بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 28 يونيو 2013

عجزكم يخجلنا، ويُفرّط بدمائنا - سعدون محسن ضمد- العراق

ماذا ينتظر برلمانيو طوز خورماتو حتى يُفعّلوا كل ما من شأنه حماية انفسهم وناخبيهم؟ متى سيتمكنون من محاسبة الجهات المسؤولة عن الأمن في مناطقهم، ابتداء من القائد العام للقوات المسلحة، وانتهاء بأصغر جندي في الوحدات التابعة لهم؟! لقد تابعت المؤتمر الصحفي الذي عقدوه اثر الحادث الأخير، وكان هزيلاً إلى درجة محزنة.. وفعلاً نوابنا، عاجزون حدَ الألم.. أعتقد بأن عليهم ان يخجلوا من عجزهم، ومن تفريطهم بواجباتهم.

لو كنت مكان نواب الطوز، لاعتصمت تحت قبة البرلمان، ولأضربت هناك عن الطعام إلى أن تقدم الحكومة جميع المقصّرين في التفجيرات الأخيرة. يا سادتي يجب أن يعاقب أحد، يا أعزائي، أنتم تكرّرون مسرحيَّة باتت مملّة. يأتي الإرهابي بكل استرخاء، ويحصد من أرواحنا ما يطيب له، ثم تجتمعون انتم وتنددون، ثم تنفضون بانتظار حصاد جديد، ومؤتمر صحفي آخر من ذات المؤتمرات المملة. لو كنت مكانكم لحولت مجلس النواب إلى قبلة للقنوات الإعلامية العالمية، فضلاً عن منظمات حقوق الإنسان، ولوضعت الجهاز الأمني بقائده العام ووزرائه وأجهزة معلوماته بحالة يشفق عليهم منها العدو قبل الصديق. انتم تقولون بأنكم مللتم من النداء والاستغاثة، طلباً للحماية، ومللتم من المطالبة بتشكيل قوة خاصَّة بكم، وهذا برأيي جهد العاجز، والكلام يشمل جميع أعضاء مجلس النواب ممن خانوا البلد وتركوه بدون رقابة جادَّة، وتركوا الفساد يعيث به وينهب خيراته، والإرهابيين يصولون ويجولون، بلا أي رادع.
يا سادتي ليس هناك مسؤول عن دماء ضحاياكم أكثر منكم،
أنتم أعضاء في مجلس النواب فماذا تنتظرون؟ أنتم على قمة هرم الدولة وتشتكون من الضعف وتتحدثون وكأنكم مجموعة من المستضعفين؟ اتركوا لغة الاستجداء رجاء، واتركوا ثقافة التهرب من المسؤولية وتحميلها الآخرين. لديكم قدرة على إحراج الجهد الأمني الذي يفرّط بحمايتكم فماذا تنتظرون حتى تستخدموا هذه القدرة؟ أنتم تعلمون بأن هنالك ضباطاً كباراً متورطون بالفساد، وهناك اختراقات هائلة في السلك الأمني، وهناك وهناك، ومن مسؤولياتكم الرقابية أن تكشفوا عن هذا التقصير، فكفوا عن التمثيل علينا رجاء.
اليوم أراقب منظمات المجتمع المدني، والقوى الشعبية، فأجدها تبتكر أدوات الفاعلية، وكانت قد استطاعت أن تُجبر مجلس النواب على عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وهي التي تسعى الآن لإجباره على إلغاء تقاعد نوابه. لكنني أراقب مجلس النواب وكلي إحباط، فلديهم السلطة الرقابية، التي يستطيعون من خلالها أن يجبروا اكبر مسؤول في البلد على المثول أمام مساءلتهم، ومع ذلك تراهم يشكون لناخبيهم ضعفهم وقلة حيلتهم، فماذا يريدون منّا من أجل أن يكونوا فاعلين؟ هل يريدون مزيداً من السيارات المصفحة؟ مزيداً من الحصانة؟ مزيداً من الامتيازات؟ ماذا ينتظرون قبل أن يؤدوا واجباتهم بشكل متقن وشجاع؟!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق