بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 7 ديسمبر 2012

غزة والضفة ما بعد الدولة

تتصاعد وتيرة الحديث عن المصالحة ما بين غزة والضفة الغربية , باعتبارهما كيانان سياسيان منفصلان حكما وواقعا .الرئيس عباس سعى دائما الى انهاء الخلاف وقدم اقصى ما يمكن من تجاوب مع مطالب حماس , الى درجة موافقته على مصالحة تبقي غزة تحت سيطرة حماس مقابل منحه هامشا للحركة السياسية تمكنه من اعادة تقديم نفسه الى العالم على انه يمثل الجميع, لحين اجراء او تهيئة الاجواء لانتخابات رئاسية
وتشريعية , مع قناعة بأن حماس ستماطل في موضوع الانتخابات لحين توفر مؤشرات بأن فرصها بالفوز عالية .حماس لا تلعب لوحدها على الساحة فهي اولا اداة تنفيذية لسياسات الاخوان المسلمين التي هي جزء منهم تحاول قدر الامكان الاستفادة من دول الاقليم التي تنظر الى  الورقة الفلسطينية كعامل استراتيجي لتحسين شروطها على الاميركان والاوربيين في اي ترتيب للمنطقة. هذه العوامل تجعل من موضوع المصالحة امرا مستحيلا .فمن غير الممكن ان تسلم هذه القوى ورقة المصالحة لمحمود عباس الذي حسب تصنيفهم يسير في فلك خصمهم  الامريكي  والاوروبي مع العلم ان هؤلاء الخصوم اميركان واسرائيليين ودول اقليم لا ترى مصلحة لها بالمصالحة الفلسطينبة لما لهذا الامر من اهمية في مساعدة رعاة عملية السلام للتنصل من انجاز الدولة الفلسطينية .اذا حماس ستستفيد كثيرا من الاعتراف بالدولة الفلسطينية المؤقتة على المدى البعيد حيث تطرح نفسها بديلا جاهزا للسلطة وهذا الطرح يحظى برضى الاطراف الدولية والاقليمية على الاقل لابتزاز السلطة الفلسطينية وتعطيل اقامة الدولة لاطول فترة ممكنة .بعد الدولة المؤقتة ليس امام السلطة من مفر سوى البدء بانتفاضة سلمية منظمة ومدروسة ومستدامة من شأنها ان تفرض على العالم اعادة ترتيب اوراقه وتسحب البساط من تحت اقدام دعاة استمرار الانقسام وفي الوقت ذاتة دعاة سحب البساط من تحت اقدام السلطة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق