بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

القلق من الاسلاميين .


                                     
يحدو القلق الكثير  من المراقبين والمتابعين لشأن البلاد العربية التي سقطت انظمتها  بسبب تقدم الاسلاميين في الانتخابات التشريعية واحتمالات فوزهم الساحق في الرئاسية . المتابعة الحثيثة لكل صغيرة وكبيرة تصدر عن الاسلاميين  مسألة مبالغ فيها وكأنهم عفريت من الجن سيتلبسنا وليس له عنا من فكاك. الاسلاميون تنظيم عريق له جذوره وحضوره منذ ما يزيد عن قرن من الزمان تعرض للنبذ والرفض من انظمة الحكم المتعاقبة ومن التيارات السياسية وتحديدا اليسارية  التي كانت في اوجها ومن المجتمع الدولي بسبب بعض الطروحات الناتجة في الاساس عن عدم تقبل
 هذا التيار .هذه العوامل مجتمعة اضافة الى العقيدة الدينية اضفت قوة وتماسكا على هذه التيارات وجعلت منها مؤسسة على قدر عال من التنظيم وقدرة على الحشد باعتبار الدين عامل جذب في مجتمعاتنا وقد بلغت ذروتها في مرحلة اخفاق وتراجع التيارات القومية واليسارية والوطنية الامر الذي اهلها لقيادة حركة الشارع في دول الحراك العربي وتجيرها لصالحها والسبب دائما خلو الساحة السياسية من اطر منافسة . ان غزل التيارات الاسلامية الصاعدة بالامريكان وبالغرب واعلانهم عن  التزامهم بالمعاهدات مع الكيان الاسرائيلي يجب الا يكون مدعاة تندر ومأخذا عليهم بل امر طبيعي يفرضه وصولهم للسلطة وما مواقفهم السابقة من هذه القوى الا ضرب من ضروب التعبئة للاتباع والمريدين .بلا شك ان لدينا الان حركتان عالميتان بالمعنى التنظيمي والتعبوي والنفوذ وهما التنظيم العالمي للاخوان المسلمون والحركة الصهيونية العالمية وهذا يعني ان اسلاميي دول الربيع يعملون ضمن اطار اوسع واشمل وهو التنظيم العالمي للاخوان وان ما يطرحونه من برامج قد يكونوا قادرين فعلا على تحقيقها بالمعنى النسبي .من هنا يجب الا يكون هناك تخوف  او تطير من وصولهم للسلطة  وان يأخذوا فرصتهم كاملة  فنحن نتحدث عن نهج ديمقراطي يتساوى فيه الجميع  اختطته الشعوب في ربيعها  ومن يقف في وجه التغيير لن يكمل مدته في الحكم و سيلقى مصير الانطمة البائدة اسلاميين كانوا او طنيين  . القوى السياسية الاخرى على اختلاف توجهاتها امام خصم سياسي ومنافس قوي شأت الظروف ان ينزل الى الميدان بل ان يبتلعه , ليس امامها الا اعادة ترتيب اوضاعها بما يضمن تحسين حظوظها في انتخابات قادمة يؤهلها منفردة اومؤتلفة تشكيل معارضة حقيقية في البرلمانات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق