بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 6 يوليو 2014

«قرش البحر» - إبراهيم حاج عبدي

لا يمل الفنان المصري رامز جلال من الإيقاع بضيوفه من الفنانين عبر مقالب متنوعة، وهو اختار البحر ليكون مسرحاً لخدعته الجديدة التي تظهر في برنامجه «رامز قرش البحر» الذي يعرض على شاشة «إم بي سي».

البرنامج الجديد يشبه، إلى حد بعيد، برنامجه السابق «رامز عنخ آمون»، فهو يعتمد،
كذلك، على تضليل الضيف الفنان، ويستثمر نجوميته في أحلك اللحظات. يبدأ البرنامج بداية عادية، إذ يجري الاتفاق مع الضيف على إجراء حوار حول مونديال البرازيل في برنامج مزعوم يحمل عنوان «نجوم المونديال». الضيف، الذي لا يلتقي برامز جلال إلا في اللحظة الأخيرة، لا يتردد في تلبية الطلب. يمضي به قارب صغير نحو يخت في عرض البحر؛ مجهّز لإجراء الحوار المنتظر، وهذا ما يحصل فعلاً، لتبدأ «الدراما القاسية» في طريق العودة. العطل يصيب القارب الصغير في منتصف الطريق بين اليخت والشاطئ، ثم، ووفق ترتيبات محددة، يقفز القبطان الى البحر بحجة تأمين ما يعين على تصليح العطل، ثم تسقط «المذيعة المتواطئة»، بدورها، في البحر وتظهر الدماء على سطح الماء، في إشارة إلى أن ثمة كائناً بحرياً افترسها. الضيف، المغلوب على أمره، يراقب هذه التطورات الدراماتيكية بوجه خائف مذعور، متيقناً من أن لحطة نهايته قد دنت. يلوذ بآيات قرانية، ويصرخ مستنجداً، حائراً في ما يفعل وسط زرقة البحر على متن قارب راح يغرق، بينما يظهر له سمك قرش ليزيد من جرعة الهلع. في اللحظة العصيبة والقاتلة، التي يفقد فيها الضيف أي أمل بالنجاة، يظهر له وجه رامز جلال المألوف، فيستعيد أنفاسه، ويدرك أنه كان ضحية «مؤامرة»، ليخوض صراعاً جديداً مع المخادع جلال الذي لا يأبه لمشاعر ضيوفه الذين ينهالون عليه باللكمات والشتائم.
في الحلقات القليلة التي بثت حتى اللحظة مع فيفي عبده وأحمد السقا ومحمد رياض وزوجته رانيا ياسين، لا يمكن أن ننفي عن البرنامج سمة «التشويق والفضول»، فالمشاهد يحبس أنفاسه وهو يتابع فصول المكر، ناهيك عن أن هدف البرنامج يكمن، بالضبط، في إيصال الضيف إلى أقصى درجات الخوف، وهو، حقاً، ينجح في هذا المسعى. لكن ذلك لا يلغي «الخديعة المنظمة» التي يتكئ عليها البرنامج، ولا يمكن بأي حال إيجاد مبررات لبرنامج يعتمد على الغش في سبيل إظهار نقطة ضعف الضيف وكشف خصوصياته في أكثر اللحظات رعباً. ولعل هذا ما يفسر رفض آثار الحكيم عرض حلقتها، فرفعت دعوى بهذا الخصوص وكسبتها ضد جلال الذي يتـــقن استدراج الضيوف الى مــكائده الكثيرة. لكنه يبالغ في هذا المسعى، ويتمادى في الاستهتار وكأنه ينتقم من الفنانين بعدما أخفق في أن يحتل الصفوف الأولى بينــهم، فضلاً عن أن تكرار الفــكرة ذاتها، وإنْ بأدوات وأساليب مغايرة، يفقد الفكرة جاذبيها وأصالتها، ويجعلها مجرد صدى باهت لصيحة الإعجاب الأولى!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق