بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 21 يونيو 2013

هل غادر الوزراء من متردم ؟ - ناصر لحّام

من وحي معلّقة عنترة بن شداد العبسي، وقوله في مطلعها "هل غادر الشعراء من متردم" نقول في استقالة الدكتور رامي الحمد الله هل غادر الوزراء من متردم ؟ فقد غادر جميع وزراء فلسطين هذا المنصب وهم غاضبون او عاتبون او رافضون، اولهم كان الرئيس ابو مازن الذي غادر رئاسة الوزراء وهو ممتعض من شكل الاداء السياسي في تلك المرحلة، وغادر ابو علاء قريع المنصب وهو يجلس الان بعيدا عن اي منصب حكومي، وغادر اسماعيل هنية "في الحقيقة يرفض المغادرة" بعد ان أقاله الرئيس من منصبه، وغادر الدكتور سلام فياض جريح الفؤاد عقب تظاهرات شديدة وبعد ان أدارت له فتح ظهر المجن. وها هو رامي الحمد الله يغادر منصبه الى
طولكرم رغم ان التهاني لا تزال تنشر في الصحف لتوليه المننصب !!!

ويحكى ان اول جلسة للحكومة شهدت قرارا من الدكتور بمنع التدخين في الجلسة، فغادر اربعة وزراء الى خارج القاعة لاشعال سجائرهم، وتهامس عدد من الوزراء "وهل نحن في محاضرة جامعية" فيما قام وزير خامس، بل ان وزير غير مدخن خرج من القاعة وقال انه يتضامن مع الوزيرات والوزراء المدخنين.

الدكتور سلام فياض غادر منصبه ورفض ان يأخذ سيارة حكومية واكتفى بسائق، وهو الان في رحلة بالولايات المتحدة الامريكية لزيارة عائلته واولاده، وعلى ما يبدو ان الوزراء الذين غادروا او الذين لم يغادروا بعد يفكرون اكثر من اي وقت مضى في لحظة خروجهم من الوزارات. وهو امر لا يبدو سلبيا بقدر ما ان المجتمع الفلسطيني اعتاد الان على مثل هذه التغييرات.

قبل اسابيع تجرأت وقلت للرئيس: وهل هناك ضرورة لتشكيل حكومة، وان المواطن لم يشعر ابدا باستقالة الحكومات، فطالما هناك وزارة مالية ورواتب تنزل الى الصراف الالي ومدراء عامون ودوائر لتصريف احوال العامة. لا داعي للحكومات، فالشعب الفلسطيني معتاد ان يمضي حياته من دون حكومات.

نظر اليّ الرئيس نظرة طويلة، وقال : لا يمكن ان تكون السياسة كما تقول انت، ولا بد من تشكيل حكومات.

رامي الحمد الله وضع الرئيس في موقف محرج جدا جدا، وقد جهد الرئيس شهرين لاقناع امريكا واوروبا بقبول الحمد الله رئيسا للوزراء، والان امام الرئيس خيارين، اما ان يعين احد نواب الحمد الله لتصريف اعمال حكومة تصريف الاعمال، واما ان يتولى هو منصب رئاسة الحكومة ويكتفي بالمساعدين د.زياد ابو عمر ود. محمد مصطفى لادارة مؤسسة رئاسة الوزراء.


وقد لا يدرك الدكتور رامي الحمد الله، الذي كنت اخشى عليه فعلا في مقالتي قبل 

اسبوعين، انه تسبب في توجيه طعنة نجلاء في ظهر الاكاديميين والتكنوقراط، والان 

ستكون القوى السياسية اكثر حذرا في تكليف الاكاديميين بمهام سياسية خشنة.ش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق