بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 6 يناير 2014

◘ تهافت المشايخ الدينية كارثة قيمية د.حمود الحطاب

الدين ليس مادة, وهو لا يستحدث من العدم, لا مكان للدين في الأرض, أعني مكان مادي يذهب إليه الإنسان فيقول هنا الدين بالمعنى الشامل للدين. بمعنى أن الدين ليس جرما ماديا, يعني أنه ليس مادة لها لون وحجم وتملأ حيزا من الفراغ . لا مكان للدين ماديا يعني أنه عمل معنوي كدين, وإما الأماكن التي تخص الدين مثل

المساجد, أو الكعبة المشرفة, أو مسجد الرسول "صلى الله عليه وسلم" أو المسجد الأقصى, بالنسبة الى المسلمين فتلك أماكن لممارسة ماتعلمه الإنسان المتدين من سلوكيات, أو معارف, ومهارات الدين, ولا يطلق عليها الدين. هي تتبع الدين . 
إذاً الدين أمر معنوي, بمعنى إنه تعليمات موروثة, مكتوبة أو مسموعة, إذا الدين عمل يتم عن طريق التوجيه, من متخصصين لهم تسميات معينة من قبل الدين نفسه أو مما تعارف عليه الناس مثل الرهبان, والقسيسين, والأحبار, والحواريين, والربانيين, وعلماء الدين, أو من تسميات الناس مثل شيوخ الدين, أو رجال الدين, والأخيرتان من تسميات البشر اصطلحوا عليها . 
والدين لما كان قضية ثقافية وليست جرما يقف عنده الناس فيكون دينا, لما كان الأمر هكذا فإن تبليغ الناس الدين بكامله أصبح من مهمات هؤلاء الناس, وتعلم الدين من الكتب وحدها, ومنذ البداية, قضية غير مسلم بها, فالدين يحتاج الى شروح المفكرين من هؤلاء, وفهمهم زيادة على القراءة والاطلاع. 
هؤلاء الأشخاص الربانيون يشكلون في واقع الحياة الدينية قدوة ومثالا يحتذى ومن هنا ركزت الأديان على وجوب تقواهم, لله وورعهم فوق تقواهم وجعلت عقوبة تهاونهم, وانحرافهم, وضلالهم, وكذبهم, وتحريفهم للدين جرائم كبرى تضاعف عقوباتها عند الله دنيا وآخرة . 
وفي الإسلام فإن هؤلاء العلماء المنحرفون هم أول من تسعَّر بهم النار, بمعنى يزاد اشتعالها بهم, فضلالهم ليس عملا حرا فرديا, بل إنه بضلالهم تضل أمم. 
أشخاص متدينون, أو هكذا زعموا, انتخبهم الناس لتمثيلهم في المجلس النيابي ارتشوا, واستغنوا, وسجلوا الاموال بأسماء أفراد من عيالهم وأسرهم, ثم أسقطهم الناس, رقصوا على أنغام الطِّيران الرنانة ونهبوا البلاد والعباد. 
ومشايخ زعموا أنهم دعاة الجهاد فَهَربوا قبل أن يبحث عنهم أحد, وكانوا خدعوا الناس سنوات طوال من أبواق المساجد من قبل, وآخر ظهر هذه الأيام وكشفه الله مبكرا, يؤم الناس في الصلوات, وله شهرة والله ليست في مكانها في قراءة القرآن, يعلن على الملأ وقوفه مع الظلم والظالمين والقتل في تأييد انقلاب على الشرعية يريد ارضاء" الناس" ولربما دُفع له المقسوم, .. وإمثلة كثيرة آخرها أو أقربها شيخ وخطيب مَحَلِّيٌُُ من هنا, من الكويت جمع التبرعات من الناس للمجاهدين الأحرار في سورية, ولثقة الناس به نال الملايين من الدنانير من التبرعات فَهَرَّبَ التبرعات لبلد أوروبي سياحي, واشترى بها قصرا لنفسه هناك. لقد تسبب في قتل المئات من الناس في سورية بهذه السرقة. هكذا كتبوا عنه في "تويتر" البارحة ووضعوا صورته مع الكلام عنه... وهو سبب مقالتي. 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق