بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 18 فبراير 2014

الفنّ في تونس في مواجهة التطرّف

تخوض تونس بعد ثلاث سنوات على التغيير السياسي الذي شهدته، معركة ثقافية يقودها شبان مراهقون في مواجهة التطرف الديني، فيتخذون من الفن على اختلافه وسيلة لإدخال أفكار حديثة في المجتمع التونسي والتأثير على الفئة الشابة.
واجتمع شبان تونسيون في مبادرة لا تبغى الربح لخلق مساحة ثقافية عبر مركز مخصص لتعليم رقص الـ"بريك دانس" والراب والغرافيتي والتصوير والرياضة.
ويهدف القيّمون على المركز إلى "إحداث تغيير في الذهنية التونسية التقليدية في مرحلة ما بعد الثورة"، كما يقول أحدهم لصحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية.
ففي بلدة سيدي علي بن عون، يتحلّق شبّان في باحة المركز المخصصة لرقص "بريك دانس"، يختبرون قدراتهم بملابس فضفاضة وأحذية ملونة وقبعات أميركية. ويقول احدهم: "نريد أن تنتشر هذه الظاهرة في كل أنحاء تونس".

وتخوض هذه البلدة الواقعة في محافظة سيدي بوزيد معركة مصغرة للتجدد الثقافي في تونس، على رغم انها تمثّل صورة نمطية عن الجنوب التونسي الذي ترتفع فيه نسبة البطالة، ويعاني مستوى متدنّيا في التنمية مقارنة بالشمال الساحلي.

والمحافظة نفسها شهدت قبل ثلاثة أعوام حادثة محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه احتجاجاً على الفقر وانعدام الفرص، وتسبب لاحقاً بموجة تظاهرات اجتاحت تونس وأطاحت نظام الرئيس زين العابدين بن علي، كما فتحت الباب أمام ثورات العالم العربي.

بعد ثلاث سنوات على الثورة التونسية، لا يلمس الشبان تغيّراً كبيراً في المجتمع، فيما عدا أن رجال الشرطة لا يقاطعونهم لدى ممارسة هواياتهم، والمراكز الشبابية التابعة للحكومة تمنحهم أحياناً مكاناً للتدريب.


ويقول أحد المدرّبين أن مرحلة ما بعد الثورة شهدت حالة من الفوضى والعنف، بخاصة بعد الإفراج عن بعض المساجين المتطرّفين الذين عمدوا الى استدراج بعض الشبان للجهاد في سورية. لذا تأتي هذه المبادرة لتحسين وضع الشباب التونسي المهمّش، والحؤول دون توجّهه لتعاطي للمخدرات أو التطرف الديني، إذ تعتبر هذه الفئة الأكثر استهدافاً من قبل المتطرفين الذين يحثّونهم على التخلي عن الموسيقى والرقص وغيرها من الفنون.


وكانت البلدة ومحافظة سيدي بوزيد شهدت مواجهات عنيفة بين الشرطة التونسية ومسلّحين ينتمون الى التيار "السلفي الجهادي" في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق