بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

انتخابات ومفاجأت

 يفترض ان تسير امور المصالحة على ما يرام اذا صدقت الرؤية . السلطة في رام الله تبدو جادة بحسب تصريحات مسؤولي الملف,حماس وعلى الرغم من اجواء الخلاف في اوساط قيادتها الا ان مسؤوليها بدورهم يقللون من اهميتها ويدرجونها في اطار الخلاف الديمقراطي ولا خروج على قرار رئيس المكتب السياسي وعليه اذا صدقت الرؤية سنكون امام استحقاق مصيري قابل للمفاجأات .الكل الفلسطيني ذاهب وهو مثقل باعباء الاحتلال وتداعيات المرحلة,يضاف الى ذلك حالة الترهل التي اصابت الفصائل وابعدتها عن الجماهير ,حماس لا يقل وضعها

سوءاً فالإنقسام ألقى بظلاله على المزاج العام للجماهير التي دفعت ثمن سنواته العجاف والذي لم تعد معه الخطابات والايديولوجيات بقادرة على تمريره مرور الكرام . بعيداً عن التفاصيل اليومية لسنوات الإنقسام وذاكرته الجمعية فإن النفق الذي دخلته الفصائل لا نور في نهايته وبالتالي فأن صندوق الاقتراع سيكون متنفس الجماهير للتعبير عما يعتمل في نفسها من اسى ,هذا التشخيص لا يقصد به تجريم الفصائل والتيارات السياسية لاننا ندرك انها كانت ضحية لسياسة دولية واقليمية لافراغها من محتواها وتحييدها عن مسارها ,لفد كان من الضروري ان تتنبه الفصائل وتبادر الى التجديد والتغيير في الاطر التنظيمية والبرامج لتضمن عامل الاستقطاب الجماهيري وكانت سنوات الانقسام فرصة وعامل دفع لهذا التغيير لتدفق الحياة في شرايينها .الجماهير بدورها وعلى قاعدة الخلاص لا مانع لديها من إجراء الإنتخابات غداً ولكن السؤال هل القوى السياسية جاهزة .التنظيمان الكبيران فتح وحماس لا يقل وضعهما سوءاً فتح لا زالت تدفع ثمن التساقها بالسلطة والتي شهدت إصلاحات ملموسةجيرت للسلطة وليس للتنظيم وعدم تفعيل المقاومة السلمية كرديف للمفاوضات والتي انحسرت بعدد من المتضامنين الأجانب ,وضع حماس أيضا شهد تراجعاً فتجربتها في غزة لم تنجح على الصعيد الوطني فالقضية تراجعت بسبب الانقسام ولو كانت ذرائع الانقسام جادة لرتبت حماس أوضاع غزة ومن ثم جنحت للوحدة مبكراً ولأضفت بذلك مصداقية على توجهاتها وبرامجها وإذا كانوا يراهنون على الربيع العربي الذي حسم لصالح الاسلاميين فإن الرهان خاسر لأن قضيتنا مع الاحتلال وليس مع النظام الذي هم جزء منه وبالتالي اذا لم يحدث ما يشبه المعجزة لترتيب العلاقة مع الجماهير فاننا على موعد مع مفاجآت صندوق الاقتراع.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق