بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 16 يوليو 2014

غزّة تنتصر ، ولكن دون أفق سياسي - عبد الحكيم صلاح


أثبتت الأيام الماضية من المواجهات الحربية ، أن حماس أعدّت وأدارت المعركة باقتدار ، وأظهر جناحها العسكري كفاءة عالية في الميدان .حماس تنظيم عقائدي بكل ما يعنيه ذلك ، من انضباط واستعداد دائم للتضحية .صواريخ حماس على العمق الإسرائيلي وتعطيلها لمناحي الحياة اليومية ، سيكون لها أثراً مباشراً على رؤية الصهاينة كحركة ، وكمجتمع لمستقبل العلاقة مع الفلسطينيين .الإسرائيلي في اليوم التالي لوقف المعركة ، ستتغير نظرته كلّيّاً لهذا الفلسطيني ،
الذي اعتاد على قمعه والتنكيل به ، بمناسبة وبدون .الفلسطيني اليوم قلب المعادلة الإسرائيلية ، وسيجبر قادتهم ومنظريهم على إعادة النظر بكل البرامج الفكرية والعقائدية ، التي قام عليها واستمر كيانهم .حماس تشترط فك الحصار عن غزة ، وتسهيلات حياتية ، ولم تتطرق إلى الجانب السياسي ؛ أي القضية الوطنية ، وهذا يريح الجانب الإسرائيلي  ويعفيه من اساس الصراع وهو الاحتلال .حماس إذا كانت تسعى إلى الإنخراط في المعادلة الوطنية والسياسية فمن الواجب أن تنسّق مع السلطة الوطنية في هذا الجانب لتقوية موقفها السياسي ، كإشارة منها بأن الموقف الفلسطيني موحد ..أما إذا بقي سلوك حماس فرديّاً حزبيّاً ، فإنها قد تحقق بعض المكاسب الآنية على صعيد غزة ولكنها ستلحق أذاً بالغاً بالقضية الوطنية .ضحايا وخسائر العدوان على غزة ستكون مقبولة للجماهير إذا أحدثت إختراقا سياسيّاً جوهريّاً على صعيد القضية الوطنية  وهذا ما نأمل ان  تأخذه حماس بعين الاعتبار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق