بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 10 أكتوبر 2013

الطلاب.. فرسان الهيكل الإخواني والذراع الأساسية لنشر فكر الجماعة -محمد الحمامصي


الحرم الجامعي.. أهم ساحة لتجنيد الأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين
يحتل قسم طلاب الإخوان الذي يعمل داخل الجامعات والمدارس مكانة بارزة في تاريخ الجماعة والتنظيم منذ تأسيسها، فهو وإن لم يسلط عليه الضوء كثيرا، حيث يرد في لائحة وقوانين الجماعة وتنظيمها كشعبة أو قسم في إطار أقسام وشُعب كثيرة كالفلاحين والصحافة والعمال وغيرها، لكن لعب أدوارا مهمة في مختلف المراحل التاريخية للجماعة، فقد كان له دوره في مساندة ثورة 23 يوليو 1952 وفي محنة الجماعة مع الرئيس جمال عبد الناصر في 1953 ـ 1954 وكذا في محنة تنظيم 1965، ورد الروح في الجماعة والتنظيم خلال فترة السبعينات بعد إفراج الرئيس السادات عن قيادات الجماعة، حيث
ضخ فيها آلاف العناصر الطلابية التي منها الآن أغلب قيادات مكتب الإرشاد، ومنذ ثورة 25 يناير لعب القسم بمختلف أعضائه من مراحل التعليم الجامعي ومن مختلف الكليات والمعاهد دورا بارزا في الحشد والتظاهر ونفذت بدقة بالغة مخططات وأهداف الجماعة في السيطرة على مجريات الثورة لتقفز على مسارها وتستحوذ عليها انتهاء بالوصول إلى المجالس النيابية وكرسي الرئاسة.
وقد شكل إسقاط الحكم الإخواني بعزل محمد مرسي في 3 يوليو وفض اعتصامي رابعة والنهضة، صدمة مروعة في صفوف أعضاء القسم الذي ظل على مدار عام من 30 يونيو 2012 إلى 30 يونيو 2013 يقاتل بكل إمكانياته دفاعا وحفاظا على حكم الجماعة، ففي الوقت الذي كانت فيه مليشيات الجماعات وحلفائها تحرق وتنهب وتقتل بطول مصر وعرضها، كان «الطلاب» يعانون من فرط الصدمة والتشوش اللذين أوقعا الهيكل التنظيمي للجماعة، لكن سرعان ما تم السيطرة عليهم من قبل قيادات الصف الثاني رؤساء الشعب ومن ينضوي تحت رئاستهم من كوادر، ليتم الدفع بهم في الشوارع للتظاهر وإثارة الشعب من خلال ما أطلق عليه «ألتراس نهضاوي» و»ألتراس الإخوان المسلمين» و»ألتراس وايت نايتس»، وقبيل بدء العام الدراسي الجامعي أعطى عضو مكتب الإرشاد الهارب عصام العريان الضوء الأخضر للقسم لبدء العمل داخل الجامعات والمدارس من القاهرة إلى الزقازيق إلى الإسكندرية.. إلخ.

مثقفون مصريون.. الجماعة الإخوانية لم تنته لكن عودتها مستحيلة
هل يمكن أن تعود الجماعة الإخوانية إلى الساحة الاجتماعية والسياسية؟ ونحن نلمح من مختلف أفكارهم ورؤاهم التي حملتها إجاباتهم شبه إجماع على عدم وجود إمكانية لذلك،. السؤال الذي توجهنا به إلى كتاب ومثقفين مصريين:
الشاعر محمد فريد أبوسعد يرى أن الإخوان قد سقطوا فعلا خاسرين معركتهم الأخيرة، فهم حسب رأيه «خسروا سياسيا وفكريا منذ سقطت عن وجوههم أقنعة المظلومية، التي قدموا أنفسهم بها للمصريين تحت شعار «نقدم الخير لمصر»، خسروا عندما انكشف شعارهم منذ نشأوا «وأعدوا لهم ما استطعتم» مصحوبا بسيفين، إذ كمال الآية الكريمة مؤداها أنهم الفرقة الناجية في أمة كافرة، وهو المعنى الذى سيسفر عن نفسه بوضوح في معالم على الطريق لسيد قطب، خسروا لأنه ظهر جليا للمصريين أن لا مشروع لهم في تحسين حياتنا لا اقتصاديا ولا اجتماعيا ولا سياسيا وأن كل ما يريدونه هو السلطة، وهو التمكين من أجل إقامة خلافة خرافية سقطت كاجتهاد بشري وتجاوزها التاريخ».

أكد الكاتب الصحفي بجريدة الأهرام أحمد عبد الخالق أن جماعة الإخوان لن تعود إلى سابق عهدها سياسيا واجتماعيا سواء قبل ثورة 30 يونيو أو حتى قبل ثورة 25 يناير لأسباب عدة منها انكشاف خداع وكذب كل أطروحات الجماعة السياسية والدينية والاجتماعية أمام المواطن العادي المتدين الوسطي بطبعه، وهو يمثل الغالبية العظمى من الشعب المصري التي انخدعت من قبلُ بخطابهم بأنهم ضد الفساد وأنهم يهدفون إلى تطبيق الشريعة الإسلامية والعدالة الاجتماعية والقضاء على الفساد، وهو ما ثبت عكسه تماما على مدار حكم عام كامل، وكذلك العودة إلى مسلسل الاغتيالات السياسية الذي تمرسوا فيه منذ الأربعينات وهو ما تأكد بمحاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم.

وقال عبد الخالق «هناك قناعة شعبية الآن بأن الجماعة لا تؤمن بكيان الدولة المصرية المستقل وتسوق أفكارا غريبة على المجتمع مثل الخلافة الإسلامية وعالمية سيطرة الجماعة والتفريط في الأرض للموالين لها أو المساندين لسيطرتها السياسية، وهي أفكار يلفظها الشعب المصري. كما أن الجماعة سعت طوال عام كامل إلى هدم أركان الدولة الأساسية ممثلة في الأزهر والجيش والكنيسة والقضاء، وهو الأمر الذي وضع الجماعة في مواجهة الشعب الذي يصر على إنهاء وجودها سياسيا وفكريا.

وفي رأي شيرين حسين أنه ليس هناك لبس ولا يحتاج الأمر إلى دوافع أو حتى أسباب في أن الإخوان «لن يعودوا إلى حكم مصر وهم من الملفوظين اجتماعيا وسياسيا. إن الخيار الآن على المستوى الشعبي، إما مصر وإما الإخوان».

وقال الروائي صبحي موسى إنه طالما لا يوجد دستور يحول بين خلط الدين بالسياسة فإنه بالطبع يتوقع أن يعود الإخوان إلى الساحة السياسية.

وأكدت الشاعرة علية عبد السلام أن الخطر الأعظم على الواقع السياسي المصري ليس عودة أو غياب الإخوان، وإنما غياب القيادة صاحبة البرنامج الثوري كما في الانتفاضة الأولى يناير2011، حيث تصدر الإخوان وكأنهم أصحاب الثورة وساعدهم الواقع النخبوي الهش على الحكم لعام كامل.

وأكد الكاتب عصام نبيل أن عودة الإخوان إلى الحياة السياسية والاجتماعية باتت من المستحيلات، وقال «ما يحدث الآن نتيجة لمحاولة الإخوان بطريقتهم إعادة أنفسهم إلى العمل السياسي، حيث فكرة فرض الإرادة بالقوة وإحراج الدولة، فيراهنون بما تبقى لديهم على التدخل الخارجي وعلاقاتهم بالتنظيمات الإرهابية وجميعها في الأصل خرجت من رحم الجماعة، ودائما ما تكون أحلامهم لا تتناسب مع إمكانياتهم، وضحالة أفكارهم. ولا شك أن ثورة 30 يونيو وما ترتب عليها أحدثت خللا عظيما، فهم تنظيم هرمي تفككت قاعدته فتهاوت قمته.

وأكد الشاعر حمدي عابدين أن عودة الإخوان من عدمها ترتبط ارتباطا وثيقا بما يدور حولنا، والحديث مثلا عن أنهم جزء من المجتمع وأن شبابهم يرفضون الممارسات العنيفة والألاعيب التي دأب عليها التنظيم حال تعرضه لأي أزمات، والتسامح السلبي الذي يمكن أن يصاحب ذلك من جانب بعض ممن ينصبون أنفسهم أوصياء على الشعب المصري، يدعم عودتهم إن آجلا أو عاجلا.

وطالب عابدين بضرورة الأخذ بزمام الأمور وتوضح الأمر للمصريين، بأن الجماعة لا علاقة لها بالوطن وأن فكرة الدولة الوطنية بعيدة عن تصوراتها، ولا تضعها في حساباتها، وأن الدولة التي تسعى إليها موجودة في وجدانها ولا يمكن أن تتلاشى بسهولة، يجب أن نقوم بحملة لكشف كذب التنظيم على امتداد تاريخه.


«كتائب أنصار الله»

انتبه الشيخ حسن البنا المرشد المؤسسة للجماعة إلى أهمية الطلاب، فاتجه عقب وصوله إلى القاهرة للالتحاق بدار العلوم ـ طبقا لـ «ريتشارد ميشتل» في دراسته «الإخوان المسلمين» إلى «تنظيم مجموعة من طلبة جامعة الأزهر ودار العلوم الذين توفرت فيهم الرغبة في التدريب للقيام بمهمة الوعظ والإرشاد وقدم هؤلاء خدماتهم في المساجد كما قدموها في التجمعات الشعبية»، وأضاف ميتشل «وقد أرسل عددا من هؤلاء الطلاب بعد تدريبهم في القاهرة إلى جميع أنحاء الريف المصري لتولي أعمالهم ليس فقط من أجل نشر الدعوة الإسلامية بل أيضا وبصورة عملية لنشر فكرة جماعة الإخوان المسلمين».

ومن هنا أنشأ البنا هذا القسم أوائل 1933 عندما التقاه ستة من الطلبة بحثا عن النصيحة والإرشاد، وهم محمد عبد الحميد أحمد، «كلية الآداب»، وإبراهيم أبو النجا الجزار، «كلية الطب»، وأحمد مصطفى، «مدرسة التجارة العليا»، ومحمد جمال الفندي، «كلية العلوم»، ومحمد رشاد الهواري، «كلية الحقوق»، ومحمد صبري، كلية «الزراعة العليا»، ليتوسع ويضم بعض طلبته فيما أطلق عليه «كتائب أنصار الله» الذي كان البنا يأمل أن يكون جيشه، لكنه فشل بعد الانشقاق الأول في الجماعة 1939، كما عقد البنا للطلاب المؤتمر الأول لما أطلق عليه «هيئة الإخوان المسلمين بالمدارس العليا» عام 1938، وفي عام 1944 أصدر اللائحة العامة لقسم «الطلاب».


أزمة حل الجماعة

كان للطلاب دور في أزمة حل الجماعة 1948 فعقب قرار الحل وإلقاء القبض على حسن البنا في 28 نوفمبر، أعلنت الجماعة الحرب على الدولة، وكان للطلاب دور رئيسي، فقد كان قاتل رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي طالبا في السنة الثالثة بكلية الطب البيطري، وشهدت الجامعات معارك ساخنة أشهرها التي قتل فيها حكمدار العاصمة ـ القاهرة سليم زكي، حيث جرت معركة ساخنة معهم في فناء كلية الطب الذي تمركزوا فيه حيث واجهوا البوليس «بكل ما تطوله أيديهم بما في ذلك المتفجرات، ولقي سليم زكي مصرعه عندما أصابته قنبلة قذفت باتجاهه».

ولهذا نال قسم الطلاب، باعتباره قسما دوليا وليس قصرا على مصر، لائحة خاصة تشمل التنظيم الإداري والمالي والعملي، وتكفل له وضعية خاصة، رئيسه المسؤول يعينه مكتب الإرشاد، ولكل جامعة مندوب مسؤول ولكل معهد أو كلية من كلياتها مندوب مسؤول، ولكل سنة دراسية مندوب مسؤول، ورئيس القسم هو همزة الوصل بين المندوبين ومكتب الإرشاد.

ولنتعرف على خطورة هذا القسم والشبكة التي ينتظم فيها أعضاؤه، إذ في ضوء التعرف على مواد التنظيم الإداري وحدها يمكننا أن نفسر ما يجري الآن داخل الجامعات والمدارس المصرية من محاولات لعرقلة انتظام العام الدراسي وترويع وتهديد الطلاب للامتناع عن الذهاب إلى الجامعات والمدارس خوفا وقلقا مما يمكن أن يجري.


مندوب إقليمي

تقوم مواد هذا التنظيم الإداري على تسلسل يبدأ من إشراف مندوب عام «رئيس» في المركز العام للإخوان المسلمين، يختاره مكتب الإرشاد العام، وهو المسؤول عن سير العمل في القسم، كما أنه حلقة الاتصال بينه وبين الأقسام الأخرى، وبينه وبين المرشد العام، ومكتب الإرشاد ينفِّذ القرارات، ويتلقَّى التعليمات والإرشادات، ويقدم تقارير دورية كل شهر إلى مكتب الإرشاد العام الذي له حقُّ تغييره في أي وقت شاء، ويعاون المندوب العام هيئة «سكرتارية» يختارها من بين الإخوان، طلابًا وغير طلاب، وله إذا لزم الأمر أن يستعين بموظفين، بشرط موافقة مكتب الإرشاد العام، وهذه الهيئة تتلقَّى التوجيهات من المندوب العام، وهي مسؤولة أمامه عن عملها.

ودوليا «يكون في كل منطقة من مناطق الإخوان المسلمين بمصر، وفي كل فرع للجماعة في الأقطار الإسلامية، مندوب إقليمي من بين أعضاء مجلس المنطقة أو مجلس إدارة الفرع، يُشرف على حركة الطلاب في دائرة المنطقة أو الفرع يختاره مجلس الإدارة، على أن يكون شابًّا مثقفًا إن استحال أن يكون طالبا، بشرط موافقة المندوب العام فالمرشد العام، وللمندوب الإقليمي اختصاص المندوب العام في دائرته، وعليه مسؤولياته أمام مجلس إدارة المنطقة أو مجلس إدارة الفرع.

وعليه بوجه خاص أن يرسل تقريرا ضافيًا في اليوم الخامس والعشرين من كل شهر إلى المندوب العام عن نشاطه هو وأعوانه وفروعه في الشعب واقتراحاته واقتراحات الفروع، وللمندوب العام إذا ثبت لديه تقصير المندوب الإقليمي أن يطلب من المرشد العام إقالته، وتكليف مجلس المنطقة أو مجلس إدارة الفرع اختيار خلف له».

وتشير المادة (7) إلى أنه «من المندوب العام والمندوبين الإقليميين وهيئة سكرتارية القسم بالمركز العام يتكون المجلس الإداري الأعلى لقسم طلاب جماعة الإخوان المسلمين، ويجتمع دوريًا مرتين في كل عام برئاسة المرشد العام، أو المندوب العام، أو من يختاره المرشد العام، ويبحث في السياسة العامة للقسم، ويجوز أن يُدعَى لحضور هذا الاجتماع بعض مندوبي الكليات والمعاهد العليا وبعض مندوبي الشعب المركزية، كما يجوز أن تُعقد اجتماعات فوق العادة كلما تطلب ذلك».


أمل الجماعة

هكذا يمكننا أن نرى ما يقع داخل الجامعات والمدارس، فالأوامر والتعليمات لا تزال تصل ويجري تنفيذها على قدم وساق ضد الدولة، والكلمة المسجلة التي ذاعتها قناة الجزيرة لعصام العريان ليلة بدء العام الدراسي كانت إشارة البدء لقسم الطلاب للعمل، فقد دعا العريان الطلاب إلى توحيد الصفوف لإسقاط ما وصفه بـ»الانقلاب» الذي وصفه بـ «الانقلاب الفاشي الدموي العسكري»، معتبرا إياهم «أمل مصر والعرب والعالم الإسلامي بل الإنسانية كلها» وأضاف «أسأل الله أن ينصركم على من يريد زرع الخوف في قلوبكم بعودة الضبطية القضائية وعودة الأمن ومنع الحريات».
 وخلال الأشهر القليلة الماضية، شهدت الجامعات والمدارس مظاهرات وأعمال عنف وتخريب تصاعدت وتيرتها، حيث اقتحمت، يوم 23 أيلول 2013 مسيرة ترفع إشارات رابعة حرم جامعة عين شمس، وتجولت داخله، مرددة هتافات مسيئة للقوات المسلحة وثورة 30 يونيو، فردد الطلاب المستقلون هتافات مؤيدة لثورة 30 يونيو، إضافة إلى هتاف بـ»الجيش والشعب إيد واحدة»، الأمر الذي رد عليه طلاب الإخوان بالتعدي على الطلاب بشكل عشوائي، ورشقوهم بالحجارة، ليتطور الأمر تدريجياً إلى إلقاء زجاجات المولوتوف، في محاولة لإثارة الفوضى داخل الجامعة.
 ومن جامعة عين شمس بالقاهرة إلى جامعة الزقازيق وجامعة المنوفية وجامعة القاهرة واصل طلاب الإخوان أعمالهم التخريبية وهتافاتهم المسيئة، وهو الأمر الذي امتد إلى المدارس في المرحلتين الإعدادية والثانونية، حيث خرجت مسيرات لطالبات الإخوان يحملن إشارات رابعة ويهتفن ضد الجيش، وحدثت العديد من المشاجرات بين الطلاب والمدرسين وبين المدرسين ضد بعضهم بعضا.
 منبر الجزيرة
 إن التعليمات تجري داخل القسم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتويتر والإيميلات، فضلا عن القيادة الإخوانية داخل مكتب الإرشاد، وهو الأمر الواضح فيما جرى ويجري، وليس أدل من ذلك من خروج العريان مرتين في تسجلين على الجزيرة ليدعو مرة ويشكر مرة أخرى، لتتواصل أعمالهم التي تتخذ منها الجماعة وسيلة لممارسة ضغوطها وتأكيد حضورها وقدرات كوادرها وأعضائها على التواصل وتلقي التعليمات والتقارير اللازمة لتفعيل الحشد والفعل.
 القسم له روافده التمويلية الداخلية المشار إليها في مواد التنظيم الخاص به، ولكن ذلك لا يمنع وجود تمويل خارجي سواء عبر حسابات بنكية يصعب متابعتها أو عبر تمويل نقدي وعيني من أعضاء الجماعة من أصحاب المحال التجارية والمطابع والشركات وغيرها، وهو الأمر الذي يوضح لنا قدرة الطلاب على طبع آلاف البوسترات اللاصقة وغير اللاصقة والكفوف البلاستيكية واللافتات الكبيرة لإشارة رابعة؛ وأيضا شراء ما يسهل شراؤه من أطفال الشوارع والبلطجية ومواد الاشتعال التي تصنع منها الزجاجات الحارقة المولوتوف.
 إن خطورة مواجهة قسم الطلاب أن أعضاءه مراهقون وشباب لم ينضجوا بعد عقليا ووجدانيا، متعصبون ومتحمسون ومندفعون، تربوا وتلقوا الدعوة الإخوانية في عزلة عن الآخرين خارج الدائرة الإخوانية، يحركهم مبدأ السمع والطاعة العمياء لتعليمات قياداتهم، ويملكون شبكة واسعة من التواصل مع المجتمع الطلابي المصري والعربي أيضا، مما يتيح لهم تحقيق الكثير من التعاطف الذي يمكن تحريكه بسهولة.
 والتصدي لـ «قسم الطلاب» يستلزم تحركا احتوائيا هادئا من قبل قوات الأمن في حال مواجهة عنف أو شغب من جانبهم داخل الجامعات أو المدارس، وعلى المستوى نفسه ينبغي تحريك مسيرات للقيادات الفكرية والثقافية المستنيرة القادرة على مواجهة الأفكار التكفيرية والظلامية للجماعة وإدارتها بشكل واع ومفتوح غير تصادمي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق