بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

القدس بين الفعل ورد الفعل -إسماعيل طه



إن أحداث التاريخ يصنعها الوعي والسلوك الإنساني ( الفردي – الجماعي)  وتفاعله الوجداني  مع محددات  الزمان والمكان ومعطياتهما , فهي سلسلة من التحديات والاستجابات  التي تعكس قدرة الإنسان على الفعل ورد الفعل تحقيقاً لذاته وإشباعاً لمصالحه , فهي المرآة الحقيقية التي تكشف لنا عن شخصيته ودوافعه  ومكنوناته وإن  تسترت بغطاء  التمدن والتحضر أو تسربلت بدعاوي إنسانية  أو دينية , فالحدث التاريخي وإن كان مصدره فردياً أو جماعياً, بدائياً أو متطوراً فهو يعبر عن القوة المادية و الغرائزية  أو الروحية و الفكرية ,كما ويعبرعن الدوافع وراء استخدام تلك القوة وعن الهدف العام  الذي تسعى لتحقيقه, وعن الأهداف الأخرى المختلفة والمتناقضة التي تمثل أهداف الأفراد ورغباتهم , أو حاجات الفرد المتعددة والمختلفة و التي يرغب في تحقيقها ضمن الهدف العام ( للفرد – للجماعة) , وعندما تكون الاستجابة للتحديات بالسرعة والفعالية بحيث يتم تجاوزها بنجاح , تكون الجماعة من يصنع الفعل وعندما تكون الاستجابة بطيئة و بليدة ودون مستوى التحدي  يكون الأخر من يصنع الفعل , وعندما تتحقق أهداف الإفراد أو بعض الأفراد دون أن يتحقق هدفها العام , فإنه لا وجود هناك لها, أو أنها تعاني من حالة انقسام وتشذي أومن حالة تردي في التنظيم و نخبه , تعجز فيه الجماعة عن تحقيق هدفها الذي تسعى لتحقيقه والذي تقف الجماعة من ورائه , تكون الجماعة  تسير نحو حتفها وتحيك كفنها , وتصنع هزائمها بيدها , لا يمكن لجماعة أن تحقق وجودها وتصنع حاضرها دون هدف يوحدها وينظمها ويعبر عن شخصيتها ويحقق مصالحها كجماعة ويتيح لأفرادها بتحقيق طموحاتهم ورغباتهم ومصالحهم كأفراد , وعليه نستطيع أن نفسر واقع الشعب الفلسطيني  وحالة الضعف عن الفعل ورد الفعل والتراجع الذي أصاب قواه ونخبه وفصائله الوطنية  , وحالة الغثيان والتقيؤ التي يعيشها الشعب الفلسطيني ومؤسساته التي تعاني من الانقسام والفساد والضعف الإداري و فوضى الأولويات وغياب الأجندة الوطنية , وأن نقرأ سياسات الاحتلال وإجراءاته التصعيدية  التي تستهدف مدينة القدس  ومقدساتها , وحالة الصمت المريبة وكأن الأمر شأن داخلي يخص بعض دول الجوار العربي , وردة فعل الشعب الفلسطيني التي تتراوح بين العدم ولا شيْ , كأن الموضوع يتعلق بالأشخاص الذين وقعوا على اتفاقية حماية المقدسات , لذا لا غرابة إذا ما خرجنا من التاريخ وأصبحنا يهوده .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق