بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 27 أكتوبر 2013

حروب الصورة ترفض الزيف ماجدة موريس

على كـــل الشاشات المصـرية تــــقريباً، اشتعلت ولا تزال حروب الصورة، من الفيديو إلى الخليوي وكاميرات التصوير. وليست هذه الحروب جديدة تماماً، لكنها تتجدد كلما خبت بقدرة قادر، وغالباً ما يكون سببها أحداث العنف التي تقترفها جماعة «الإخوان المسلمين» داخل مصر وخارجها، والتي يبدو أنها تعّول على هذه الحروب الإعلامية كثيراً الى درجة أنها ترى فيها الطريق إلى إعادة الرئيس المعزول محمد مرسي الى سدة الحكم.

منذ شهر فتحت «حروب الصورة» آفاقاً جديدة لها، بدءاً من السويد حيث الهجوم على الوفد المصري المشارك في مهرجان «مالمو» للسينما العربية، مروراً بلندن حيث رفض طلاب مشاركة عضو حركة «تمرد» محمد نبوي في محاضرة معلنة سلفاً، وصولاً إلى باريس حيث حققت أكبر دوي لها من خلال حدثين، هما «صالون الخريف» الذي شارك فيه بعض الفنانين المصريين من التشكيليين وغيرهم وكان بينهم النجم نور الشريف الذي أفلت من حصار كان ينتظره لأنصار «الإخوان» وندوة الأديب علاء الإسواني التي تحولت إلى أكثر أفلام حروب الصورة انتشاراً، من الفضاء الإعلامي الأرضي إلى الالكتروني، ما أتاح للمشاهدين رؤية القصة والسيناريو والمعالجة الدرامية المجهزة لهذه الحروب، والتي تصل في نهايتها – وفق غرض صناعها – إلى تقديم موسم لأفلام جديدة، من ابتكار وتمويل تنظيم دولي، يتحول فيها المصريون إلى مجموعات مذعورة تفر من أمام مهاجميها في أي ندوة أو محفل حتى تصل الرسالة للعالم خارج مصر.
لكنّ السحر انقلب على الساحر وبدأت الأفلام الحربية تفقد تأثيرها، خصوصاً بعد سيناريو معهد العالم العربي الذي أخرج فيه الرجال والنساء المأجورون قمصانهم الصفر من الحقائب لارتدائها أمام الكاميرات من دون ان يتراجع ضيف الندوة ويجري مذعوراً أمام همجيتهم، بينما أسرع جاك لانغ مدير المعهد ووزير الثقافة الفرنسي السابق إلى تقديم بلاغ يطالب بالتحقيق، كذلك رفض رئيس تحرير «فايننشال تايمز» البريطانية نشر صفحة إعلانية مدفوعة لهم بعدما رأى هذه الأفلام الحربية الهمجية.
وفي مصر كان هذا الأسبوع حافلاً بأفلام من هذا النوع، وأبرزها قتل الأبرياء عند كنيسة العذراء في الوراق، وهو ما يجعل من هذه الصور والأفلام سلاحاً حقيقياً، ولكن في يد الضحية وليس المعتدي. ومهما فعل هؤلاء بتوثيق اعتداءاتهم، أصبحت «الأفعال» على أرض الواقع أقوى دليل على أنه ليست حروب الصورة هي الفيصل في كسب المعارك، وإنما حروب الواقع بكل ما تمثله من حقائق مؤلمة أو مفرحة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق