بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

عام ثقيل .


                 
انقضى عام من جملة الاعوام التي لم نأسف عليها  وها نحن على ابواب النصف الثاني من هذا العام , في السابق كان لكل سنة مسمى كعام الصمود وتلاه عام القرار المستقل وعام الدولة. العام الفائت كان عام اللاشيء  فقد شهد انهيارات متتالية تجلى صانعوها في ابداعها لينفر منا الصديق قبل العدو. مضى عام كان من الاجدى ان يسمى بعام الارادة او جلاء المحتل عن اجزاء اضافية من بلادنا  او على الاقل عام المصالحة حتى نقول  اننا دخلنا عالم الديمقراطية من اوسع ابوابه ،
اختلفنا وعدنا الى صوابنا الا ان الفرحة لم تكتمل واصر ذلك العام على ان ينسحب بخجل لما حمله من مثالب وآثام ومن مساحات قاتمة فألقي على كومة الاعوام التي فصلت فيها البلاد على كل المقاسات ولهث فيها الجميع في سباق وراء سراب وتزاحم الصغار والكبار على كعكة لم تعجن بعد . المصالحة المصالحة كلمات ممجوجة لا نرغب بسماعها بعد اليوم  ففينا مايكفينا من التوتر والاحباط .
لم يسجل التاريخ ولم تنبئنا النظريات الثورية عن انهيار محتمل للحالة النضالية ولا تنسُك القوى  وانعزالها عن ازمات الجماهير .. ولم نسمع بأن الشعوب قد تؤخذ رهينة كما هو حاصل في غزة   لغاية حزبية و فئوية ولم يحدثنا الرواة عن عابد هدم معبده .
سؤال بلا جواب ، من المسؤول عن الانهيار القيمي الكبير وعن هذا التراجع المعيب للقضية الوطنية بعيدا عن حجم الهجمة الاسرائيلية والصمت الدولي المجامل؟ قد تكون فكرة الدولة التي نحلم بها او اللادولة التي نعيش او الاثنتان معا مقرونة بثقافة الانا التي اجتاحت المرحلة فشوهتها ولوثت مجمل الحالة وجعلت منا متشدقين عاجزين عن ممارسة اي فعل حتى الحياة الديمقراطية التي يبدوا ان اطرافا استخدمتها لمأرب  ثم عطلتها وابقتها مجرد نظريات مقبورة في الادراج ووسيلة للوصولية  .
ان الجماهير صاحبة القضية الوطنية اولا واخيرا ليس امامها من مفر سوى اعادة تقييم الموقف والتدخل السريع لوضع حد لهذا الانهيار المتواصل فكل المؤشرات تؤكد ان هذا العام ليس بأفضل حال من سابقه .        
                   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق