بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 28 أكتوبر 2013

أرزة الشقيف عماد الدين رائف

قلعة الشقيف، التي شهدت على تاريخ الهزائم والانتصارات، مليئة اليوم بالأخاديد والتلال الترابية والحفر. ولم تُؤهل لاستقبال الزوار بعد
بات من الصعوبة بمكان معرفة كيفية التجول داخلها، والوصول إلى أعلاها. لكنها غير مقفلة أمام زوّار كثر، لسبب ما، يبدون مصرّين على المغامرة والتسلق لالتقاط صور تذكارية، من أماكن تشرف على معظم الجنوب


لكن الأمر اللافت، هو تلك اللوحة الرخامية التذكارية المخصصة للتحرير، وهي ملقاة على الأرض، والجزء العلوي منها محطّم. بعضنا يذكر يوم الاحتفال بكشف الستار عن اللوحة، التي خُطّ عليها «في 24 أيار سنة 2000، بزغ فجر التحرير في عهد فخامة رئيس الجمهورية العماد إميل لحود»، تحت أرزة حفرت في الرخام.
آنذاك، شباب حرروا أرنون قبل ذلك التاريخ بنحو سنة بصمت.. فلهم، ولتصميمهم، ولقبضاتهم العارية، كُتبت مأثرة المشاركة في «بزوغ فجر التحرير»، في شباط 1999. شباب حملوا أرزة الوطن، بلا طوائف أو مذاهب، أتوا من جميع أنحائه. رفعوا الأسلاك الشائكة تحت رصاص المحتل.. ومضوا.
فكّوا الحصار عن البلدة، في انتظار تحرير قلعتها، الذي انتظر 15 شهراً.. وغابوا. كان ذلك قبل أن يتمذهب كل شيء.
أرزة القلعة التي رُفعت، يوم استطاع الساسة تأمين حد أدنى من «إجماع وطني». ها هي مستلقية على الأرض. تحطم جذعها وانفصل.
ابتعد قسم من فروعها اليسرى عنها. وباتت جزءاً من المشهد العام للخراب، المليء بالغبار.
ربما في انتظار معجزة يصعب التنبؤ بها.
أو ربما تجسّد «أرزة الشقيف» المشهد الواقعي المعبّر عن المرحلة.. المستمرة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق