بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

قارئة الفنجان .



في غزة كل المشاكل و الأزمات البسيطة  منها  و المعقدة مرحلة الى ما بعد المصالحة او فك الحصار . الناس في الأسواق و وسائط النقل و في الجلسات الخاصة و العامة ليس لهم حديث سوى غزة و كيف ستكون . باب الأحلام الوردية مشرع على مصراعيه و كل يقرأ فنجانه و يحدث بما يرى .. شرطي بجراب مسدس سيفض شجاراً قبلياً و آخر من علية القوم يزج به في السجن لتطاوله على رجل أمن . تنظيمات بمختلف مسمياتها تشمر عن سواعدها في ميادين العمل التطوعي . تجار و باعة متجولون و زبائن مسرفون يعانون من الرفاه و الرخاء و حلاوة الازدهار . معابر و حدود تعج بالمغادرين و القادمين من رحلات الاصطياف . فقراء و  أغنياء يتذكرون أيام الاستعطاء و العطاء . و مسؤولون رسميون
و أهليون يرتشفون النسكافيه و يدخنون السيجار هانئين راضين على ما بذلوه من جهد جبار أوصلنا  الى حالة الزهو و الفخار بجلاء الاستعمار و قرة عين أهل الدار. مزادات من دول الأشقاء و الأصدقاء ستغرق البلاد باليورو و الدولار . تقلب الفناجين ايذاناً بانتهاء حلقات الشعوذة و التنجيم ليعود صاحبنا و قد أثقل عينيه نعاس يخالطه أرق يحاول عبثاً إبعاد شبح الحقيقة عسى أن يظفر بقليل من النوم يساعده في مواصلة يومه الجديد و ما يحمله من واقع يائس يتعزز لديه كلما دنت ساعة انقطاع التيار الذي يتم التعامل معه كحالة احتفالية تنتهي بانتهاء الحدث . إن الحديث عن كيان نموذجه غزة ما هو إلا هرطقة ومراهقة سياسية وضرب من الخيال بعد أن ضاعت الفرص التي كان ممكناً معها ترتيب الوضع الداخلي و لو جزئياً . الصورة الآن غير قابلة للتركيب . الخوف من أن تعم الفوضى مساحة غزة بأشكال و وسائل و لغة مختلفة  يبقى احتمالاً وارداً يجب التعامل معه بجدية  وستبقى الاطراف الدولية والاقليمية التي  ارادت الانقسام تهش علينا بعصاه.غزة كانت على الدوام ثورة ومقاومة .. من غزة البداية واذا تركناها ستكون منها النهاية
 بقي أن نضيف أن ما نقدمه السبت نلقاه الأحد و هذا ما لم يقله الفنجان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق