بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 30 يونيو 2013

الثورات العربية الثلاث - شعيب ولد الغوث - موريتانيا

المهندس: شعيب ولد الغوث
إن الشعوب الإسلامية والعربية منها بشكل خاص عاشت ويلات من الذل ما بين القرن السادس عشر إلى بداية القرن العشرين تحت الحكم العثماني جعلها في ذيل الشعوب آنذاك فثارت على ولاتها وقمعت قمعا شديدا راح ضحيته آلاف الأبرياء, ودخلت فرنسا وبريطانيا على الخط كقوتين عظيمتين تريدان مساعدة الشعوب على التقدم والازدهار والحرية استئناسا بالثورة الفرنسية الحديثة العهدة, فوثقت الشعوب غباء منها فيهم، وساعدوهم على إخراج العثمانيين وانحسارهم فقط في تركيا الآن, حتى احتلت هذه الدول كل العالم العربي والإسلامي وقسمته إلي دويلات صغيرة يسهل قمعها (فرق تسود) في اتفاقية سايكس_بيكو 1916 بين مارك سايكس وجورج بيكو وزيري الخارجية البريطاني والفرنسي وكانت هذه الاتفاقية وصمة عارفي جبين الدول الإمبريالية التي كانت تنادي بالحرية بالأمس, وكانت أول نتائجها وعد بلفور المشؤوم بإعطاء وطن لليهود في فلسطين (عطاء من لا يملك لمن لا يستحق).
عاشت الشعوب مرة أخرى عقودا من المذلة والهوان والظلم ومسح الهوية أشد من ذي قبل، لا يماثله إلا غزو التتار, حتى جاءت الحرب العالمية الثانية وانكشفت أسطورة الرجل الأبيض الذي لا ينهزم, رأت الشعوب المستعمرة الجندي الأوروبي يهرب في أتون المعركة، واحتلت العاصمة الفرنسية باريس وقصفت برلين وظهر عملاقان جديدان هما الروس وأمريكا وكأن التاريخ يعيد نفسه, كل هذه العوامل جعلت الثورة الثانية تقوم مطالبة بالإستقلال وقمعت أيما قمع وراح مئات الآلاف من الضحايا وفي بعض الأحيان الملايين على غرار الثورة الجزائرية, نالت الشعوب الاستقلال السياسي، وساعدتهم في ذلك أمريكا من أجل تحسين صورتها كقوة جديدة وبعد مساندتها لقيام الكيان الصهيوني, حكم الدول العربية بعد خروج المستعمر أذنابه الذين ربي ومن ثقافته شربوا لم يحيدوا عن سياسته قيد أنملة, وبعد فترة وجيزة ما بين الخمسينيات والسبعينيات وبعد انتشار الفكر الشيوعي وتبني القوميين للاشتراكية شهدت المنطقة انقلابات عسكرية ضد أذناب الاستعمار تلقت ترحيبا شعبيا رغم أنه ليس صاحبها, حكمت الأنظمة الدول العربية لكن لم تشهد استقرارا لعدم تجانسها وتدخل الدول الأجنبية خوفا على مصالحها وتحول بعضها إلى شبه ممالك يحكمها شخص ترتبط به مصلحة لوبيات من المفسدين والضحية في كلتا الحالتين هي الشعوب التي تعاني من الجهل أولا، والفقر ثانيا، والضعف ثالثا.

ومنذ السنوات القليلة الماضية ومن غير ميعاد أحرق المهندس الشاب البوعزيزي نفسه (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) معبرا عن إرادة شعوب عانت الويلات منذ قرون, أشعل نفسه فتطايرت شرارات لتشعل كراسي سقيت ببترول الشعوب طيلة عقود (صب الزيت على النار), إنها الثورة الثالثة انطلقت من أعماق الشعوب المظلومة لم تملها دولة خارجية ولا إيديولوجية جاء بها شباب كانوا يدرسون في الخارج.

ولأن الإسلاميين كانوا من أكثر تيارات التحرر اكتواء بنار الأنظمة البائدة نالوا ثقة الشعوب في انتخابات نزيهة، قامت ضدهم مظاهرات أو ما يعرف بالثورة المضادة بعضها ممن يستعجلون ثمرة الثورات والبعض الأخر ممن يبكي على إيديولوجيات أفل نجمها وحان زوالها, كل هذه المظاهرات ليست شيئا سلبيا وإنما هي لتعميق الثورة وحمايتها وإفهام أي حاكم جديد أن الشعوب أبقي من حكامها
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق