بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 16 فبراير 2014

أتباع خامنئي وإثارة الفتنة في البحرين داود البصري

ثمة تطورات ميدانية مهمة وحساسة رافقت هجمة »همج العراق« من اتباع الزعيم الايراني علي خامنئي في هجمتهم الظلامية ضد الرأي الحر, وفي تثبيت مواقفهم وتعزيز مواقعهم, وفي محاولتهم تسويق النموذج السلطوي الخامنئي الرث, في العراق, والخليج, والعالم العربي ولو عبر الروايات والرؤى الخرافية ومحاولة الباس المرشد الايراني (وهو منصب سياسي محض) لباس القدسية واعتباره جزءا من حالة المعصومية! وهو تطرف غريب بعيد كل البعد عن حقيقة الفكر الشيعي العلوي المعروف بمدرسته المنهجية المتسامحة, والمنفتحة, والخارجة من اطار الجهل, والتعصب, والخيال المرضي.
ما يحدث حاليا هو تكريس فظ لافكار المدرسة الصفوية التحريفية لمنهج ائمة اهل البيت, رضوان الله عليهم, واتساقا مع هجمة التيار الخامنئي في العراق, فان المرشد الايراني نفسه قد اشترك في المعمعة متخليا عن وهجه »الروحي« ولاعبا بأوراق السياسة التبشيرية من خلال استقباله لجماعة من البحرينيين من اهل الولاء الايراني وحضه اياهم بشكل مباشر ومن خلال كلمات التشجيع على تأزيم الامور في مملكة البحرين العربية الخليجية التي تشهد ومنذ سنوات, وليس اليوم, فقط هجمة ظلامية عدوانية تحريضية ايرانية لا تستهدف تحقيق مطالب آنية او عابرة بل تستهدف الوجود البحريني ذاته عبر الدعوة و العمل المباشر ومنذ عام 1979 الى تغيير النظام السياسي و اسقاط الشرعية الدستورية, واقامة البديل الايراني الذي سيعمل على الحاق المملكة العربية الخليجية بالجمهورية الايرانية الاسلامية تحت مظلة وعباءة الولي الفقيه, وهو مشروع ايراني طموح خصصت له دولة الولي الفقيه, ميزانية ضخمة مقتطعة من افواه الشعب الايراني المحروم, وكان النجاح الايراني الكبير في اختراق, وتدمير العراق, والهيمنة على مقدراته بالكامل وربط المؤسسة الطائفية الحاكمة بعجلة القيادة في طهران, قد شكلت حالة نموذجية من التموقع في العمق العربي وادارة المعركة في الخليج العربي بأدوات عربية, عراقية ظاهرا ولكنها ايرانية الولاء والارادة والتنفيذ.
لقد تدخل الايرانيون في مفاصل الازمة البحرينية, وساهموا ابشع مساهمة في اشعال نيران الفتنة بآفاقها الطائفية الضيقة, ومارسوا ابتزازا فظا وهمجيا في تهديد امن مملكة البحرين الوطني, واختراق السيادة البحرينية, والاستهانة بالمنظومة الامنية والعسكرية الخليجية من خلال تدريب المخربين الحاملين للجنسية البحرينية في المعسكرات العراقية, وفي اثارة الحملات الاعلامية المغرضة من خلال قنوات الاعلام الطائفي الذي يبث من العراق تحديدا, والذي تحول قاعدة تبشيرية ايرانية وحقلا واسعا لتجارب فئران الولي الفقيه,بما يضمه و يحتويه من عصابات طائفية زاعقة وارهابيين عملوا طويلا في مسلسل الارهاب الايراني في الخليج العربي, و من عصابات مستحدثة تدفقت بعد الاحتلال الاميركي الذي كان نعمة على الستراتيجية الايرانية.
المرشد الايراني في تحريضه وتدخله المباشر في الشأن البحريني فهو انما يسن سنة عدوانية لاعلاقة لها بالارشاد, ولا بالحكمة, ولا بالفقه او الدين ولا تحفل باي قاعدة من قواعد العمل الديبلوماسي والاحترام المفترض بين دول الجوار.
مخطئ كل الخطا من يتصور, مجرد تصور, ان النظام الايراني سيتخلى عن طموحاته ومطامعه في البحرين! او انه سيطوي ذلك الملف في يوم ما! والنظام الايراني برؤيته التبشيرية وطموحاته التوسعية وروحه العدوانية يستغل نظرية ولاية الفقيه بعباءتها الفضفاضة ابشع استغلال لبناء خلايا كامنة ونشيطة لاتباع الخامنئي في المنطقة, وما حصل في العراق يمثل النموذج الاوضح لمآل دول الخليج العربي في حال نجاح المشروع الايراني, وهو على كل حال مشروع متقدم للغاية, وحقق اختراقات هائلة ومذهلة في العمق العربي والخليجي تحديدا, وبات اطراف ووكلاء وانصار الخامنئي يحتلون مواقع مهمة في بعض الدول والمنابر بل يمارسون ابتزازا سياسيا مكشوفا ومستهجنا. لقد بلغت التعديات الايرانية على البحرين مبلغا وقحا وغير مسبوق ويمثل اهانة كبرى للعالم العربي ولدول الخليج العربي خصوصا.
الايرانيون وهم يبنون مواقعهم الهجومية المتقدمة في العراق وسورية ولبنان, وحتى اليمن, يريدون جعل الخليج العربي بين فكي كماشة, وذلك عبر الاستعانة بالعناصر العربية الخليجية النائمة التي يتكئ عليها دعاة الولي الفقيه الذي لجأ لسياسة هجومية من اجل الدفاع عن مواقعه المنهارة في العراق والشام تحديدا.
الايرانيون ومنذ زمن بعيد يطبقون نظرية الهجوم خير وسيلة للدفاع في مفهومهم الامني الاستباقي, لذلك فهم لن يكفوا ابدا عن اثارة القلاقل والمشكلات واشعال الفتن, لان ذلك ببساطة هو سر وجود النظام الايراني بروحيته المتوحشة التي بلغت القمة في السادية من خلال حملات الاعدام العلنية والممنهجة ضد احرار الشعب الايراني وهم يكافحون من اجل التخلص من حكم الفئة الباغية السوداء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق