بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 26 فبراير 2014

◘ «الأميرة وبنت الريح» قصة للفتيان مستوحاة من حياة الأميرة هيا

يتطلّع الطفل عادة إلى أبطال خارقين، يُمثلّون ما يريد أن يكونه، لا ما هو عليه. لكنّ ستايسي غريغ اختارت في قصتها «الأميرة وبنت الريح» (هاشيت - أنطوان) أن تقلب الصورة النمطية التي اعتدناها في حكايات شكلّت موروثنا القصصي منذ الصغر.
فالبطلة هنا هي أميرة اختارت أن تعيش كغيرها من الفتيات في مثل سنّها...

القصة هي في الأساس موجهة إلى الأطفال والفتيان، لكنها في الوقت عينه تُلامس القارئ البالغ تماماً كما الصغير. فاللغة التي تستخدمها المؤلفة روائية بامتياز، وهي تختار عباراتها من الطبقات الداخلية للنفس البشرية التي لا تختلف كثيراً بين كبير وصغير.
وعلى مستوى الشكل، تتجاوز «الأميرة وبنت الريح» (ترجمة رنا حايك) مفهوم القصة وتقترب من الرواية بأحداثها وشخصياتها وحجمها الذي يتعدّى 315 صفحة. أمّا مضمونها فيعكس تجربة إنسانية كبيرة بطلتها طفلة تحكي قصتها المؤثرة. الفكرة هي بمجملها جديدة. استوحت الكاتبة النيوزيلندية ستايسي غريغ حكايتها من قصة حقيقية، وتحديداً من قصة الأميرة الأردنية هيا بنت الملك حسين، التي أحبت الخيول منذ الطفولة المبكرة وتحدّت كلّ المصاعب لتحقيق حلمها إلى أن شاركت في بطولات الفروسية وهي في الثانية عشرة من عمرها.

تجمع هذه القصة معانٍ كثيرة: العائلة، الطفولة، الحلم... لكنّ الفروسية تبقى التيمة الجوهرية التي تدور حولها قصة ستايسي غريغ المولعة بالخيول وبالكتابة عنهم وعن عوالمهم الغنية.

تبدأ القصة في منتصف ليل 23 آب (أغسطس) من عام 1986، حين تُقرّر الأميرة – الطفلة هيا أن تكتب رسالة إلى أمّها. لكنّ الأحداث في الفصول اللاحقة يرويها سارد من خارج النصّ لتعود هيا في الفصل الأخير كي تُتمّ رسالتها إلى والدتها المتوفاة. فالعائلة كانت هي الكنز الحقيقي الذي تملكه الأميرة هيا. في حضنها عاشت طفولة سعيدة إلى أن وقعت المأساة ورحلت أمها. فتتبدّل حياة الصغيرة وتتقوقع على نفسها أكثر فأكثر. أمّا سعادتها المفقودة فلا تجدها إلاّ بجانب خيول القصر. وفي عيد ميلادها السادس، يأتيها الملك بهدية تُغيّر حياتها رأساً على عقب: مهرة يتيمة لا يتجاوز عمرها أيّاما قليلة.

«بنت الريح» هي المهرة التي دفعت الأميرة هيا إلى أن تحقّق حلماً لم تجرؤ أيّ أميرة قبلها بأن تحلم به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق