بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 10 أكتوبر 2013

اتق شر الخليج إذا غضب -مشعل النامي

          
الذي نتمناه أن تقود دول الخليج المنطقة إلى تحقيق استقرار افتقدناه مؤخرا، والعمل على تقوية الأسلحة السياسية التي يمكن استغلالها في مواقف مشابهة.
إذا ما استثنينا قطر فإن دول الخليج لم تتدخل بصورة مباشرة ولا غير مباشرة في اختيارات ورغبات الشعوب التي استبدلت أنظمتها عبر موجة التغيير التي سميت بالربيع العربي، ولكن سرعان ما تبين أن الأنظمة الجديدة تدعم مشاريع تغيير في دول الخليج، وبعد طول صبر كانت ردة الفعل الخليجية التي عصفت بالمنطقة لتعيد لها توازنها.
سياسيا فإن المستفيد الأكبر لما سمي بالربيع العربي هو تنظيم الإخوان المسلمين الذي لقي دعما مطلقا من قطر سواء من قيادتها السياسية أو من ذراعها الإعلامية المتمثلة بقناة الجزيرة التي طرحت مهنيتها جانبا ومارست الابتذال الإعلامي دون أي استحياء في سبيل إنقاذ
الأنظمة الوليدة بعد ما سمي بالربيع العربي، دعما لهذه الأنظمة حتى تصبح حليفة ومنفذة للسياسة القطرية التي تغرد خارج سرب شقيقاتها في مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
 من حق دول الخليج أن تدافع عن نفسها ضد التحريض المستمر على أنظمتها المدعوم من قطر ومن تنظيم الإخوان المسلمين الذي ما أن تولى الحكم في مصر حتى بدأ بأخونة الدولة ودعم المحرضين من أتباعه في دول الخليج على تغيير الأنظمة، ولا يخفى على أحد العمل المؤسسي والممنهج لتغيير الأنظمة في دول الخليج والذي تم عبر أكاديمية التغيير وملتقى النهضة وغيرهما، والذي كان يتم برعاية قطرية وعلى يد كوادر تنظيم الإخوان المسلمين وكانت مصر مسرحا ومرتعا لهذه الكوادر، حيث يتم التخطيط فيها وتتم فيها المؤتمرات وتنطلق منها الهجمات الإلكترونية والإعلامية، وأكثر ما أغضب دول الخليج هو التقارب المصري الإيراني الذي جعل ظهر دول الخليج مكشوفا لإيران، وكذلك الابتزاز الرخيص الذي مارسته حكومة مرسي ضد دول الخليج والذي استخدمت فيه الملف الإيراني كأداة ضغط.
 لم تفعل دول الخليج شيئا يذكر تجاه نظام مرسي غير دعم الجيش ماديا وسياسيا دون فرض أي شروط أو إملاءات، فنظام مرسي كان الحلقة الأضعف ومع ذلك نسي مشاكل شعبه وهمومه وتفرغ لخدمة مصالح تنظيم الإخوان.
 المهم في الموضوع هو التحول الخليجي اللافت من وضعية الدفاع إلى وضعية الهجوم دفاعا عن مصالحه، وهذا ما كنا نرقبه ونتمناه كمراقبين سياسيين، حيث تجلى بوضوح دفاع دول الخليج عن مصالحها التي تعارضت مع المصالح الأميركية حتى أعلنتها السعودية بكل صراحة أنها ستعوض مصر عن الدعم الأميركي الذي أعلنت الولايات المتحدة أنها ستوقفه.
 والموقف الأبرز لدول الخليج هو تحريكها لحلفائها وأصدقائها في الحزب الجمهوري ليضغطوا على أوباما ليوقف التقارب الأميركي الإيراني، وقد نتج عن هذا الضغط إيقاف الميزانية عن الوكالات الفيدرالية مما جعل أوباما يلغي بعض زياراته الرسمية للخارج لعدم توافر الميزانية.
 ومن المتوقع أن ينتج عن هذا الضغط أيضا تغيّر في مواقف الولايات المتحدة تجاه الأحداث في مصر، فيبدأ بعدها انحسار ما يسمى بالربيع العربي، والذي نتمناه أن يكون للملف السوري نصيب من هذه الضغوطات، حتى تنتهي الأزمة السورية على خير ويتوفر البديل الأفضل للنظام الحالي المجرم.
 ومثلما تحركت دول الخليج لحماية أمنها الاستراتيجي وقامت بتلك الخطوات وواجهت الولايات المتحدة، فإن قطر ليست بمأمن من غضب دول الخليج إذا ما نفذ صبرها، وهذا ما يجب أن تدركه قطر تماما بعد أن باتت سياستها كالخنجر في خاصرة دول الخليج.
 الذي نتمناه أن تستغل دول الخليج هذا الوضع وتقود المنطقة إلى تحقيق استقرار افتقدناه في العقود الأخيرة، والعمل على تقوية الأسلحة السياسية التي يمكن استغلالها في مواقف مشابهة لما تعرضت له دول الخليج مؤخرا، وأقوى ما يمكن أن تفعله دول الخليج تجاه المشاريع التي تستهدفها هو اتحادها، فهل سيتحقق قريبا هذا الاتحاد المنشود؟




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق