لقد فشلت كل المحاولات العلمية
والفلسفية في معالجة محدودية زمن الإنسان, حيث بقي محدوداً وقصيراً إلى
الدرجة التي يستغرق سنين عمره في تكوين نفسه لحياة اجتماعية وإنسانية لائقة
وكريمة, فكان كل ما قدمته الفلسفة هو كيف للإنسان أن يعيش حياته, على الرغم مما
يتعرض له في رحلة عمره القصيرة من سوء يترقبه ويعمل على إتقائه وهو يعيش الهاجس من
الأسوأ الذي تعددت أسبابه , فقد تكون أسبابه خارجة عن الإنسان,
كأن يبتلى فيأهله أو ولده , أو بخسارة تفقده كل ما في جيبه , أو ديناً
يورثه هماً في ليله وذلاً في نهاره كما هو حال كثيرمن الموظفين الذين عقدوا الآمال على وظائفهم , وقد تكون داخلية تتعلق بذاته ,
فيصاب الإنسان في صحته وعافيته , كفقدانه لنعمةا البصر التي تحرمه من النظر في ملكوت الله وجمال دنياه , وقالوا في المثل الشعبي " بلى أهون من بلى والطرش أهون من العمى" , وإن اختلفت آراء الناس حول ما أسوأ الأشياء التي يمكن أن يتعرضو لها و تنغص عليهم عيشهم وتذهب بأعمارهم ؟؟؟ فإن الأسوأ أن تكون سجيناً في قبضة عدو لا يرى فيك أسيراً لحرب وإنما مخرباً و إرهابياً تستحق ما هوى أبشع من الموت , حيث تجتمع عليك المصائب كلها حين تنزع من بين أهلك عنوة وأنت تسمع أنين أطفالك وصراخهم من هول المشّهد الذي أفزعهم من نومهم ؟؟! جنود مدججين بكامل سلاحهم وعتادهم, ويتصرفون كأنهم يقتحمون معسكراً... لا بيتاً ويواجهون جنوداً ...لا أطفالاً يحلمون بمصروف الصباح وقبلة الأب الدافئة مستأذناً للانصراف سعيًا وراء قوت صغاره ومصاريف أبنائه , ها هو الأب يضرب ويهان مقيد اليدين للخلف حيث يجثو على ركبتيه, ووجهه موجهٌ إلى الحائط حيث زاوية الغرفة , والجنود الذين يفوقون في عددهم أفراد الجيران الذين منعوا من إشعال النور أو النظر من خلف الشبابيك أو ثقوب الأبواب لتعّرف على المصيبة التي داهمت البيت الآمن في الجوار, والذي يعيث الجنود فيه بدافع التفتيش و يقلبون الأشياء وينثرونها بأيدي قوية ويتنقلون في أرجائه بخطى ثقيلة , ثم يجرّون معهم الأب بسرعة تاركين المكان, وقد انسحبت منه غيمة الرعب والحقد السوداء مخلفة خلفها القهر و الحزن و الخراب, ليلقى الأسوأ في أقبية التحقيق , حيث يكون في استقباله رجال غلاظ لا يوجد في صدورهم إلا الحب للكراهية والعدوان , وقد ألبسوه كيساً معتماً لكي لا يرى سوى الأشباح التي ينتجها مخه المّطرب و سميكاً لا يكاد ينفذ منه النفس الممزوج برائحة كريهة تسبب له الغثيان , فيقسم بينهم كما تقسّم الذبيحة بين اللئام, فيتعاقبون عليه في الليل والنهار , فيمنعوه من قضاء حاجته في موعدها , ويحرموه من النوم على كرسي الشبح المثبت بالأرض وقد قيد اليدين والقدمين به حتى أصبحا شيئاً واحداً , ويبقى طوال فترة التحقيق على هذه الحالة التي يتخللها وجبات قليلة ورديئة من الطعام ونوبات الضرب التي يجد فيهما استراحته الجميلة , إلى أن يصل إلى مرحلة يتمنى فيها الموت أو السجن مدى الحياة من أجل الخروج من واقع التحقيق حيث يعاين الموت في كل دقيقة يمر بها , ولكن يكتشف بعد تلك الرحلة من العذاب أن الجحيم في انتظاره , حيث العزل الانفرادي في زنزانة لا يدخلها ضوء الشمس, ولا الهواء النقي , لا يسمع فيها سوى صدى الأبواب المجاورة لرمسه وأقدام السجانين ومفاتيحهم وأصوات المسجونين الآتية من بعيد من وسط الشمس الآخذة بالاقتراب عبر بوابة النفق المظلم لتخترق عتمة العالم الذي يعيش فيه .... حيث عبادة الشمس التي لا يرها سوى ساعة في الشروق وساعة في الغروب, و بينهما شبك يحول دون رؤية السماء غير مقسّمة إلى أجزاء و مربعات كما يقسّمون الأوطان و الثروات والحقوق والحريات بطريقة هندسية , ليتحول إلى راهب في معبد الشمس ...الشمس!!! وهي ما يحلم به... وكل ما تبقى له من الدنيا, إضافة إلى ذكرى الأهل والأبناء الذين لا يكبرون.
فيصاب الإنسان في صحته وعافيته , كفقدانه لنعمةا البصر التي تحرمه من النظر في ملكوت الله وجمال دنياه , وقالوا في المثل الشعبي " بلى أهون من بلى والطرش أهون من العمى" , وإن اختلفت آراء الناس حول ما أسوأ الأشياء التي يمكن أن يتعرضو لها و تنغص عليهم عيشهم وتذهب بأعمارهم ؟؟؟ فإن الأسوأ أن تكون سجيناً في قبضة عدو لا يرى فيك أسيراً لحرب وإنما مخرباً و إرهابياً تستحق ما هوى أبشع من الموت , حيث تجتمع عليك المصائب كلها حين تنزع من بين أهلك عنوة وأنت تسمع أنين أطفالك وصراخهم من هول المشّهد الذي أفزعهم من نومهم ؟؟! جنود مدججين بكامل سلاحهم وعتادهم, ويتصرفون كأنهم يقتحمون معسكراً... لا بيتاً ويواجهون جنوداً ...لا أطفالاً يحلمون بمصروف الصباح وقبلة الأب الدافئة مستأذناً للانصراف سعيًا وراء قوت صغاره ومصاريف أبنائه , ها هو الأب يضرب ويهان مقيد اليدين للخلف حيث يجثو على ركبتيه, ووجهه موجهٌ إلى الحائط حيث زاوية الغرفة , والجنود الذين يفوقون في عددهم أفراد الجيران الذين منعوا من إشعال النور أو النظر من خلف الشبابيك أو ثقوب الأبواب لتعّرف على المصيبة التي داهمت البيت الآمن في الجوار, والذي يعيث الجنود فيه بدافع التفتيش و يقلبون الأشياء وينثرونها بأيدي قوية ويتنقلون في أرجائه بخطى ثقيلة , ثم يجرّون معهم الأب بسرعة تاركين المكان, وقد انسحبت منه غيمة الرعب والحقد السوداء مخلفة خلفها القهر و الحزن و الخراب, ليلقى الأسوأ في أقبية التحقيق , حيث يكون في استقباله رجال غلاظ لا يوجد في صدورهم إلا الحب للكراهية والعدوان , وقد ألبسوه كيساً معتماً لكي لا يرى سوى الأشباح التي ينتجها مخه المّطرب و سميكاً لا يكاد ينفذ منه النفس الممزوج برائحة كريهة تسبب له الغثيان , فيقسم بينهم كما تقسّم الذبيحة بين اللئام, فيتعاقبون عليه في الليل والنهار , فيمنعوه من قضاء حاجته في موعدها , ويحرموه من النوم على كرسي الشبح المثبت بالأرض وقد قيد اليدين والقدمين به حتى أصبحا شيئاً واحداً , ويبقى طوال فترة التحقيق على هذه الحالة التي يتخللها وجبات قليلة ورديئة من الطعام ونوبات الضرب التي يجد فيهما استراحته الجميلة , إلى أن يصل إلى مرحلة يتمنى فيها الموت أو السجن مدى الحياة من أجل الخروج من واقع التحقيق حيث يعاين الموت في كل دقيقة يمر بها , ولكن يكتشف بعد تلك الرحلة من العذاب أن الجحيم في انتظاره , حيث العزل الانفرادي في زنزانة لا يدخلها ضوء الشمس, ولا الهواء النقي , لا يسمع فيها سوى صدى الأبواب المجاورة لرمسه وأقدام السجانين ومفاتيحهم وأصوات المسجونين الآتية من بعيد من وسط الشمس الآخذة بالاقتراب عبر بوابة النفق المظلم لتخترق عتمة العالم الذي يعيش فيه .... حيث عبادة الشمس التي لا يرها سوى ساعة في الشروق وساعة في الغروب, و بينهما شبك يحول دون رؤية السماء غير مقسّمة إلى أجزاء و مربعات كما يقسّمون الأوطان و الثروات والحقوق والحريات بطريقة هندسية , ليتحول إلى راهب في معبد الشمس ...الشمس!!! وهي ما يحلم به... وكل ما تبقى له من الدنيا, إضافة إلى ذكرى الأهل والأبناء الذين لا يكبرون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق