بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 13 أبريل 2014

◘ التلفزيون المصري والبث الحصري - ماجدة موريس

على كل الشاشات متابعة ضــــروريـة (وأحياناً أقل من هذا) لأحداث تأتي وتذهب وتتجدد يومياً، وأحياناً كل بضع ساعات... غير أن اللافت تراجع التلفزيون المصري عن دوره القيادي في ما يخص انفراده بنقل محاكمات رؤساء مصر السابقين، إذ سلبت منه هذه الميزة شبكة خاصة هي «صدى البلد» التي نقلت - حصرياً - محاكمات
حسني مبارك وشهادات بعض قيادات الأمن في عهده، الخميس الماضي، بعدما أصدر المستشار محمود كامل الرشيدي، قاضي التحقيقات في قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها مبارك، قراراً قبلها بيوم يمنع فيه التلفزيون المصري من حضور الجلسات ونقلها لعدم التزامه ببثها كاملة.

وكان قطاع الأخبار حتى التاسع من الجاري، الجهة الإعلامية المرئية الوحيدة في مصر التي تحتكر بث كل أحداث الدولة الرسمية... وقبل «ثورة يناير»، استطاع رئيس القطاع عبد اللطيف المناوي، إحداث تغييرات واضحة ركزت أساساً على تجديد صورة الشاشة مع تجديد الاستوديو من دون ان يلحق التطوير العاملين بقراءة النشرات لأن كثيرين منهم أقدم من رئيس القطاع، ومع هذا أضاف التحديث التقني إلى النشرة. لكنّ الأمر اختلف بعد الثورة، وتعرض المناوي لثورة ضده من العاملين في القطاع لكونه كان مقرباً من العهد السابق، وقاوم حتى خرج من موقعه في حراسة مشددة ليأتي بعده إبراهيم الصياد أحد أقدم المذيعين في القطاع، والذي سرعان ما رحل بعد صراع لتحل محله صفاء حجازي بقرار من وزيرة الإعلام درية شرف الدين.
صفاء مقدمة البرامج القديمة المتمرسة ارتكبت خطأ العمر حين أوقفت بث محاكمة مبارك ورجاله، مبررة هذا بأنها «تعليمات عليا» وأن هناك أحداثاً يومية أكثر سخونة، وهو ما تلقت عنه «عقاباً» فورياً من رئيس المحكمة بمنع التلفزيون المصري من البث أساساً، وتحويل استحقاقه لشبكة خاصة.
السؤال الآن هو: هل كان منع استكمال بث الحلقة السابقة من المحاكمات بتعليمات عليا بالفعل أم أنه سوء تقدير فادح؟ وحتى لو سلمنا بأن هناك أحداثاً يومية أكثر سخونة، فهل يصح أن يأتي قرار قطع البث فجائياً ومن دون تنسيق مع جهة المحاكمة؟ ثم أن التلفزيون المصري الذي يعاني من المشاكل ويحتاج لأي تميز أو انفراد ألم يكن يدرك أن كل القنوات الخاصة والدولية كانت تنقل عنه هذا البث الحصري وتنسبه إليه، ما يضيف إليه مكانة ونفوذاً؟
أما الأمر الثاني في هذه القضية، فهو أن الأحداث الساخنة اليومية تحولت إلى مكمن للإعلام وليس ميزة، إذ حولت الشاشات إلى ساحات للصراع وطلقات الرصاص والخرطوش والجرحى والقتلى على حساب كل المواد الأخرى وهو ما آثار موجة جديدة من الهجوم على الإعلام كونه «يعكر» صفو المشاهدين وآمانهم، ويتسبب في إبعاد المستثمرين عن مصر... بل هو أصل كل الشرور في هذا البلد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق