بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 24 أغسطس 2014

تقاسيم جغرافيا التحول العربي! محمد صادق الحسيني

من كان ينتظر توافقا أمريكيا ـ إيرانيا على حساب قضية العرب والمسلمين الأولى فلينظر إلى معارك المصير على امتداد الوطن العربي الإسلامي الكبير.
ومن كان ينتظر توافقا إيرانيا ـ سعوديا علىحساب إرادات القوى الحليفة أو المؤتلفة تحت لواء جبهة المقاومة والممانعة فلينظر إلى أقصى القوم فياليمن السعيد.
وليصغ من بعد ذلك فورا لما يتم تداوله في الأروقة على لسان سعود الفيصل بأن الرياض لم تعد بصدد تغيير النظام في سوريا.
لم يعد سرا يتم تداوله في الأروقة خبر ومخطط تقسيم العراق.
ليبيا تغرق وتحترق أمام أعين العرب بأموال بترو دولار وبنادق للإيجار.
غزة تهدم على رؤوس الأبرياء من شيوخ ونساء وأطفال بأيد إسرائيلية نعم ولكن بالحاح «عربي» على الاستعجال بانهائها.
لبنان تحت حد سيف الغزو الداعشي لولا رجال الله في الميدان السوري أولا وعلى الحدود اللبنانية السورية ثانيا.
سوريا تقاوم الإرهاب بثبات على مدى أكثر من ثلاث سنوات بكل أشكاله فيما «العالم المتمدن» لا يزال يتسلى برمي نفاياته البشرية على أرض التين والزيتون كما يرمي نفاياته النووية على سواحلنا.
كل الإشارات والعلامات والخطوط والنقاط تفيد بان زمن الصفقات والتسويات ليس فقط لم يأت بعد بل اننا في أوج خوض معارك التحدي بين معسكري المقاومة أو الاستسلام.
دققوا جيدا من الان فصاعدا في قسمات وجه الشاب اليمني الثلاثيني السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
تابعوا تحرك رجاله من «أنصار الله» وكيف انهم سيغيرون الكثيرمن ملامح وجه الجزيرة العربية وليس اليمن فحسب.
ثم اخطفوا اللواحظ بين الحين والآخر للجولان المحتل ليتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود في معادلة الردع الصاروخي الاستراتيجية المرتقبة هناك.
ولا تنسوا قبل كل ذلك وبعده جنوب الجنوب من جبل عاملة الذي بات يشكل العمق الاستراتيجي الحقيقي لكل ما يجري في فلسطين من مواجهات تمهد للمنازلة الكبرى التي يمكن ان تندلع بين الحين والآخر.
ليست طهران وحدها التي كسرت عنفوان الطاغية الأمريكي الذي حاول التسلل من بوابة النووي للوصول إلى حظائر أو مخازن الدرع الصاروخية الإيرانية. 
غزة هاشم ورغم صغر جغرافيتها وتواضع امكانياتها هي الأخرى استطاعت ان تمرغ أنف تل ابيب في التراب وتضطره لسحب جنوده الغزاة من ساحات القتال خلال ساعتين وهروب شراذم مستوطنيه مما بات يعرف بغلاف غزة.
هي كر وفر، هكذا كانت الحرب دوما لكن المنتصر دوما هو من يثبت على الارض وفي الميدان ومن يطلق الطلقة الاخيرة وجعبته مليئة بالذخائر.
بقي لدينا نحو شهرين فقط وتعلن نتائج الحرب الأمريكية الداخلية بين اليمين الجمهوري الغبي و»اليسار» الديمقراطي إلاغبى. 
انها الانتخابات الأمريكية النصفية لأعضاء الكونغرس حيث ستحط رحال داعش والنصرة في صالونات التسويات الأمريكية الداخلية. 
صحيح انه قرار دولي تحت الفصل السابع «لمحاربة» إرهاب داعش، ذلك الذي صدر من مجلس الأمن الدولي قبل أيام.
لكنه في الواقع قرار أمريكي إسرائيلي للدفاع عن مصالح الشركات الصهيونية الإسرائيلية والأمريكية المتواجدة بكثافة في اربيل وعموم كردستان العراق.
حتى لندن التي كانت يوما عاصمة الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس بدأت تشعر بالخطر من إرهاب حية داعش الرقطاء. 
ومع ذلك تظل المكابرة لدى هذا العالم الغربي الغبي هي التي تتحكم في كثير من تصرفاته إلى ان يأتي اليوم الذي سيدفع فيه ثمنا باهظا يفوق تصوره.
البعض من ظرفاء المحللين السياسيين يقول من باب النكتة والشفقة على هذا الغرب المتغابي: ماذا تنتظر لندن وباريس ونيويورك وواشنطن حتى تقر وتذعن بانها خسرت الرهان على تركيع جبهة المقاومة!؟ 
هل تنتظر لندن مثلا ان يعلن حزب الله حملة تطوع جديدة للدفاع عن أمن المملكة المتحدة أمام خطر داعش كما قال ديفيد كاميرون!؟ 
يعني لازم تصل الأمور إلى هذا الحد حتى تعترف عواصم الغرب وتقر وتذعن بانها كانت اسوأ إدارة لأزمات العالم عرفها التاريخ.
بين مكابرة الغرب وعدم قبوله بالخسارة في الرهان على من يعض أصبعه أولا في المعركة المفتوحة في ساحات الفتن المتنقلة على أيدي دوائر التوحش العالمية، وبين إصراره على دعم وإسناد العدو الصهيوني المغامر بوجود كيانه من عدمه يبقى السؤال: 
هل يسحب الغرب قريبا مشروعه الاستعماري من فلسطين فيقرر فك معسكره الذي اسمه إسرائيل؟ أم ان ساعة المنازلة الكبرى بيننا وبينه اقتربت من لحظات معركة تحرير إصبع الجليل على يد رجال الله؟
انها لحظات افتراق الوهم والحقيقة لدى غرب ظل يكذب ويخادع ويخاتل لما يزيد عن القرن من الزمان بانه وحده من يملك العلوم والعقول ومن عداه من البشر خارج صناعة التاريخ!
انظروا إلى غزة هاشم واليمن السعيد وشام الياسمين ولبنان رجال الله وسورية التين والزيتون وحتى العراق الجريح لكنه المصمم على لملمة بلاد الرافدين قطعا ليس هو من يكتب نهاية التاريخ بل نحن أبناء هذه الأرض الأصليين وهو الطارئ الذي حان وقت رحيله.
انها لحظة التحول الكبرى التي ترسمها سواعد سلاطين الزمن الجديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق