بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

النكبة في مرآة بنيامين .



تأبى الحركة الصهيونية ان تخرج من جلدها كتنظيم استعماري عنصري قائم على نفي الاخر, بل سحقه  من اجل ان تحقق اهدافها في الهيمنة والتوسع .هذه الحركة البغيضة  مرت في اكثر  من مناسبة منذ بداية تجسيد مشروعها على الارض في صراع  داخلي ناجم عن ازمة فكرية ادت الى حدوث بعض الشروخ والتصدعات في تطلعاتها , وذلك بفعل الحركة الوطنية الفلسطينية والتطورات السياسية التى رافقتها على الصعيد المحلي الفلسطيني والاقليمي والدولي التي ادت الى  نضوج المطالب الوطنية التي اصبحت ثوابت تحظى بإجماع عالمي , بحيث لا يمكن القفز عنها او تجاهلها فلا غرابة اذن ان نتنياهو المفعم بالصهيونية التي رضعها من والده بنتسيون نتنياهو احد مؤرخي تاريخ شعب اسرائيل و أحد تلامذة جابوتنسكي منظر الحركة الصهيوني
ة الذي  قضى وهو يتطلع الى اسرائيل على ضفتي النهر واحد الدعاة الى التعجيل باقامة دولة اسرائيل . ابى بنيامين الا ان يتمنطق  مسدسه ليطلق النار على عملية السلام  وعلى تطلعات هذا الفلسطيني المفعم بالمبادىء والمنتشي بوطنيته لانه يعلم تماما انه العصى في دولاب العربة الصهيونية .ان كل ما شهدناه من مبادرات سلام لم تكن سوى وسائل لتمرير الحلم الصهيوني   ووسيلة للوصول الى الهدف القومي  الفلسطيني من وجهة النظر الفلسطينية .ووظف كل من الخصمين ادواته من اجل تحقيق غاياته فانكشفت اللعبة وافتضحت النوايا وعاد اللاعبون الى سيرتهم الاولى . فلسطيني يكافح ويناضل في ظل وضع عربي يتأرجح ما بين رهبة التبعية والولاء وخجل المؤازرة وعالم حر تتزعمه سيدة العالم التي تخفي وراء ابتسامتها انياب ذئب وعيناها تنظران الى بعيد حيث عيون النفط وخزائن الثروات , وما تنصيبها لنفسها كراعية لعملية السلام الا لذر الرماد في العيون .ان الحملة التي تقودها الولايات المتحدة واسرائيل واطراف دولية على سياسة الرئيس  وحركته الدولية باعتبارها العامل الهام في ابقاء جذوة القضية القلسطينية متقدة وكذلك ما يمثله الرجل  من رمزية نضالية على صعيد الجماهير كانت عاملا اساسيا في استقرار الوضع الداخلي  الذي انعكس بالايجاب على المؤسسة الفلسطينية السياسية والامنية و العلاقة الفصائلية ، وهذا يدعونا جميعا الى الحذر الشديد والارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية فعملية التهميش ما هي الا خطوة اولى ستتبعها خطوات اكثر دراماتيكية  قد تنكشف معالمها في مرحلة ليست بالبعيدة  فالادارة الامريكية الاسرائيلية تراهن على عامل الوقت لتحقيق مآربها وتنتهج  في ذلك سياسة النفس الطويل . مشكلتهم تكمن في ان الفلسطينيين يفهمون المعادلة جيدا لانهم جزء منها وبيدهم اهم الخيوط وهو امن واستقرار المنطقة .الفلسطينيون يحيون كل  عام ذكرى نكبتهم  على امل ان يحتفلوا بدولتهم في العام الذي يليه  والى ان يفهم ذلك الصهاينة والاميركان سيبقى بنيامين يرى شبح ضحايا النكبة كلما نظر الى المرآة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق