بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

تشاؤل الربيع العربي






                                                                  
لم يتوقف العرب عن الحراك منذ انتهاء حقبة الاستعمار الغربي و صعود الانظمة التي تبنت التسلط نهجاً لها.الجماهير و قواها الطليعية عبَرت عن  ذاتها في الأحزاب و النُخب الثقافية بمختلف توجهاتها وقدمت التضحيات الجسام من اجل تغيير واقع اقطارها. القرن الماضي شهد حركة مد و جزِر ما بين هذه القوى و الأنظمة الى أن تمكنت السلطات الحاكمة من سحق معارضيها أو ترويضهم في أحسن الأحوال.
ثورة المعلومات التي شهدها أواخر القرن الماضي و النموذج الاوروبي في الحكم و انهيار المنظومة الاشتراكية كل هذه العوامل ساهمت في إعادة إشعال جمر الثورة الكامن في نفوس الجماهير وان الانفجار الكبير لم يكن إلا مسألة وقت , إلى أن جائت الشرارة من جسد البوعزيزي في سيدي بوزيد التونسية ليسقط النظام في ثلاثة أسابيع و ليلحق به في أقل من ذلك النظام المصري بكل جبروته و من ثم الليبي  و اليمني و السوري على الطريق .                      
هذه الثورات جماهيرية نقية بامتياز ناجمة عن رغبة الجماهير بحياة كريمة و إلا ما تفسير إصرار الشعب السوري على إسقاط النظام على الرغم من الثمن الباهظ الذي تدفعه الجماهير لاكثر من عام  ؟! صحيح أن هناك أطراف دولية معنية بعدم استقرار هذه الدول وتسعى لاطالة ازمتها لما يشكله ذلك من خطر على مصالحها وتوازناتها .وصحيح كذلك ان بدايات التغيير كصعود الاسلاميين في تونس ومصر وليبيا اثار بعض التحفظات واحيانا الصدمة لدى المراقبين وصحيح ايضا ان هناك تخوفات من حروب أهلية او تقسيم لبعض هذه البلاد , كل هذه المحاذير والمخاوف مشروعة وقد ترقى إلى درجة الواقعية ولكن يجب الاخذ بالاعتبار بأن جبل المخاض العربي لن يلد فأرا ومسألة القضاء على بصمات الانظمة المحلوعة و نقل الشعوب من مرحلة متردية إلى أخرى أرقى وافضل بحاجة إلى وقت قد يطول لعقد من الزمان نشهد فيه ما يسرنا وما يسيئنا .  ان قطار التغيير مضى على سكته ولن يتوقف ولا عودة الى الوراء .ويبقى الامل في هذه الامة والتفاؤل بمستقبلها قائما وانه لمن المبكر الحكم السلبي على هذا الربيع .                                                                                                                                                                                            


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق