بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 8 مارس 2014

قطر مرشحة لمزيد من العزلة

 الازمة في الخليج بين قطر وشقيقاتها، التي يرى عادل السنهوري في جريدة ‘اليوم السابع′ انها مرشحة للتفاقم: الغضب الخليجي ربما تزيد حدته خلال الأيام المقبلة، إذا لم تعلن قطر التزامها باتفاقيات مجلس التعاون والتعهدات الأخيرة في قمة الكويت بالتخلي عن دعم التنظيمات والجماعات الإرهابية وطرد عناصرها، وعلى رأسهم يوسف
القرضاوي، وإعادة النظر في مواقف قناة الجزيرة من قضايا المنطقة، خاصة الموقف من مصر بعد ثورة 30 يونيو/حزيران، وتحالف الدوحة مع الأنظمة المعادية ضد دول الخليج ومصر، وقطر تدرك جيدا أن الغضب الخليجي، وتحديدا القادم من الرياض، لن تستطيع تحمله، اقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا، واشتعاله لن يخدم العائلة الحاكمة في قطر، فقد أعلنت الرياض من قبل أن لصبرها حدودا، وحذرت الدوحة من نفاده، فاللعب في المنطقة ذات الطبيعة السياسية والاجتماعية والسكانية الخاصة يفوق قدرات وإمكانات ورهانات ‘دولة الجزيرة’ ويدفع بها إلى التهلكة الأكيدة مهما كان رهانها على واشنطن أو أنقرة أو تل أبيب، والصراع السياسي القديم والتقاطع في المواقف بين الدوحة والسعودية بعد تولي حمد بن جاسم الحكم وانقلابه على أبيه، لا تتجاهله الذاكرة السياسية لدول المنطقة، وتورط الدوحة في التنظيم السري للإخوان في الإمارات أشعل الغضب، الأيام القادمة تحمل غضبًا أشد على قطر إذا لم تسارع الدوحة للعودة إلى العقل والصواب، وطرد كل أئمة العنف والإرهاب من أراضيها، والتوقف الفوري عن دعم وتمويل الجماعات الإرهابية’.
 

هل كان موقف الرياض من أجل عيون مصر؟

لكن ما السر وراء القرار المتخذ من قبل الدول الثلاث تجاه قطر وهل له علاقه بدعم مصر، هذا ما يجيب عليه رئيس تحرير جريدة ‘الشروق’ عماد الدين حسين: ‘اغلب الظن أن القرار لم يكن حبا فقط في مصر والحفاظ على استقرارها، بل كان في الأساس بسبب وجود قناعة خليجية تبلورت في الشهور الأخيرة خلاصتها، أن السياسة القطرية صارت خطرا على الأمن القومي الخليجي والتركيبة السياسية والقبلية والدينية للمنطقة.. موقف الدول الخليجية من قطر ليس كرها في الإخوان، بل لأنهم صاروا يخشون من أن الدوحة لم تعد تكتفي فقط بمحاولة إعادة الإخوان لحكم مصر أو تهديدها عبر ليبيا، بل تجاهد في أن تأتي بالجماعة إلى داخل الخليج نفسه. هذا التخوف لم يعد هاجسا، بل صار واقعا طبقا لدبلوماسيين عديدين في السعودية والإمارات، خصوصا أن الأخيرة حاكمت وتحاكم خلايا تقول إنها تنتمي إلى الجماعة’. ويزعم عماد ان ‘العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وخلال لقاء مع القادة الخليجيين في الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، جعل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد يوقع على ورقة يتعهد فيها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للخليج ولمصر، وتم إمهال قطر ثلاثة اشهر، لكن الأخيرة تملصت من هذا التعهد مستغلة الحالة الصحية لبعض قادة الخليج’. ويشير الى انه تحدث لدبلوماسي بعد قرار سحب السفراء يرى أن ‘بلدان الخليج اقتنعت تماما أنه لم يعد هناك أمل في إصلاح السياسة القطرية الراهنة، وإنها بذلت جهودا جبارة منذ شهر يوليو/تموز الماضي لإقناع الدوحة بالتفريق بين المسائل الفرعية التكتيكية وبين القضايا الجوهرية الاستراتيجية. وفي تقدير هذا الدبلوماسي فإنه كان ضروريا بعث هذه الرسالة حتى تقتنع الدوحة بأن الأمر لم يعد محتملا وأن هناك ثمنا لابد أن يدفع′.

حكمة السعودية وراء حصار الدوحة

ومع مزيد من الآراء التي تغازل الدول الثلاث على قرارها، وهذه المرة يعبر عنه نادر بكار القيادي في حزب النور السلفي ويعبر عنه في جريدة ‘الشروق’: ‘إلا أن المملكة السعودية تحديدا صبرت على هذه الخطوة طويلا، فرغم موازين القوى التي تميل إلى صالحها بلا شك مقارنة بقطر، إلا أنها كانت حريصة على أن يخرج المشهد حاملا رسالة الاستبعاد الخليجي لقطر، بدلا من أن يجسد صراعا ثنائيا بين دولتين.. كان مهما جدا لدى القيادة السعودية أن تفوت َعلى النظام القطري ما كان يصبو إليه دائما من تأكيد الندية والمبارزة على الزعامة، فانتظرت بصبر وحنكة حتى يجتمع في صف واحد أكثر من حانق خليجي ينقم على القطريين، عبثا غير مسبوق بشأن جيرانه، لتأتي الرسالة صاعقة ومربكة إلى أقصى حد.. إجماع خليجي على نبذ النظام القطري وتعنيفه، أو هكذا أرادت له السعودية أن يظهر، على شكل إجماع خليجي لا انقسام فيه، فمن ذا الذي سيسأل عن مواقف الباقين أو بالأحرى سيراهن على مواقفهم إذا كان حلفا من أكبر المتضررين قد اتخذ قراره واكتفي الآخرون حتى الآن بصمت لن يفسر في مصلحة قطر قطعا’. ويرى بكار ان ‘المعطيات التي بين أيادينا حتى اللحظة الراهنة لا تؤشر الى احتمال تراجع قطري مرتقب، قدر ما تشير إلى مزيد من التحدي والعناد، ونفس المعطيات تشير إلى أنها أيضا لن تكون ورقة الخليج الأخيرة ضد النظام القطري، لكن يمكن اعتبارها الخطوة التصعيدية المعلنة الأولى في صراع خليجي قطري لن ينتهي في المستقبل القريب’.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق