بالرغم من تقديم روسيا أدلة دامغة الى لجنة
التحقيق الدولية المكلفة بالتحقيق في استعمال السلاح الكيمائي في أحداث الحادي والعشرين
من أب الماضي في الغوطة الشرقية
حيث أشارت تلك الأدلة وبما لا يجعل مجالا
للشك بأن مقاتلي المعارضة المسلحة هم الذين قاموا بتلك الهجوم من أجل استفزاز المجتمع
الدولي للتدخل عسكريا في سورية بعد الهزيمة التي منيت بها تلك المجموعات من قبل الجيش
السوري لأن المنطق يقول إن الجيش السوري لا يمكن له فعل ذلك خاصة أنه يحرز تقدماً ميدانياً
وأن الجماعات المعارضة المسلحة دعت منذ البداية الى التدخل العسكري الأجنبي في سورية
.
وأن المتطرفين المقاتلين في تلك المجموعات
المسلحة لن يرف لهم جفن حتى لو قاموا بقتل الالاف من السوريين وذبحهم كالخراف سواء
بالكيماوي أو غيره لأنهم غرباء عن سورية فهم منتمون لجنسيات مختلفة ومنهم مقاتلون ينتمون
لتنظيم القاعدة وهم بالأصل كانوا معتقلين في غوانتانامو وأفرجت عنهم الولايات المتحدة
وهربتهم الى داخل الأراضي السورية بغية قتال السورين بعد أن مسحت عقولهم وقلوبهم وجردتهم
من انسانيتهم وغالبية هؤلاء من المتطرفين الشاذين انسانيا ودينيا وللأسف بعض الدول
العربية التي مولتهم ودفعت ثمن سلاحهم حيث أكدت احصاءات الأمم المتحدة ارتفاع معدل
الجرائم بحق الانسانية في سورية والتي يرتكبها مرتزقة اجانب قدموا من مختلف أنحاء العالم
.
فقد أفادت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالتحقيق
في الانتهاكات المحتملة لحقوق الانسان في سورية بحدوث زيادة كبيرة في معدل الجرائم
التي يرتكبها هؤلاء المسلحون بمشاركة مرتزقة أجانب في شمال سورية .
فقد عرض رئيس اللجنة سرجيوبينيرو تقريرا
على أعضاء مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان الذي اجتمع في السادس عشر من أيلول الجاري
في جنيف وبين فيه أن شمال سورية يشهد زيادة كبيرة في معدل الجرائم
وأعمال العنف علي أيدي مجموعات متطرفة مسلحة
مناهضة للحكومة على خلفية تدفق مرتزقة أجانب وبأعداد كبيرة الى سورية .
وأن تلك الأعداد من المتطرفين المسلحين
عبروا الحدود وانضموا الى ما يدعى كتيبة المهاجرين و هي من المجموعات المسلحة الأكثر
تطرفا وهي الأكثر استيعابا للمرتزقة وأن هناك معلومات تفيد بوقوع عدد كبير من عمليات
القتل علي أيدي المسلحين بما فيها من اعدامات ومجازر بحق السكان المدنيين السلميين
وأن ما بات يسمى بالربيع العربي أصبح خريفا وبلاء أسود ابتلت به الدول العربية وأن
النزاع الطائفي الأعمى بات ظاهرة يتسم بها الشارع العربي نتيجة هذا الربيع المشؤوم
الذي اكتسب صفة طائفية لا يقبلها منطق ولا دين .
ومنذ أن اختار اعلاميو الغرب اسم الربيع
العربي للفوضى الخلاقة التي لم يشهد مثلها الوطن العربي ولا حتى أيام الاستعمار فالفوضى
والاستهتار بحياة الناس وتهريب السلاح وتصدير الأفكار الارهابية والتكفيرية باتت أمورا
في غاية الخطورة لأنها في ازدياد كبير .
الأمر الذي جعل من منطقة الشرق الأوسط منطقة
تتصف بالعنف والدموية وتحول ما يدعى بالربيع الى موسم للاقتتال والتدمير والخراب على
أيدي جحافل المرتزقة المدعومين ماديا ولوجستيا وعسكريا وسياسيا من قبل أكثر الأنظمة
العربية تطرفا في شبه الجزيرة العربية من مشيخة السعودية وقطر ومن خلفهم حلفاؤهم من
القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية .
وكيف جرف اعصار هذا النزاع الطائفي في الربيع
الأسود في طريقة ما تمتلكه البلاد من كنوز ثقافية ومقدرات تراثية . وكيف استباح دور
العبادة والأماكن المقدسة بحجة الدين والتطرف والأهم من ذلك ما تركه هذا الربيع المشؤوم
القذر لأنه لا انساني ولا حضاري فكل الشرائع والحقوق الانسانية باتت تدينه حيث أقيمت
الصلوات في كافة أنحاء العالم ليذهب بلاءه عن كاهل هذه الشعوب العربية المعطاء وتلك
الأرض التي يعيش عليها ذلك الانسان العربي المستهدف اليوم بهذا الربيع الدموي لأن الأرض
العربية هي أرض الحضارات والأرض المقدسة للمسلمين والمسيحيين على حد سواء وكيف استباح
هذا الربيع الذي لا معنى له دور العبادة المقدسة والأدهى من ذلك ما تركه هذا الربيع
اللاأخلاقي من أثر مدمر في نفوس المسلمين والمسحيين العرب وقد رأوا أماكن عبادتهم الأمنة
تتعرض للتدنيس والنهب والتفجير من قبل حفنة من اللصوص والمرتزقة المستوردين من الخارج
بقصد تدمير منطقة الشرق الأوسط بحجة الديمقراطية المزيفة فقد تحول هذا الربيع الأسود
الملطخ بالدماء الى مصائد للقتل ومتاحف للدمار على أيدي متطرفين لا دين لهم سوى دين
القتل والتدمير وتدمير الانسان نفسيا وماديا .
فسورية التي طالما تغنت بالأمن والأمان
لأكثر من أربعة عقود ها هي تعاني ما تعانيه اليوم من أفعال وأعمال هؤلاء المتطرفين
وعندما شارفت الأزمة في سورية على نهايتها بعد المبادرة الروسية الأخيرة في ظل الترحيب
الدولي بها وتراجع الولايات عن عدوانها لسورية مقابل وضع دمشق أسلحتها الكيمائية تحت
الرقابة الدولية لا تزال بعض الدول العربية تصر على استجرار التدخل العسكري في سورية
مؤكدة استعدادها لتمويل العدوان على سورية وعلى رأس هذه الدول السعودية وقطر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق