بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 6 أغسطس 2014

إ◘ براهيم معلوف ومولاتو أستاتكي في «مهرجانات بيبلوس»

أستاتكي
يعود الموسيقي اللبناني إبراهيم معلوف إلى لبنان مجدداً، حاملاً إليه الكثير من الجوائز التي كان آخرها في مطلع العام الحالي جائزة أفضل ألبوم موسيقي في العالم، عن ألبومه illusions «أوهام». يعود ليحيي اليوم، في مهرجانات
بيبلوس، حفلة مزدوجة، يبدأها مولاتو أستاتكي، «أب الجاز الأثيوبي»، الذي يعزف الموسيقى الأثيوبية التراثية، ويجمع بين الموسيقى الأفريقية واللاتينية. وإذا تذكرنا أن معلوف يستخدم الترومبيت (البوق) في عزف الموسيقى الشرقية، ننتبه إلى أن هذه الأمسية سوف تجمع متعة التنوع الموسيقي والمزج الرقيق بين موسيقى التراث وموسيقى الغرب الحديثة.

يختصر العازف الأثيوبي مولاتو أستاتكي في أمسيته تجربة بدأها عام 1969، ورحلة بدأها في أثيوبيا قبل انتقاله إلى انكلترا، ثم الولايات المتحدة، ليعزف مع كبار الموسيقيين، ويبدأ رحلة تزويج الموسيقى الأثيوبية التراثية للجاز الأميركي، مستخدماً بشكل أساسي آلتي «الفيبرافون» و«الكونغاس». المزج نفسه تقريباً اعتمده معلوف في تجربته، خلال رحلة طويلة بدأها بتعلم العزف على الترومبيت على يد والده عازف الترومبيت أيضاً نسيم معلوف، الذي اشتهر بتحويل هذه الآلة ليعزف من خلالها الموسيقى الشرقية، من خلال إضافة مفتاح رابع إليها. ولا ننسى فضل أمه ندى معلوف عليه أيضاً، وهي التي علمته العزف على البيانو.
معلوف الذي تربى في الأساس، في أحضان والديه، على الموسيقى الكلاسيكية العربية، بدأ تجاربه الموسيقية في باريس، التي تعرَّف فيها على الموسيقى الغربية، قبل أن يجمع في موسيقاه بين الشرق والغرب، ويستخدم الآلة المناسبة التي يكشف بها سحر الموسـيقى، هذا السـحر الذي أجاده، وإن قـال مرة «لا نعـرف تماماً في الموسـيقى التي نسـمعها أين هو السحر». ولعل السـحر الذي تضمنه ألبومه الأخـير هو امتـداد للسحـر الذي جـسده في تجربته التي حصد من خلالها العديد من الجوائز الموسيقية الدولية، في فرنسا والمجر وفنلندا والولايات المتحــدة الأميركـية. السـحر الـذي جعله يشـارك في فرق سيمفونية مهمة، ويسافر بموسيقاه مع عدد من الأفلام منها فيلم «Smart Ass» وفيلم Yves Saint Laurent.
مشاركة معلوف مع أستاتكي في مهرجانات بيبلوس، التي تشهد إحياء برنامج دولي مكثف هذا العام، أتت بعد إحيائه أمسية خاصة في مهرجانات بيت الدين، من سنتين، أمتع بها الجمهور، وقدم موسيقى تحكي قصصاً لبنانية، لا سيما قصص الحرب، واصفاً إحدى زياراته لبيروت بعد هجره لها خلال الحرب الأهلية اللبنانية (وهو من مواليد 1980). وقد أتت تلك الأمسية بعد مشاركة له في مهرجانات ذوق مكايل، وأخرى في «ميوزك هول».
يقدم معلوف إذاً معزوفات (لا تخلو من الارتجال) يقارب فيها الجاز، من خلال آلته الحاضرة أساساً في موسيقى الجاز، تلك التي ذهب بعيداً في كلاسيكياتها بالتوازي مع معرفته لكلاسيكيات الموسيقى العربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق