بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

حمى اسبانيا - عبدالحكيم صلاح



ندرك ونقدر ان كرة القدم هي الرياضة الاكثر شعبية , يهوى متايعتها مختلف الفئات العمرية ولا اعتراض على ذلك . اما ان يبلغ التعلق بها حد الهوس والجنون فهذه مسألة يجب التوقف عندها وحالة تستحق الدراسة والتأمل . نوادي وجمعيات تشكلت لمناصرة الفرق الاجنبية اصطفاف منقطع النظير بلغ حد الخصام لفريقي برشلونة ورويال مدريد . صبية وشباب يعرفون سيرة اعضاء الفريقين والنوادي ولا يعلمون شيأ عن رموز بلدهم الثقافية والعلمية والسياسية ولا حتى الرياضية . اذا اردت ان تستذكر ايام منع التجول او تتعرف على اجواءه فما عليك الا الخروج الى الشارع قبل المبارة بساعة . شوارع مقفرة محلات مغلقة سكون يتخلله صياح من بعيد في اشارة الى تسجيل هدف اوضياع فرصة , وما ان تنتهي المباراة حتى تصدح ابواق سيارات من فاز فريقه ويعم التدافع والفوضى المكان ويتواصل الهرج لساعة متأخرة . مدريد وبرشلونة ,هل الاسبان والدول الاوربية المجاورة مشغولون مثلنا بهذين الفريقين ..؟  لا اعتقد .هل  اليأس والعجز  والضياع والمستقبل القاتم دفع بنا للبحث عن متنفس خارج الحدود قد نجد فيه انفسنا ولو لساعة من الزمان ام هي حالة الانسلاخ عن الذات بالتعلق بكل ما هو اجنبي من مدارس وجامعات وتطعيم اللغة بكلمات انجليزية وفرنسية واحيانا عبرية وعادات جديدة تتسلل الينا بل  تجتاحنا ؟.ازمة جديدة تضاف الى ازماتنا و الجميع يعلم ان الدول تربي ابنائها على الانتماء للبلد وقيمه , الصين واليابان خير مثال على ذلك , دول اوروبية يتجنب مواطنيها الحديث مع الاجنبي بغير لغته على الرغم من معرفته بالانجليزية .التربية والتعليم والجامعات ووسائل الاعلام وما اكثرها والجمعيات الخيرية التي تعمل في مجال الثقافة والتراث والتنظيمات والاحزاب ودور العبادة مطالبة بتعزيز ثقة الفرد بمجتمعه وثقافته وتراثه المستهدف اصلا من  هذا الاجنبي الذي يلهث هذا الجيل ورائه بتقليده والتقرب منه بدونية مفرطة  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق