بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 29 يوليو 2014

«شبشب» عكاشة - فجر يعقوب


لم تشأ القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن تمر حادثة الحذاء «الشبشب» الذي شهره الإعلامي المصري توفيق عكاشة من على منبر قناته «الفراعين» وهدّد به الفلسطينيين في قطاع غزة. بالطبع لم يكن ممكناً مرور هذه الحادثة من دون أن تعلق عليها جهات عدة، وكان متوقعاً أن تعلق عليها التلفزة الإسرائيلية، باعتبار أنها تحمل
رسائل في اتجاهات عدة، منها الجهة الإسرائيلية نفسها التي تترصد أيضاً ما يحدث في العالم العربي «المتفجر». وكان أن زادت بأن عقدت ندوة مخصصة لتناقش هذه الرسالة مقارنة بالخطوة التي أقدمت عليها فضائيات لبنانية التي بثت أخيراً نشرة إخبارية موحدة عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

بغض النظر عن تقويم تلك النشرة، واللغة التي سادتها، وإن جمعت بعض الخصوم في التوجهات السياسية والإعلامية، وأفردت مجالات واسعة لتعليقات كثيرة، إلا أن خطوة عكاشة الذي أحضر معه «الشبشب» القديم البالي وأصرّ على امساكه بمنديل أبيض نظراً لشدة قذارته - قال إنه فعل ذلك متعمداً - ليظهر موقفه تماماً في وجه «حماس» وبقية الفلسطينيين الذين يستحقون ما يحصل لهم اليوم في غزة.

الأكيد أن عكاشة بخطوته العرجاء هذه ربما عَنَّ في باله أن يقلد الرئيس السوفياتي الراحل نيكيتا خروشوف الذي كان يعتبر نفسه وصياً على شعوب الاتحاد السوفياتي السابق، فاستخدم حذاءه على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1960، ويقال إن واحداً من أسباب عزله بعد أربع سنوات هو الحذاء الذي نال من هيبة الاتحاد السوفياتي ناهيك عن تفرده بالسلطة وخيانة مبدأ القيادة الجماعية الخ.

اليوم لا يقف الإعلام الإسرائيلي المتلفز بعيداً من «شبشب» عكاشة. يقوم بقراءتها من زوايا عدة، ويكتشف حجم التصدعات العميقة التي نالت من المشهد الإعلامي العربي الجديد وسقوط بعضه في الحضيض بحجة حرية الرأي والرأي الآخر.

ربما لن يكون هناك من يواجه عكاشة برأي سديد يقوّم فيه جنوحه وغرقه في الوحل بحجة دفاعه عن الشعب المصري. هو مالك فضائية خاصة يمكنه من خلالها مواصلة «شذوذه» الإعلامي كما يشاء.

مذيعته المفضلة حياة الدرديري قالت في برنامجها «مصر اليوم» تعليقاً على نقل عكاشة إلى غرفة العناية الفائقة بعد اصابته بنوبة سكر شديدة أخيراً إن الشعب المصري هو الوحيد الذي كان يتفاعل مع عكاشة وآلامه، وزادت: «الذي تفاعل معه هو الشعب، والذي عشقه هو الشعب، والذي أحبه هو الشعب».

صحيح أن نيكيتا خروشوف كان في وقته ديكتاتوراً، لكنه قاد دولة عظمى بغض النظر عن الانتكاسات التي أودت بها وبه من قبل، ولكن أن يتحول عكاشة إلى بطل وديكتاتور محبوب من الفضائية الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، وقناته الشخصية «الفراعين»، فثمة حاجة هنا لإعادة قراءة بعض نوادر الإعلام العربي الجديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق