراد كانوا يتطلعون إلى أن يكون الكوفي هو هذا الشخص، وأي احتمال آخر، سيثير موجة من الاتهامات تصل إلى حدود «العنصرية»، وهذه الصفة ذكرها كثيرون، هكذا على عواهنها، من دون التروي قليلاً، والتسليم بحقيقة غابت عن أذهانهم، وهي أن من حق محطة عربية، وهي «إم بي سي» أن تختار، على أي حال، متسابقاً عربياً، فلا يعقل أن ينال اللقب كردي من بين عشرات المشاركين العرب.
وإزاء هذا الانفعال، لم يلحظ المنتقدون استياء اللجنة المؤلفة من نانسي عجرم ووائل كفوري وأحلام وحسن الشافعي عندما أعلنت النتيجة القاضية بخروج الكوفي، ذي الصوت الجميل حقاً. فقد امتنع الأربعة عن التعليق، وهو ما بدا إجماعاً على رفضهم لمثل هذه النتيجة، واعترافاً خفياً بجدارة الكوفي، لكن الأمور سارت عكس رغبة اللجنة التي تخضع، بدورها، لمعايير خارج شرط جمالية الصوت والأداء. فثمة، مثلاً، تصويت الجمهور.
والواقع أن هذا التصويت يفقد البرنامج برمته شيئاً من حياديته ونزاهته، فليس من المتوقع أن يكون التصويت لمتسابق من مصر، حيث النسبة العالية لعدد السكان، مساوياً للتصوت لمتسابق من دولة عربية ذات نسبة سكانية قليلة، فضلاً عن مسائل لها علاقة بشركات الاتصال ومستوى خدماتها، وهو أمر لا مجال، هنا، للإسهاب فيه.
وكانت هذه مناسبة لإلقاء الضوء على الأداء الرديء للفضائيات الكردية؛ الغارقة في معارك سياسية مجانية. لكن أحداً لم يضع اللوم على هذه الفضائيات ولم يطالبها بتنظيم برنامج مماثل، وليكن اسمه «كرد آيدول»، فيتسابق فيه الأكراد البارعون في الموسيقى. عندئذ، لن يكون هناك من يتفوه بمفردات من قبيل العنصرية والخدعة. وعلى الأرجح، في حال تحقق هذا البرنامج، أننا سنشهد معارك الأحزاب وقد تسربت إلى الفنون، كما يحصل يومياً.
لم يكلف أحد نفسه عناء توجيه النقد لعشرات الفضائيات الكردية، فصبوا جام غضبهم على «إم بي سي»، مع الإشارة إلى أصوات قليلة بدت معتدلة ومتفهمة، مثل ذلك التعليق الذي خاطب فيه أحدهم الكوفي، بالقول: «إنْ لم تحصل على اللقب، فيكفي أنك حصلت على القلب».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق