بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

مالا يقال في الانقسام الفلسطيني - عبدالحكيم صلاح

لم ننقطع يوما عن التفائل بأن توحيد شقي الوطن مسألة وقت لا محاله وان طرفي الانقسام لن يكتب لهما الاستمرار في حال كانت النوايا والرغبات غير ما تصدح به الالسن والحناجر .سيل من اللقاات على مدار ما يزيد عن خمس سنوات وجولات مكوكية ما بين القاهرة ودمشق وقطر ووسطاء اتراك وروس لردم الهوة التي تتسع بعد كل جولة من اللقأت التي انعكست سلبا على الرأي العام الفلسطيني والعربي وشجعت الجانب الاسرائيلي على المضي في سياسته التوسعية بكل اريحية فالجهد السياسي الفلسطيني مشتت ما بين لملمة الوضع الدولي ومواجهة السياسة الاسرائيلية ومحاولة انجاز المصالحة .
من عاش في غزة فترة وقوع الانقسام يدرك ان المسألة ليست ردة فعل ناتجة عن طريقة تعاطي السلطة مع حكومة الوحدة الوطنية كما بررت حماس دوافع الانقلاب  فالجماهير كانت امام حالة على درجة عالية من التنظيم والاعداد تمكنت خلال فترة وجيزة من فرض الامن وتشغيل الاجهزة الامنية  والقضاء على مظاهر الفلتان وتفعيل المرافق العامة والمؤسسات  الامر الذي كون انطباعا بان الامور تسير باتجاه الانفصال النهائي عن الضفة الغربية . قطاع غزة الشريط الضيق المعزول والخالي من الاسرائيليين والذي يمتلك منفذا بريا مع مصر وقد يمنح ممرا بحريا مستقبلا  لن يجد ممانعة اسرائيلية لانه يعفيها من مسؤولياتها كدولة احتلال او دولية او اقليمية باعطاءه شكلا مع صيغة سياسية ويقال للفلسطينيين كيانكم في غزة وهذا امر ليس بجديد فقد عرض على الرئيس الراحل ابو عمار غزة اولا وفي الخمسينيات شكلت اول حكومة فلسطينية في غزة وكذلك المجلس التشريعي . حماس حركة متماسكة ومنظمة ولا امكانية لانشقاقها او انقسامها فهي قائمة على المرجعيات وهي تجيد المناورة وارباك الخصم بل هي في اوجها مع الربيع العربي وهي بانتطار تشكيل الحكومة في مصر التي سيتزعمها الاخوان والتي من المتوقع ان تفك الحصار عن غزة الامر الذي يضع حماس في وضع مريح كهرباء وماء ومناطق حرة ونفط وحرية حركة وازدهار اقتصادي ولا احد ضد ذلك فنحن مع رفع المعاناة عن شعبنا في غزة وفي ذات الوقت الخوف من الوقوع في شرك الانفصال التدريجي يبقى قائما وهنا ياتي  دور حماس والجهاد و السلطة الوطنية وحركة فتح والفصائل والجماهير بالعمل على انجاح المصالحة مهما كلف الثمن ومواصلة الفعاليات اليومية اضافة الى تفعيل المقاومة الشعبية وذلك اضعف الايمان واخراجها من اطار الشعارات حتى يبقى الجهد الوطني فاعلا على كافة الجبهات  وتسترد القضية جزا من زخمها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق